قناة «فرنسا العربية» تبث أخبارها الدولية على مدار اليوم

ناهدة نكد: 95% من تمويل المحطة من الحكومة والباقي من الإعلانات

ناهدة نكد مدير تحرير القسم العربي في قناة «فرنسا 24» خلال المؤتمر الصحافي («الشرق الأوسط»)
TT

«سنقدم برامج إخبارية مختلفة عن السائد للمواطن العربي ضمن إطار من المصداقية والحيادية المهنية وبعيدا عن العنصرية والفضائح».. بهذه الكلمات بدأت ناهدة نكد مدير تحرير القسم العربي في قناة «فرنسا 24» التي انطلق بثها على مدار الساعة اعتبارا من بداية الشهر الحالي بعد مرحلة بث تجريبي.

وأضافت نكد: نحن فرنسيون من أصل عربي أو عرب نعيش في فرنسا ولدينا عاملون من 14 دولة عربية ونتعامل مع إذاعة مونت كارلو الدولية، كما يعمل معنا نخبة من أبرز المراسلين وفي جميع الدول العربية.

وأشارت إلى أن ما يميزهم في المحطة الصدق وعدم التحيز ونلتزم بالقيم والأخلاق المهنية مبتعدين عن العنصرية وما يثير الشعوب. كما أننا نحرص على أناقة الصورة والشاشة وهو جزء من ميراث الفرنسيين.

وأكدت مدير تحرير القسم العربي في قناة «فرنسا 24» أن التاريخ الفرنسي معروف بأنه تاريخ ديمقراطي ولدينا استقلالية على الرغم من أن المحطة ممولة من الحكومة الفرنسية بنسبة 95 في المائة، والباقي ممول من الإعلانات. وقالت: إنها وبحكم عملها في فرنسا لم يحدث أن تدخلت السلطات الفرنسية في عملنا. ونحن نسعى للتعبير عن المجتمعات والشعوب بطريقة جديدة، مشيرة إلى السائد من الإعلام الأميركي والبريطاني.

وأكدت أنها تحمل خبرة 20 عاما من العمل الإخباري وأشارت إلى أن المصور في فرنسا وفي محطتهم صاحب ذوق وهو ليس مجرد ملتقط للصور بل صحافي يحمل رؤية معينة.

وقالت لدينا في برامجنا تقارير وبرامج إخبارية وتحقيقات من فرنسا والعالم العربي والعالم ومن المراسلين في الميدان ونوهت إلى أسماء بعض البرامج مثل برنامج يسلط الضوء على ما وراء التحقيق الإخباري. وكذلك برنامج أصوات شبكة الإنترنت وأيضا مشاركات المشاهدين عبر الـ«فيس بوك» وبعيدا عن الرقابة التي تفرضها الحكومات على شبكة الإنترنت والمواقع.

وأوضحت «أننا على الرغم من تمويلنا من الحكومة الفرنسية فإننا لا نحيد عن المصداقية وقول الحقيقة ولن يرى المشاهد عبر شاشتنا مناظر القتل وكشف الجسد الأنثوي في حال الكوارث والحروب. وكذلك بالنسبة للأولاد القصر».

وأشارت إلى تركيز المحطة على المغرب العربي لوجود 100 مليون مواطن عربي في تلك البلاد وكذلك بالنسبة لنتائج الاستطلاعات التي تؤكد حاجتنا واستجابة الجمهور هناك لما نقدمه من مواد إخبارية وبرامجية.

ونفت أن تكون أهداف المحطة «استعمارية»، مشيرة إلى أن ذلك انتهى منذ سنوات والناس تغيرت في العالم العربي والعالم.

من جانبه قال المدير العام لقناة «فرنسا 24»، آلان دو بوزيلاك، إن بث الشبكة الإخبارية الفرنسية المخصصة للأخبار الدولية جاء مبكرا بثلاثة أشهر عن الوقت المحدد لها، مضيفا أن بث الشبكة الفعلي انطلق منذ الثاني عشر من الشهر الحالي، بعد أن كانت تبث المحطة 4 ساعات فقط في أبريل (نيسان) 2007، ومن ثم جرى تمديد البث بواقع 10 ساعات في أبريل 2009، واليوم أصبحت تبث طيلة أيام الأسبوع بواقع 24 ساعة.

ولفت إلى أن إطلاق الشبكة في العالم العربي، وفي الأردن تحديدا، جاء كون غالبية السكان من فئة الشباب، إلى جانب ارتفاع نسبة مستخدمي الإنترنت، والاهتمام بمعرفة آخر الأخبار.

وأشار بوزيلاك إلى أن المحطة تسعى لتقديم رؤية فرنسية موضوعية وعادلة في نقل الخبر، خصوصا أن المحطة تحظى بشعبية واسعة في فرنسا وأوروبا وأفريقيا بفضل الأقمار الصناعية.

وأوضح أن بث المحطة يستهدف الجماهير العربية في الشرق الأوسط والمغرب العربي، مشيرا إلى أن شبكة «فرانس 24» حققت أعلى نسب مشاهدة مؤخرا، وتمكنت من تنمية حصصها في السوق العالمية لدى قادة الرأي.

وذهب إلى أن المحطة تستقطب قرابة 20 مليون متتبع أسبوعيا في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، بينما تستقطب مليونا من قادة الرأي في الشرق الأوسط و1.6 مليون في المغرب العربي.

وأشار إلى أن دراسة أجرتها TNS Sofres في أكتوبر (تشرين الأول) 2009 ذكرت أن نحو 80 في المائة من قادة الرأي في الشرق الأوسط راضون عن تمديد «فرنسا باللغة العربية» بثها على مدى 24 ساعة.

أما عن سبب اللجوء للبث باللغة العربية فبين بوزيلاك أن المحطة الفرنسية تؤمن بدور اللغة العربية في تقريب وجهة النظر الفرنسية للشعب العربي، وتمنحها انتشارا أوسع وتقربا بين الثقافتين المختلفتين، وتتيح للجمهور العربي التعرف على العالم وبأسلوب مختلف ومحايد.

ومن أبرز البرامج المستحدثة، بحسب نكد، «أصوات الشبكة» ويبث كل يوم اثنين وثلاثاء وخميس، ويرصد أعمال رواد الإنترنت في الوطن العربي، ويتيح لهم تجاوز الرقابة الذاتية ونشر الإعلام الحر، وبرنامج «مراسلون»، يقدم فيه المراسلون تحقيقات طويلة مدتها 20 دقيقة، ويوضحون طريقة تعاملهم مع القضية، والمقابلات إلى جانب ريبورتاجات مدتها دقيقتان. أما برنامج «باريس مباشر» فهو ساعة إخبارية، تسلط الضوء على أهم خبرين في اليوم، وتناقشهما بمصاحبة ريبورتاج خلال البرنامج. إلى جانب مقابلات مع شخصيات سياسية ضمن برنامج «ضيف وحدث»، وبرنامج «مراقبون»، الذي يعزز مفهوم المواطن الصحافي.

وتتيح الشبكة الجديدة للجمهور المشاركة في برامجها، والإدلاء بآرائهم عبر الموقع الإلكتروني والـ«فيس بوك» و«تويتر»، بالإضافة إلى الاهتمام بالأخبار الاقتصادية كبرنامج «خفايا الاقتصاد»، الذي يسلط الضوء على العلاقات بين الدول والشركات الاقتصادية الكبرى والرهانات الاقتصادية.

ويذكر أن «فرنسا 24» هي أول قناة إخبارية تقدم الأحداث الدولية برؤية فرنسية على مدار الساعة بـ3 لغات في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا والولايات المتحدة الأميركية، وهي متوفرة عبر الكابل والأقمار الصناعية وشبكات ADSL والهاتف النقال كما أن 95 في المائة من تمويلها من رئاسة الحكومة الفرنسية و5 في المائة تعتمد على الإعلان.