نشطاء يدعمون محللا في الجيش الأميركي يشك في أنه وراء تسريبات «ويكيليكس»

الجندي مانينغ بات بطلا شعبيا بين مناهضي الحرب حول العالم

جوليان مانينغ مؤسس «ويكيليكس» («الشرق الأوسط»)
TT

بالنسبة إلى معارضي الحرب من سياتل إلى آيسلندا، أصبح هناك اسم جديد مرتبط بالعمل البطولي ضد المؤسسية، إنه الجندي برادلي مانينغ.

ويشك في أن مانينغ، وهو محلل استخباراتي يبلغ من العمر 22 عاما، يقف وراء تسريب الآلاف من المعلومات السرية عن الحرب داخل أفغانستان إلى موقع التسريبات «ويكيليكس».

وقد أثار هذا الأمر ردود فعل غاضبة من جانب مسؤولين في مجال الأمن القومي، يقولون إن هذا الأمر يعرض أمن القوات التي تقودها الولايات المتحدة وحلفاءهم الأفغان إلى مخاطر جمة.

ومع ذلك، فإنه منذ إلقاء القبض عليه في ربيع العام الحالي، أصبح مانينغ بطلا شعبيا للآلاف من النشطاء في مختلف أنحاء العالم، ويشبه البعض منهم الكشف عن الوثائق بالكشف عن أوراق البنتاغون الخاصة بالحرب داخل فيتنام أو النصائح المجهولة الهوية التي ساعدت على الكشف عن فضيحة «ووترغيت».

ولم يعلق مانينغ أو محاميه على الأمر، ولم يقل موقع «ويكيليكس» إن مانينغ هو مصدر الوثائق التي حصل عليها. ولكن يشير سجل محادثات كشف عنه صديق إلكتروني إلى أن المحلل الاستخباراتي كان متضايقا من السياسة الخارجية الأميركية، مثله مثل الكثير من الأجانب الذين يدعمونه حاليا.

وفي هذا السجل، قال مانينغ إنه رأى «أشياء لا تصدق وأشياء مرعبة» في ملفات حكومية سرية. وأضاف: «إنه من المهم الكشف عن ذلك.. هذا ما أشعر به لسبب غريب».

وقد قلل البنتاغون من أهمية الملفات التي كشف عنها موقع «ويكيليكس»، ولكن ذلك لم يحد من حماس مناصري مانينغ.

وأنشأ فيليب بايلي، وهو متخصص تقنية إيطالي يعيش في كرواتيا، صفحة على موقع «فيس بوك» لدعم مانينغ بعد أن علم عن القضية. وخلال أقل من أسبوع، أصبح هناك أكثر من 6000 عضو في الصفحة.

ويقول بايلي: «عندما قرأت أنه جرى إلقاء القبض على مانينغ، عرفت أنه يجب علي القيام بشيء من أجل مساعدة هذا الشاب. لقد قام بالنسبة إلي بشيء لا يصدق، إذ قام بعمل جريء، وثمة مخاطرة كبيرة».

وكما هو الحال مع بايلي، لم يلتق مايك غوغولسكي، وهو مواطن أميركي يعيش في سلوفاكيا، مع مانينغ من قبل. ومع ذلك، أنشأ شبكة لدعم برادلي مانينغ، وهي عبارة عن موقع إلكتروني خصص لهذا الغرض.

ويقول غوغولسكي: «لقد استحوذت القصة على تفكيري، وبدت بالنسبة إلي قضية من نوع جديد. إنه شخص له كاريزمية يرتبط بينه وبين ما سمعت أنه يطلق عليها قصة العقد الحالي».

وعلى الرغم من أن من يتواصلون مع الموقع الإلكتروني من داخل الولايات المتحدة، يقول غوغولسكي إنه جاءته مكالمات أيضا من إسبانيا وألمانيا وكندا وأستراليا وإيطاليا وبريطانيا.

وقد أنشأت المجموعة التي تنسق حملة غوغولسكي، «كاريدج تو ريزيست»، خطا لتذكارات مانينغ، به الكثير من الصور للجندي ذي الوجه الطفولي. وتوجد شارات وملصقات وقمصان كتب عليها «أنقذوا برادلي مانينغ».

ويقول جيف باترسون، وهو رئيس «كاريدج تو ريزيست»، إن المجموعة حددت هدفا مبدئيا لتجميع 50000 دولار من أجل دعم دفاع مانينغ، وقد تمكنت بالفعل من تجميع 33000 دولار.

وقد تجاوز الأمر مجرد ساحة الإنترنت، وقد تجمع أكثر من 100 مناصر في حشد نظم على عجل يوم الأحد في كوانتيكو، حيث احتجز مانينغ في قاعدة تابعة للمارينز. وكان هناك تجمع آخر ليلة الخميس في أوكلاهوما سيتي، عاصمة ولايته. ويجري التخطيط إلى يوم عالمي للتضامن مع مانينغ.

ويقول أندرو بورغين، وهو متحدث باسم تحالف «أوقفوا الحرب» داخل بريطانيا، إنه بغض النظر عمن كشف عن المواد السرية لموقع «ويكيليكس»، فإنه قد أسدى جميلا إلى الناس.

وعلى الرغم من أنه لم توجه اتهامات حتى الآن إلى مانينغ تربط بينه وبين أكثر من 90000 وثيقة جرى تسريبها إلى موقع «ويكيليكس»، فإنه اتهم بالكشف عن تصوير فيديو لمعركة أميركية تظهر هجوما بالمروحيات أدت إلى مقتل الكثير من المدنيين داخل العراق.

ويقول بورغين إن مانينغ يجب أن «يتساوى» مع منظر الزيدي، وهو صحافي عراقي ألقى حذاء على جورج بوش خلال مؤتمر صحافي داخل بغداد عام 2008. ويأمل نشطاء سلام أن يؤدي هذا الأمر إلى تحول الاهتمام إلى قضيتهم.

ويقول جيري كوندون، رئيس فرع مؤسسة «محاربون قدماء من أجل السلام» داخل سياتل وعضو في «شبكة دعم برادلي مانينغ»: «يشبه الأمر قصة الصبي الذي صرخ لأن الإمبراطور لم يكن يرتدي أي ملابس. لقد أصبح محل اهتمام ويمكن أن يساعد على إحياء الحركة المناهضة للحرب بعد أن ضعفت بعض الشيء».

ويقول دانيال إليزبرغ، الذي سجن لتسريبه أوراق البنتاغون الفائقة السرية (المرتبطة بحرب فيتنام) عام 1971، إنه شعر بـ«توحد كبير» مع مانينغ. وأضاف: «إنه بطل بالنسبة إلي، فلم أر أحدا يكشف عن وثائق سرية بهذا الحجم، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تهم خطيرة لـ40 عاما. أعتقد أنه يؤمن، مثلي، أن الفائدة تبرر هذا النوع من المخاطرة».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»