بروكسل: المشهد الإعلامي يشكل حالة خاصة في ظل الصراع بين الطائفتين الرئيسيتين

الوجود الإعلامي العربي ضعيف لأسباب عدة.. محطة إذاعة واحدة وقناة تلفزيونية في الطريق

سيدة بلجيكية تقرأ صحيفة صادرة باللغة الفلمنكية («الشرق الأوسط»)
TT

بروكسل عاصمة بلجيكا والاتحاد الأوروبي، تشكل حالة خاصة بالنسبة للعمل الإعلامي، فهي تضم محطات تلفزيونية وإذاعية ناطقة باللغتين الرئيسيتين في بلجيكا؛ الفرنسية والهولندية، وينطبق الأمر أيضا على الصحف، وهناك منافسة شرسة بين بعضها البعض في محاولة كل طرف إثبات التفوق لصالحه على الجانب الآخر في ظل الخلاف الطائفي الذي زادت وتيرته خلال الفترة الأخيرة، ومع مرور الوقت بدأت محطات إذاعية عربية تعرف طريقها إلى آذان سكان بروكسل وأيضا محطات بالتركية وأخرى بالإنجليزية ولغات أخرى، كما ظهرت بعض الصحف بلغات متعددة، ولكن ما لبث أن تعرض الوجود الإعلامي العربي في بروكسل لانتكاسة تمثلت في تناقص الإذاعات العربية من 6 محطات إلى واحدة فقط بسبب القوانين والإجراءات الحكومية وأسباب أخرى، كما تظهر بين الحين والآخر محاولات على استحياء لإصدار صحيفة عربية ولكن سرعان ما تنتهي بالفشل، ويستثنى من ذلك تجارب محدودة، ويتفق عدد من الإعلاميين العرب في بروكسل، التي يعيش فيها أعداد كبيرة من المواطنين العرب وخاصة من المغاربة، على أنه ومنذ منتصف الثمانينات، وحتى العام 2008 كان هناك أكثر من 6 محطات إذاعية عربية تتنافس على إرضاء المهاجرين العرب وتعريف البلجيكيين بالثقافة العربية من خلال برامج ونشرات وأنشطة مختلفة، ولكن الآن المشهد الإعلامي اختلف كلية، ويمكن القول إنه على مدى ما يقرب من ربع قرن كان المشهد الإعلامي العربي في بروكسل مختلفا تماما عما هو عليه الآن، وإذا كان الأمر اقتصر على إذاعة واحدة فقط الآن فإنه بكل الأحوال أفضل من الإعلام المرئي الذي لم يعرف حتى الآن اللغة العربية، على الرغم من مرور سنوات على حدوث هذا الأمر في الدول المجاورة مثل هولندا وألمانيا، أما بالنسبة للإعلام المقروء فقد شهدت السنوات الماضية محاولات لإصدار صحف ومجلات باللغة العربية إلى جانب الفرنسية أو الفلامنية، وهما اللغتان الرسميتان في بلجيكا، ولكنها كانت تجارب قصيرة الأجل وجاءت آخر الإصدارات في صورة مجلة تحمل اسما مغاربيا في بروكسل، والبعض من أبناء الجاليات العربية المقيمة في بلجيكا يرى في الوضع الحالي فقرا إعلاميا، ولكن البعض الآخر يعتبره أفضل من لا شيء، ربما يكون للقوانين البلجيكية دور فيما وصل إليه المشهد الإعلامي العربي في بروكسل، وربما يكون هناك تقصير من جانب المثقفين والنخبة من المهاجرين العرب، وربما تكون عوامل اللغة والتمويل والانتماءات مشتركة جميعا في هذا التراجع الذي سينعكس بطبيعة الحال على ظروف نشأة الأجيال الجديدة من المهاجرين. ويقول الصحافي العراقي المقيم في بروكسل حسين الوائلي «أنا أرى أن وجود الإعلام العربي في الساحة الأوروبية ضروري وذلك لأكثر من سبب، الأول هو نقل الصورة الأوروبية تجاه العرب، أو ما يحدث في الساحة، وضرورة وجود الإعلام العربي من الجهة الثانية من أجل نقل صورة مشرقة عن العرب إلى الأوروبيين، كما أن وجود الإعلام العربي من خلال وجود الإعلاميين العرب من شأنه أن يوضح الصورة ويزيل أي التباس.

وتقول ماريا بكاوفا، صحفية في صحيفة «البوليتكا» البلغارية «نعم أنا مع وجود الإعلام من كل الأطراف في الساحة الأوروبية، وذلك سيسهل التواصل بيننا، ونستطيع ذلك مع بعضنا البعض من خلال التماس اليومي وبالتالي يحدث تقارب، وستكون هناك كتابة إيجابية من طرف الصحافيين، لأن كلا منهم لديه الفكرة الكاملة عن الموضوع الذي يكتب عنه لأن أغلب الموضوعات التي تكتب ليس لبعض الصحافيين أي دراية كاملة بها، فأنا أرى أن وجود الإعلام العربي مهم في الساحة الأوروبية.

 ومن المتوقع أن تشهد العاصمة البلجيكية بروكسل انطلاق أول قناة تلفزيونية موجهة إلى أبناء الجاليات العربية قبل نهاية العام الحالي، وذلك إكمالا لمشروع التلفزيونات المحلية في العاصمة، التي تبث حتى الآن باللغتين الفرنسية والهولندية. وستبث القناة الجديدة، حسب القائمين عليها، برامجها باللغتين العربية والفرنسية، وستبدأ في ديسمبر (كانون الأول) المقبل «ببث برامج ثقافية وموسيقى مغربية وعالمية، كما أنها ستهتم بقضايا الساعة»، حسب مدير القناة محمد تيجيني، الذي أكد أن القناة موجهة بالأساس لأبناء الجالية المغربية، وهي الجالية العربية الأكبر عددا في العاصمة بروكسل.

وأوضح أن القناة «المغاربية تي في» ستقدم رديفا للمحطات التي يتابعها أبناء الجاليات العربية عن بعد عبر الأقمار الصناعية وأجهزة الكومبيوتر، «سيتوفر لدينا قناة تلفزيونية تبث من بروكسل وتهتم ميدانيا بقضايا الجالية» في بلجيكا. وأوضح أن تمويل المحطة سيتم من بلجيكا بنسبة 100%، مؤكدا أن مؤسسي القناة سيتحملون جزءا كبيرا من التمويل، بينما يجري التفاوض حاليا مع شركات القطاعين الخاص والعام لتأمين الجزء المتبقي. يذكر أن السلطات الفدرالية البلجيكية هي التي أعطت الضوء الأخضر لإنشاء المحطة، في بادرة فريدة من نوعها، إذ إن السلطات المحلية المختصة بقطاع المرئي والمسموع هي التي لديها صلاحيات الترخيص للقنوات التلفزيونية والإذاعات في البلاد، مما يضع القناة الجديدة في موقع حرج من الناحية التشريعية، حسب مصادر مختصة. وأشار مدير القناة إلى أن هذا المشروع «يستفيد أيضا من دعم بنية المواكبة الجامعية للمقاولات الجديدة العاملة بشراكة مع جامعة بروكسل الحرة، ومنطقتي بروكسل ووالون».

وحرصا على الوصول إلى أعداد كبيرة من الجالية المغاربية، يقول السيد تيجيني، ستبث القناة برامجها باللغات العربية والفرنسية والأمازيغية علاوة على برامج باللغة الهولندية أو المترجمة بهذه اللغة. وأوضح السيد تيجيني، الذي يتحدر من مدينة بركان والمقيم ببلجيكا منذ 1995، أن القناة ستقدم للجمهور برمجة غنية ومتنوعة تشمل الموسيقى العربية المغاربية والأمازيغية وأنشطة ثقافية (روبورتاجات، حفلات، سهرات فنية، مسرحيات، استعراضات الموضة)، فضلا عن تقديم تقارير أنجزت في بلدان الأصل. وأضاف أن القناة ستخصص أيضا حيزا مهما للموسيقى العالمية والأنشطة الثقافية البلجيكية الكبرى وتظاهرات ومهرجانات ثقافية بلجيكية عربية، إضافة إلى بورتريهات حول شخصيات بلجيكية مغاربية.

وقال إن برمجة القناة الجديدة، التي ستقترح برامج مخصصة للإنتاج الموسيقي المغاربي وخاصة المغربي في بلجيكا والخارج، ستشتمل كذلك على بث فديوكليبات للموسيقى المغاربية والشرقية، مشيرا إلى أنه سيتم تقديم مغنين ومجموعات موسيقية مغاربية على وجه خاص للجمهور البلجيكي. وسيتاح لمشاهدي «المغاربية تي في» التعرف على أجندة ثقافية أسبوعية شاملة تطلعهم على مختلف التظاهرات الثقافية وخاصة المغاربية منها ببلجيكا. وكان السيد تيجيني، الفاعل الجمعوي والمتخصص في القانون العام الإداري بجامعة بروكسل الحرة، قد أنتج البرنامج الأول «أرابيسك» الموجه للجالية المغاربية ببروكسل والذي بثته القناة الفلامانية ببروكسل «بريسيل تي في». كما شغل مهام سياسية مختلفة ببلجيكا. أما الإذاعة العربية الوحيدة «المنارالعربي» الموجودة حاليا على الساحة في بروكسل، وحسب موقعها على الإنترنت فهي الصوت العربي الوحيد في بلجيكا اليوم بعد أن نالت اعتراف الدولة البلجيكية ممثلة في المجلس الإعلامي السمعي والبصري، وذلك لموافاة ملفها المقدم للمجلس لجميع الشروط التي وضعها المجلس للاعتراف بالوسائل الإعلامية العاملة في بلجيكا. تأسست الإذاعة «المنار العربي» في عام 1983 كصوت عربي يقدم خدماته الإعلامية والثقافية للجالية العربية والإسلامية في بلجيكا بعد زيادة أعدادها - يتجاوز عدد العرب والمسلمين في بلجيكا ستمائة ألف نسمة أكثرهم حائز على الجنسية البلجيكية - وظهور الحاجة لوسيلة إعلام عربية تخاطب هذه الجالية بلغتها الأم وتقدم لها شتى الخدمات الإعلامية والثقافية - الأخبار - أخبار الجالية العربية والإسلامية في بلجيكا وتغطية نشاطاتها في كافة المجالات - تحليل وشرح المشاكل التي تواجه الجالية وتقديم الحلول - حوار السياسيين البلجيكيين والنشطاء من أصول عربية وإسلامية في كل ما يهم الجالية - برامج ثقافية واجتماعية وسياسية ودينية - بالإضافة للكثير من الخدمات الإعلامية الخاصة بالجالية العربية والإسلامية في بلجيكا: مواعيد الصلاة والبلاغات المقدمة من الهيئات والمؤسسات العربية والإسلامية والتي تخص الجالية في كافة المناسبات الوطنية والدينية - وتتمول الإذاعة عن طريق الإعلانات التي تغطي النشاطات التجارية للجالية العربية في المملكة البلجيكية. مديرها العام هو: أحمد بودة - عربي من المملكة المغربية وسياسي بلجيكي معروف - عضو قيادي في الحزب الاشتراكي البلجيكي - وقد استضافت الإذاعة في برامجها المتنوعة: غالبية السياسيين البلجيكيين وخاصة المؤيدين للقضايا العربية في الوطن العربي وقضايا المهاجرين العرب والمسلمين في الوطن الجديد - بلجيكا.

وإذا تناولنا الإعلام البلجيكي فمع مطلع الخمسينات انطلق الإرسال التلفزيوني البلجيكي «ان.اي.ار»، ليقدم برامج وفقرات لعدة ساعات في اليوم على مدى أيام الأسبوع، باستثناء يوم الاثنين. وكانت البداية انطلاق برنامج يحمل اسم «المشهد في أسبوع»، وجرى تقسيم البرامج والفقرات بين اللغتين الرسميتين في البلاد الفلامنكية «القريبة من الهولندية»، والتي يتحدث بها ما يقرب من 58% من البلجيكيين واللغة الفرنسية، التي يتحدث بها سكان المنطقة الوالونية أو الفرانكفونية الذين يشكلون أقل من 40% من إجمالي السكان. ومع مطلع الستينات زادت ساعات الإرسال التلفزيوني، وزادت معها البرامج التي كانت موجهة للمواطنين، والفقرات المختلفة سواء الإخبارية منها أو الحوارية أو الدراما وغيرها، وفي السبعينات بدأ الانفصال الحقيقي لمحطات التلفزيون البلجيكية حسب اللغة، وحسب الانتماء السياسي، وأصبح هناك انتماء حسب الألوان! بمعنى أن انتماء القناة يكون للحزب السياسي، الذي يسيطر على الأمور وتكون القناة ملونة بلون الحزب. وعرف المواطن البلجيكي في منتصف السبعينات، قناة ناطقة باللغة الفرنسية، وهي قناة «بي.ار.تي»، والتي أصبحت بعد ذلك «ار.تي.بي.اف»، وقناة باللغة الفلامنكية هي «في.ار.تي»، والتي أصبحت القناة «رقم واحد»، وبدأت تقدم برامجها في المجالات المختلفة. ونسبة كبيرة من المشاهدين، كانت تفضل في ذلك الوقت، مشاهدة قنوات من الدول المجاورة مثل فرنسا وهولندا، ولكن مع مرور الوقت أصبح عدد المتابعين لتلك القنوات، أقل بكثير، وهبطت نسبة من يشاهدون تلك القنوات من 25% إلى 3.5 في المائة، خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وفي نهاية الثمانينات ظهرت القنوات الخاصة أو التجارية التي تعتمد على الإعلانات، وحدثت طفرة في الاستثمار في المجال الإعلامي، وظهرت قنوات متخصصة في الرياضة والموسيقى والدراما وغيرها، وتراجعت القنوات الحكومية أمام تلك القنوات التي حققت نجاحا كبيرا، وكان أبرزها قناة «ار.تي.ال» في الجزء الفرنسي، وقناة «في.تي.ام» في الجزء الفلامنكي. «الشرق الأوسط» زارت إحدى القنوات الناطقة بالفرنسية، وهي القناة العريقة «ار.تي.بي.اف»، والتقت في وقت سابق بأول مذيعة من أصل عربي في التلفزيون البلجيكي، وربما في محطات التلفزيون الأوروبية، حسب ما ذكرت المغربية الأصل خيتي أمينة بن هاشم، والتي أضافت أنها التحقت بالعمل في محطة الراديو والتلفزيون البلجيكي الناطقة بالفرنسية في عام 1973، عندما قررت القناة «بي.ار.تي» في ذلك الوقت، توجيه برامج للأقليات الموجودة في بلجيكا، ومنها العرب وجنسيات أخرى مثل الإيطاليين والإسبان واليونانيين والأتراك. قدمت المذيعة المغربية برنامجا في الراديو والتلفزيون، يحمل نفس الاسم «إليكم»، وكان موجها للجالية العربية، التي كان المغاربة يشكلون الجزء الأكبر منها. واهتم البرنامج بالموضوعات التي تهم العمال العرب المغاربة، الذين جاءوا مطلع الستينات، للمشاركة في إعادة إعمار عدد من الدول الأوروبية، ومنها بلجيكا، وإصلاح ما دمرته الحرب العالمية الثانية، واستمر البرنامج عدة سنوات، يقدم لهؤلاء الأجانب موضوعات تتعلق بظروف العمل، والمشاكل التي يمكن أن تواجههم وكيفية التغلب عليها، بالإضافة إلى تقديم الأغاني المغربية والجزائرية، وأغاني أم كلثوم وعبد الوهاب وغيرهما، بعدها قدمت أمينة برنامج «سندباد»، الذي بدأ يوسع دائرة اهتماماته وموضوعاته، من خلال مناقشة أهم الملفات، التي تهم المهاجر العربي في كافة النواحي الحياتية، ثم برنامجها «ألف ثقافة وثقافة»، الذي يخاطب الثقافات والأقليات المختلفة الأجناس. وقالت خيتي أمينة بن هاشم، إن قناة «ار.تي.بي.اف»، تهتم بالأخبار في المقام الأول، وفي الوقت نفسه، تقدم البرامج المتنوعة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهي من المحطات الجادة التي تقدم كل ما يحتاجه المشاهد، ويصل عدد المشاهدين لتلك القناة ما يقرب من 4 ملايين ونصف المليون مشاهد، وتواجه منافسة قوية من القنوات الفرنسية والقنوات البلجيكية التجارية الناطقة بالفرنسية، ولكن ظلت تلك القناة تحتفظ بشخصيتها وتميزها بالبرامج الإخبارية والتقارير والبرامج التحليلية في المجالات المختلفة، وعن المنافسة مع القنوات البلجيكية الأخرى قالت أمينة لا توجد منافسة مع القنوات الناطقة بالفلامنكية، وتضيف «أنا مثلا لا أشاهد تلك القنوات، لأني لا أجيد تلك اللغة، ولكن المنافسة مع قنوات مثل فرنسا 2 الفرنسية، وقناة «ار.تي.ال» البلجيكية التجارية الناطقة بالفرنسية». وعن وجود شخصيات أجنبية في التلفزيون البلجيكي أعربت المذيعة المغربية الأصل عن أسفها لقلة عددهم، وقالت «هناك سيدتان عربيتان في نشرات الأخبار من أصل جزائري، وعدد محدود في إعداد الأخبار والفنيين، ولكن للأسف لا يحصل الأجنبي على فرص كثيرة في التلفزيون، ليس فقط في بلجيكا، ولكن على المستوى الأوروبي، باستثناء إنجلترا، التي أعطت الفرصة لعدد من الأشخاص من جنسيات أجنبية مختلفة، وأتمنى طبعا أن يحصل الأجانب سواء العرب أو الأفارقة أو أية جنسية أخرى، على فرص أكبر في مجال الإعلام البلجيكي، أما عن الأسباب وراء قلة عددهم فقالت أمينة «أعتقد أن المسؤولين في محطات التلفزيون، أقدر مني على الإجابة عن هذا السؤال». وفي محطة التلفزيون الفلامنكية التجارية «في.تي.ام»، التقت «الشرق الأوسط» مع «مارك فان لومبيك» مدير العلاقات العامة والمسؤول الإعلامي، الذي اتفق مع المذيعة المغربية في الكثير من النقاط، ومنها غياب المنافسة بين محطات التلفزيون الفلامنكية والفرانكفونية. وعن غياب العنصر الأجنبي، وعدم وجود برامج موجهة للجاليات الأجنبية، من خلال القناة التي يعمل بها قال مارك، إنه بالفعل لا توجد مثل هذه البرامج، لأن معظم الأجانب الذين جاءوا إلى بلجيكا «يفضلون اللغة الإنجليزية أو الفرنسية، وخاصة المغاربة، الذين يجيدون اللغة الفرنسية، ولا يتحدثون الفلامنكية، ولكن نحن نقدم برامج تناقش موضوعات تهم الجاليات الأجنبية، كما أدركنا مع مرور الوقت، أن هناك أجيالا جديدة من الأجانب، تتحدث اللغة الفلامنكية، وأعطينا الفرصة لشخصيات من أصول أجنبية للعمل معنا، وهناك على سبيل المثال مذيع للأخبار من أصل تركي، كما أن إنتاج المحطة من الدراما، يعطي الفرصة للممثلين من أصول أجنبية للعب أدوار في المسلسلات، وأعتقد أن المرحلة المقبلة سوف تشهد فرصا أكبر واهتماما أكبر بالجاليات الأجنبية، وسوف نراعي ذلك في خطط القنوات سواء من خلال البرامج أو فرص العمل، وخاصة في ظل تزايد أعداد الأجانب المتحدثين باللغة الفلامنكية، وظهور أجيال متعاقبة منهم في بلجيكا». وعن ظهور القنوات التجارية قال «ظهرت تلك القنوات في البداية في الجزء الوالوني، ثم انطلقت في عام 1989 في المنطقة الفلامنكية، وظهرت «في.تي.ام»، ونجحت منذ انطلاقها وتأثرت بها القنوات العامة أو الحكومية التي كانت تتلون بلون الأحزاب السياسية، والتي لاحظت ذلك في عام 1996، وقررت الأحزاب عدم التدخل في عمل تلك القنوات التي عادت من جديد وبقوة، وبدأت منافسة قوية بينها وبين القنوات الخاصة، وخاصة في المنطقة الفلامنكية، حيث تشير الأرقام الصادرة في أكتوبر الماضي، إلى حجم المنافسة بين قناتنا والقناة العامة «قناة رقم واحد»، ولكن في الجزء الفرانكفوني، الأمر يختلف، حيث إن القناة التجارية «ار.تي.ال»، تتفوق على القناة العامة «ار.تي.بي.اف». وأضاف فان لومبيك، أن النجاح الذي حققته قناة «في.تي.ام» والطفرة في مجال الاستثمار بالعمل التلفزي، ساعد في ظهور قنوات أخرى تابعة للمحطة، «ويمكن القول إننا نخاطب كل الأعمار، حيث توجد قنوات وبرامج موجهة لكبار السن والأطفال والنساء والمراهقين، والمراحل السنية المختلفة والهوايات المختلفة، ومنها قنوات للرياضة والموسيقى والدراما وغيرها، ونقدم البرامج بكافة أنواعها لخدمة كل المواطنين».