المكسيك تعد خطة لحماية الصحافيين

نظام للإنذار المبكر عند تعرضهم لأي تهديدات

TT

أعلن الرئيس فيليبي كالديرون الأربعاء الماضي خطة لحماية الصحافيين في المكسيك، بعد تصاعد أعمال العنف التي تستهدفهم منذ أن بدأت الحكومة حملتها على تجار المخدرات منذ ما يقرب من أربع سنوات.

ووفقا لبيان صادر عن مكتب الرئيس كالديرون، فإن هذه الخطة ستتضمن نظاما للإنذار المبكر الذي سيسمح للصحافيين بالوصول الفوري إلى السلطات عندما يشعرون أو يتعرضون للتهديد وإنشاء مجلس لدراسة أسباب الهجمات التي يتعرض لها الصحافيون والقيام ببعض الإصلاحات القانونية ومجموعة إرشادية «لأفضل الممارسات» في مجال الصحافة.

ويأتي هذا الإعلان بعد أسبوع تقريبا من مقتل مصور صحافي في مدينة سيوداد خواريز التي تموج بأعمال العنف على الحدود، كما يأتي بعد لقاء الرئيس كالديرون أعضاء لجنة حماية الصحافيين ورابطة البلدان الأميركية للصحافة. وسيتم تنفيذ البرنامج الموجود بالخطة اعتبارا من الشهر المقبل.

وقال نائب رئيس رابطة البلدان الأميركية للصحافة غونزالو ماروكين إن رابطته قد طالبت بضرورة جعل الهجوم على وسائل الإعلام جريمة فيدرالية وفرض عقوبات أشد على المتورطين فيها وضمان عدم سقوط العقوبة عنهم بعد مرور أي فترة من الزمن.

وقد تصاعدت الأعمال التي تقوم بها العصابات منذ بدأ الرئيس كالديرون حملة على الجريمة المنظمة بعد تولية السلطة في ديسمبر (كانون الأول) 2006. وقتل أكثر من 28000 شخص في أعمال العنف المرتبطة بتجارة المخدرات وتقاتل العصابات المتنافسة بعضها بعضا، وتقوم بتنفيذ عدد متزايد من الهجمات على قوات الأمن والمسؤولين الحكوميين والصحافيين.

ووفقا للجنة حماية الصحافيين ومقرها نيويورك فقد قتل ما لا يقل عن 22 صحافيا مكسيكيا وفقد ما لا يقل عن سبعة آخرين خلال السنوات الأربع الماضية.

وقال ماروكين إن خطة المكسيك تشبه الخطة التي وضعتها كولومبيا في ذروة أعمال العنف المتصل بتجارة المخدرات. وقال إن الخطة التي حققت نجاحا في كولومبيا، تضمنت نقل الصحافيين المهددين خارج مناطق عملهم وعدم إضافة اسم الكاتب على المقالات التي تتناول تجارة الكوكايين في كولومبيا.

ويأتي إعلان كالديرون بعد أسبوع من مقتل مصور صحيفة «إل دياريو» في مدينة سيوداد خواريز. وكان المصور لويس كارلوس سانتياغو قد تعرض لكمين يوم الخميس الماضي، بينما كان يقود سيارة يملكها عضو لجنة حقوق الإنسان بولاية تشيهواهوا الذي تلقى تهديدات عدة فيما تقول السلطات إنه قد يكون خطأ في تحديد الهوية.

وقد دعت أكبر صحيفة في سيوداد خواريز يوم الأحد إلى عقد هدنة بين العصابات المتقاتلة في المدينة الحدودية بعد مقتل مصورها، وهو ثاني صحافي يقتل لها في أقل من عامين.

وفي افتتاحية صفحتها الأولى، سألت صحيفة «إل دياريو دي خواريز» هذه العصابات عما تريده من الصحيفة حتى تتمكن من مواصلة عملها من دون تكبد المزيد القتلى أو المصابين أو تعرض موظفيها للترهيب.

وقال ماروكين إنه عندما يتم تنفيذ الإجراءات المتضمنة في خطة حماية الصحافيين وتقوم السلطات بمتابعة القتلة، فسوف يتم إرسال رسالة إلى عصابات الجريمة المنظمة مفادها أنه سيكون هناك عواقب لهذه الهجمات.

واستطرد قائلا: «يجب على وسائل الإعلام أن تكون حازمة جدا حتى تدرك عصابات الجريمة المنظمة أنهم عندما يهاجمون صحافيا فإنهم يعتدون على كل المجتمع».

* خدمة «نيويورك تايمز»