«السياسي المتعافي» يسلي الأميركيين في أحدث برامج «سي إن إن»

سبيترز طلب من أوباما إقالة وزير الخزانة غايتنر.. وباركر وبخت سارة بالين على نواياها في الترشح للرئاسة

TT

ربما يخفت عامل العاطفة في برنامج «باركر سبيترز»، لكن المتابعة الأولى لأحدث برامج قناة «سي إن إن»، الذي بثته يوم الاثنين، جعلت من الصعب تفويته، حيث جلس إليوت سبيترز حاكم ولاية نيويورك السابق، وكاتبة الرأي المحافظة، كاثلين باركر، يتغازلان بحياء وهما يناقشان أخبار اليوم - وصفهما لاري كينغ الأسبوع الماضي بأنهما مثل التقاء اللهب بضوء القمر، وأن هناك نوعا من التوافق بين الاثنين - فإذا كان الأمر كذلك، فهذا ما يثير القلق.

قالت باركر مداعبة سبيترز: «أنا من الجنوب وأنت من الشمال، وأنا صحافية أما أنت فسياسي».

رد عليها بنوع من المرح: «نعم، لكني أحاول التعافي من ذلك، أعدك أن تكون هذه هي الخطوة الأولى، ثم أنتقل إلى ما وراء ذلك».

السياسي المتعافي، صورة لوصف حاكم أجبر على ترك منصبه عام 2008 بعد فضيحة جنسية تناولها الكثير من الأقلام والكتب، والدراما التلفزيونية، كان أهمها «ذا جود وايف»، وحديثا فيلم وثائقي تحت عنوان: «الزبون رقم 9: قصة صعود وهبوط إليوت سبيترز»، الذي يتوقع عرضه في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني).

كل هذا التاريخ الذي لم يسدل عليه الستار بعد يلقي ظلا مثيرا للقلق على جشع وصداقة سبيترز، ففي بعض الأحيان كان يبدو متلهفا، فيما كانت باركر أكثر تحفظا ولياقة، وأحيانا ما تبدو أشبه بموظفة رعاية صحية.

جدير بالذكر أن عددا كبيرا من الشخصيات العامة تتسبب حياتهم الخاصة في انهيار مستقبلهم المهني، كان من بينهم الكثير من مذيعي قنوات «إم إس إن بي سي» و«سي إن إن» و«فوكس نيوز». كان سبيترز يشغل منصبا حكوميا عندما انتهك القانون، الذي ربما يعد عمله ذلك أكبر انتهاك للأمانة العامة. لكن عودة سبيترز إلى الظهور مرة أخرى جعلت وسائل، أشبه بأستراليا في القرن الـ18، حيث رغب البعض في الذهاب إلى هناك عن طيب خاطر، تعود لاكتشاف نفسها بصورة أكثر قسوة وأقل صرامة اجتماعيا.

ويبدو أن سبيترز يخطط لاستخدام برنامجه للعودة مستغلا سقوط «وول ستريت»، وقام بإجراء الكثير من الحوارات القوية، خلال البرنامج الذي يمتد على مدار ساعة، مع مساعدة البيت الأبيض الجديدة، إليزابيث وارين، التي قام بتعيينها الرئيس أوباما، وكاتب السيناريو آرون سوركين، كما استغل سبيترز البرنامج للحديث عن نفسه حيث خصص لذلك حلقة بعنوان «عمل لم يكتمل»، دارت حول أفضل أيامه التي عمل فيها كمدع عام يناضل ضد «وول ستريت» قبل أكثر من 8 سنوات.

كان أول ضيوفه هدفا سابقا، هو هنري بلودغت، المحلل المالي في «وول ستريت» الذي منعه سبيترز مدى الحياة من العمل في صناعة الأوراق المالية. (لكي يصل إلى تسوية مع المنظمين دفع بلودغت 4 ملايين دولار عقوبة). والآن يعمل بلودغت كخصمه صحافيا، حيث يعمل كرئيس تحرير لموقع «بيزنس إنسايدر»، موقع للنميمة. وقد حيا كل منهما الآخر على عودته إلى الساحة مرة أخرى.

وعلى الرغم من محاولة بلودغت تبرير أفعاله الخاصة، فإنه أثنى على اجتهاد سبيترز كمدع عام، ممتدحا شجاعته، وأخبر سبيترز أنه صوت له كحاكم. لم يعترض سبيترز على ما قاله بلودغت وشكره، وقال «كان هدفي تغيير النظام، فقد أردت أن أعمل على أمان الطبقة المتوسطة على وجه التحديد». شراكة «باركر وسبيترز» ليس رحيلا صادما لشبكة «سي إن إن» التي تخلفت في السباق لتتفوق عليها برامج شبكة «إن بي سي» و«فوكس» الآيديولوجية والأكثر قوة. ومن الصعب الحفاظ على الموقف الحالي عندما يكافئ المشاهدون أصحاب الفضائح. فقد تعاقدت قناة «سي إن إن» مع كامبل براون في 2008 لتنشيط القناة، لكنها لم تصمد أمام كيث أو ليبرمان، وبيل أو ريلي ونانسي غريس وشبكة «إنش إل إن» شقيقة «سي إن إن».

وقد منحت قناة «إم إس إن بي سي» لوران أو دونيل، الكاتب ومساعد سيناتور سابق، الفرصة لتقديم برنامج على شاشتها «ذا لاست ورد وذ أو دونيل»، ليضيف بعض الثقل الفكري إلى القناة ويوازي برامج مثل «ذا إد شو»، ويحقق البرنامج نجاحا مطردا، حيث استضاف شخصيات بارزة مثل جو بايدن نائب الرئيس وبريستول بالين الخطيبة السابقة لليفي جونستون.

برنامج «باركر سبيترز»، يقوم على تقديمه شخصيتان تتمتعان بثقل كبير، وقد روجت له «سي إن إن» على أنه النسخة المسائية من برنامج «مورنينغ جو» الشهير على قناة «إم إس إن بي سي».

لكن على الرغم من اجتهاد الزميل المشارك ليظهر الشعور بالارتياح، بدا وجود نوع من التهور. لم يكن هناك خلاف قوي بين المذيعين، ربما لأنهم لم يتعاملوا مع ذات المواضيع في الفقرة التي تسمى «النقاش الأولي». عندما واجه سبيترز الكاميرا خاطب الرئيس أوباما وطلب منه إقالة وزير الخزانة تيموثي غايتنر. وعندما جاء دورها وبخت باركر، المرشحة السابقة لمنصب نائب رئيس الجمهورية سارة بالين على نواياها في الترشح للرئاسة.

* خدمة «نيويورك تايمز»