المحررة كاسي في مجلة «أو» الأكثر انتشارا بين الأميركيات

طاردت أسماك القرش وستعيد ترتيب أوضاع مجلة أوبرا وينفري

سوزان كاسي رئيسة تحرير مجلة «أوبرا وينفري» («نيويورك تايمز»)
TT

تعكس السيرة الذاتية في مجال النشر الخاصة بسوزان كاسي ما يمكن أن يتوقعه المرء من امرأة طاردت أسماك القرش البيضاء داخل كاليفورنيا واقتفت أثر الظباء داخل كولورادو ووطأت قدمها سباخ بها نفط في لويزيانا. ويشار إلى أن كاسي عملت رئيسة تحرير لمجلة «سبورتس أليستريتد ومين» وكانت مديرة الابتكار في مجلة «أوتسيد»، كما قامت بتأليف كتاب عن القروش وكتاب آخر عن التزلج.

وتعد مغامرة كاسي الأخيرة خطيرة وبها تحديدات، حيث من المفترض أن تعيد ترتيب الأوضاع داخل مجلة «أوبرا» (التي تعرف باسم مجلة «أو»).

هل يعني ذلك عددا أقل من المقالات يكشف عن كيفية الحصول على شعر صحي مقابل مقدار أكبر من المقالات عن الصيد باستخدام القوس؟ ليس بالضبط. ولكن بدءا من عدد سبتمبر (أيلول)، الذي سيكون متاحا خلال الأسبوع الحالي، سيرى القراء نتائج عملية إعادة تصميم قامت بها كاسي على مدار عام.

وبالتأكيد، لم تخسر مجلة «أو» سماتها كـ«دليل نمو شخصي»، قالت أوبرا وينفري إنها وضعت تصورا عنه عندما بدأ نشر المجلة كنشاط مشترك مع «هيرست» وشركتها «هيربو إنك» عام 2000.

ويحتوي العدد الجديد على اختبار تحت عنوان «هل ترغب في تحول عاطفي؟» ودليل لظلال أقلام الشفاه. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه يحتوي أيضا على عناصر غير معهودة، مثل صورة على صفحتين لطائر ماك الحزين مغطى بالنفط يقف على شجر منغروف بولاية لويزيانا.

ويشار إلى أن التعامل مع أي مجلة يمثل تجربة حساسة على الدوام، حيث يكون القراء قد اعتادوا مقالات وصور تعرض أمامهم بصورة مألوفة. ولكن التعامل مع مجلة «أو» يطرح مخاطر أكبر لأنها من أكثر المجلات انتشارا بين النساء حيث لا يتجاوزها في التوزيع سوى حفنة من العملاقة مثل «كوزموبوليتان» و«ومنز داي».

وتقول كاسي: «على ضوء توزيع هذه المجلة، يكون علينا توخي الحذر». وقد كانت بداية مجلة «أو» من أنجح بدايات المجلات في هذا العقد. ولا يزال يطبع منها أكثر من مليوني نسخة في الشهر. ولكن، تراجعت المبيعات من خلال أكشاك الصحافة على مدار الأعوام الخمسة الماضية بصورة مطردة، وقد لا توجد زيادة في التوزيع بالمقارنة مع النمو الذي تشهده المجلات المناظرة «مارثا ستيوات ليفينغ» و«مور آند ريال سمبل» خلال الفترة نفسها.

وقد كان رأي الكثيرين داخل المجلة أنه خلال عقد من الزمان لم تشهد المجلة سوى بعض التعديلات الشكلية. ولكن، كانت الأوضاع الداخلية محتدمة. ولم تستمر سوزان ريد، رئيس التحرير السابقة، سوى عام فقط.

وأمام كاسي مهمة معقدة تعتمد على إعادة بث الروح داخل المجلة مع الاحتفاظ بالعلاقة التي يشعر بها الكثير من قراء المجلة مع وينفري. وقد لاحظت كاسي أن «لا يظهر على غلاف المجلة الحرف ’S‘ (بالإنجليزية) ».

ولا تزال وينفري تلعب حتى الآن دورا كبيرا في التحرير، فهي التي توافق على كل صفحة، وتقول كاسي إنها تتبادل معها رسائل عبر البريد الإلكتروني في كل يوم وتتحدث إليها عبر الهاتف عددا من المرات في الأسبوع.

وقالت كاسي في مقابلة من مكتبها في الطابق الـ36 داخل برج «هيرست» في ميدتاون مانهاتن: «الذي نقوم به تحريريا هو أن ننقل العلاقة التي كونوها معها». وأضافت بينما كانت تتنقل بين صفحات المجلة: «هذه عائلة أوبرا وأنت جزء منها».

ويوضح اختيار وينفري هذا أنها تحس بأن المجلة في حاجة إلى المضي صوب اتجاه جديد. وقالت وينفري في رسالة عبر البريد الإلكتروني: «أعترف بأن موهبتها أفضل من موهبتي في دنيا المجلات. لم أقابل في حياتي شخصا منفتحا للتعامل بإيجابية مع الحياة اليومية أكثر من سوزان كاسي. وأتطلع إلى أن أكون أكثر شبها بسوزان (في ما عدا أسماك القرش)».

ومن الواضح أن لكلا المرأتين اهتمامات واتجاهات مختلفة في ما يتعلق بالعمل الصحافي داخل المجلات. وكان المقال الذي كتبته كاسي لعدد سبتمبر نتيجة لزيارتها إلى مناطق من ساحل الخليج تأثرت بالتسرب النفطي التابع لشركة «بي بي». وخلاله، تحدثت عن أنه غطتها أدخنة من النفط الذي غطى المياه.

وقد كتبت وينفري مقالتها من هاواي. وكان أول سطر لها: «خلال كتابتي، تنساب أشعة الشمس على ماوي».

ومن الأشياء التي قد توضح علاقتهما غير المحتملة أن وينفري تبدو قد حصلت على نوع من المتعة من مغامرات كاسي. وقالت كاسي بينما كانت تتذكر محادثة أخيرة مع وينفري عن تكليف كتابي سيجعلهم يستقلون «بلاستيكي»، وهو قارب إبحار طوله 60 قدما ويعمل ببطارية شمسية مصنوع من زجاجات بلاستيكية أعيد تدويرها: «تشعر أوبرا بالمتعة في ذلك». وقالت غايلي كينغ، تلميذة وينفري والمحررة بمجلة «أو»: «لن تجد أوبرا وينفري أبدا على (بلاستيكي)». وأكدت ذلك. وقررت كاسي عدم الذهاب، على الرغم من دعم وينفري للفكرة.

وعلى الرغم من أن الثنائي ربما يبدو متعارضا في البداية، فإن لديهم فلسفة مشتركة عن النساء، حيث تحتاج النساء إلى مخاطر جريئة وتجنب الرضا بالوضع الراهن مهما كانت التكلفة.

وتقول نورمان بيرلستين، رئيس التحرير السابقة لـ«تايم إنك» التي أشرفت على كاسي عندما كانت في مناصب تحريرية بارزة متنوعة داخل الشركة، ومن بينها محررة مجلة «سبورتس أليستريتد ومين»: «أعتقد أنهم لديهم الكثير من الأشياء المشتركة تتجاوز ما يبدو من الظاهر وذلك من ناحية مواجهة المخاطر. وأعتقد أن شجاعة كل منهما شيء غير مألوف». وتضيف كينغ: «إنها فتاة من نوعية أوبرا، فهي تثق بنفسها ولا تخشى شيئا».

وقد عملت كاسي مدير الابتكار في مجلة «أويتسايد» على مدى خمسة أعوام، وأشرفت على تصميمها والتصوير داخلها خلال التسعينات عندما نشرت المجلة بعضا من أفضل مقالاتها ومن بينها مقالات جمعت في كتابي «إنتو ثن آير» و«ذي برفكت ستورم»، اللذين حققا أعلى مبيعات. وانضمت كاسي إلى «تايم إنك» كمحررة عام 1999 وطلب منها مسؤولون تنفيذيون في النهاية أن تدير مجلة «سبورتس ألستريتد ومين» عندما تولت المسؤولية عن ذلك عام 2001.

وأغلقت «تايم إنك» المجلة في 2002 لأسباب مالية على الرغم من أن قيادة الشركة كانت تنظر إليها على أنها منتج يعتمد عليه. ويقول تيري ماكدونيل، محرر «سبورتس ألستريتد»: «لن يكون في مقدورك أن تقول إن المجلة لم تثمر. أعتقد أن الشركة كانت تقوم بالكثير من الأشياء في الوقت نفسه، وهو ما لم يجعلها شيئا سارا بالنسبة إلى سوزان طبعا».

وعندما أغلقت المجلة، بقيت كاسي في «تايم إنك» كمحررة تنمية لثلاثة أعوام قبل أن ترحل لتكتب تقارير لكتابها الثاني «الموجة»، وهو عبارة عن نظرة إلى التزلج من المقرر نشره في سبتمبر.

وتعترف كاسي بأنها خيار غير تقليدي بالنسبة إلى مجلة «أو»، ولأنها تشعر بالرضا في هاواي، حيث كانت تجري أبحاثا لكتابها، لم يكن لديها خطط للعودة إلى نيويورك. وتقول: «لا أعتقد أن ذلك شيء كان في تفكيري».

ولكن، يبدو أن الأمر يثمر، ويبدو أن نقل ما تريده وينفري ليس صعبا، حيث إن من عملوا معها لم يشعروا بالتعب من أجل معرفة ما يريدون. وتقول كينغ: «أوبرا واضحة جدا».

* خدمة «نيويورك تايمز»