وكالة الأنباء الألمانية تبث خدمات إعلامية موجهة للأطفال باللغة العربية

مديرها بمنطقة الشرق الأوسط قال إنها تسعى لتحويل الأخبار إلى متعة

الخدمة الإخبارية الجديدة تقرب الطفل العربي من حياة وهوايات أقرانه في دول أخرى
TT

بداية من يوم الاثنين الماضي أطلقت وكالة الأنباء الألمانية خدمة إخبارية جديدة باللغة العربية متخصصة للأطفال تضاف إلى قائمة خدماتها الموجهة إلى الشرق الأوسط والمنطقة العربية. وتتيح الوكالة خدمتها الجديدة لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، خاصة المطبوعات الخاصة بالأطفال أو صفحات الأطفال المتخصصة، وسوف تقدم الخدمة على هيئة نشرة أسبوعية تبثها الوكالة مرة كل أسبوع تتضمن 10 مواضيع على الأقل، مصحوبة بصور وغرافيك وخرائط.

وتنطلق الخدمة تحت شعار «الأخبار أيضا يمكن أن تكون ممتعة»، حيث تستعرض مواضيع النشرة أهم الأحداث السياسية العالمية وتطوراتها بشكل عام، وفي المنطقة العربية بشكل خاص، حيث تقدم مكتوبة بطريقة مبسطة، كما تتميز النشرة بالتنوع في المواد التي تطرحها حيث تتضمن مواد ثقافية ورياضية وعلمية واجتماعية وفنية وبيئية، تقدم جميعها بلغة سلسة تهدف إلى تقريب الطفل بداية من عمر 7 سنوات إلى 14 سنة من المواد الإخبارية التي ربما يعتقد أنها جافة ولا تستهويه.

مختار القماطي، مدير وكالة الأنباء الألمانية في منطقة الشرق الأوسط، أوضح أن أطفال العالم يتلقون بشكل عام الأخبار بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من خلال أفراد أسرهم أو غيرهم ممن هم أكبر سنا، بيد أن الطفل لا يستوعب غالبا الخبر الذي يسمع الكبار يتحدثون عنه بالطريقة التقليدية، لذا كان تقديم الخدمة الجديدة مواضيعها للطفل بطريقة ممتعة بداية من معرفته القراءة واستيعابه لما يقرأه هو أو ما يقرأه الآخرون له، مما يعمل على تقريبه من الأحداث اليومية العالمية والعربية بطريقة سلسة تخاطب عقله وإدراكه.

ويوضح القماطي أن الخدمة تقدم لأول مرة باللغة العربية بعد أن لاقت نجاحا سابقا عند بثها باللغات الألمانية والإنجليزية والإسبانية فكان التفكير في تعريب الخدمة وليس نقل ترجمة لها، حيث تهدف الخدمة إلى تقريب الطفل في المنطقة العربية من حياة وهوايات أقرانه في دول أخرى بعيدة، إلى جانب مناقشة قضاياه وما يهمه بشكل ينمي قدرات عقله وذكاءه في بعض المواضيع حيث تطرح عليه أسئلة لكي يحاول الطفل الإجابة عليها، والأهم في الخدمة هو أنها تهدف إلى أن تغرس في الطفل حب القراءة وتعلمه كيف يقرأ بنفسه، وتشجيعه على عادة شراء جريدة أو مجلة والقيام بمطالعتها بعد أن تراجعت نسب القراءة والاطلاع في العالم العربي.

وعن التنوع في مواضيع النشرة، قال القماطي إنه يهدف إلى إشباع تعطش الأطفال لمعرفة خبايا عوالم محببة لهم مثل عالم الحيوان والفضاء، أو انجذابه لمشاهير التمثيل والموسيقى والغناء ممن هم في سن مقاربة له، إلى جانب تقديم الزوايا التي تهم الأطفال في مواضيع عامة، أما المواضيع السياسية فتحاول توسيع مفاهيم الأطفال من خلال تقديم خلفيات تاريخية لها وماذا يدور فيها وتطوراتها، وهو الأمر الذي من شأنه أن يساعدهم في إدراك ما يدور في العالم من حولهم.

ويوضح القماطي أن من بين المواضيع التي تضمنتها النشرة في أول بث رسمي لها موضوع سياسي عن الوحدة الألمانية بمناسبة مرور 20 عاما عليها، وآخر اجتماعي عن ابنة وزير الاستثمار المصري السابق، محمود محيي الدين، التي ترافق والدها إلى واشنطن بعد أن تقلد مهام عمله في البنك الدولي، وموضوع رياضي عن سباق بطولة العالم لسيارات «فورميولا 1» الذي تستضيفه كوريا الجنوبية نهاية الشهر الحالي، وموضوع صحي عن أهمية الضحك وفوائده للإنسان، وفيما يتعلق بعالم الحيوان يكشف موضوع عن قرود الشمبانزي بعضا من جوانب حياتها.

من الناحية المهنية؛ يوضح القماطي أن الخدمة الجديدة للوكالة تبث من القاهرة، ويقوم فريق متخصص في الكتابة للأطفال في تحرير هذه النشرة، ومن ورائه دسك تحرير متخصص أيضا، بعد أن تم تدريبهم على أسلوب الكتابة للأطفال، فثمة فروق تميز الكتابة للكبار عن الكتابة الأطفال، ولا يقدر على مخاطبة الأطفال إلا متخصص، حيث تختلف أساليب الكتابة لهذه الفئة، لأن الطفل يحتاج إلى أن تصل له المعلومة بطريقة مختلفة عنها في الكبار من خلال معلومة مركزة إلى جانب البساطة في التناول.

ويواصل مدير وكالة الأنباء الألمانية في منطقة الشرق الأوسط: لذا تعمد النشرة الأسبوعية إلى لغة بسيطة وسهلة يتخللها بعض المصطلحات يسأل عنها الطفل كي ينمي قدراته. ولا يستبعد مدير الوكالة أن يقوم الأطفال بأنفسهم في تحرير وكتابة بعض الأخبار داخل النشرة مستقبلا إذا حمل الطفل موهبة، مضيفا أن كافة الأفكار مطروحة في تقديم مادة هذه النشرة.

كما تلتزم النشرة بالمعايير الأخلاقية في تقديم موادها مثل مبدأ الحياد والموضوعية والأمانة الصحافية ومراعاة للاعتبارات الصحافية في التعامل مع الأخبار وعدم تبني وجهات نظر يكون لها تأثير على الأطفال، وهو ذات المبدأ الذي تلتزم به الوكالة في تقديم كافة موادها الإخبارية.

كانت خدمة المواضيع المتخصصة للأطفال قد بدأت بثها التجريبي بداية من شهر رمضان الماضي حيث قامت ببث سلسلة من المواضيع المصورة تتناول يوميات الكثير من الأطفال في بعض دول العالم العربية والغربية خلال شهر رمضان، وتجربة الصيام للمرة الأولى عند عدد من الأطفال، وأهم أنشطة الأطفال خلال شهر رمضان، إضافة إلى عرض أهم مظاهر الشهر في هذه الدول. وخلال فترة البث هذه قال القماطي إنه كان هناك ردود فعل إيجابية تجاه الخدمة الجديدة وترحيب كبير بها، مما أبهر القائمين عليها، حسب تعبيره.