عاصفة فضائية مصرية تغلق 12 قناة وتنذر 20 أخرى

«أوربت» تحاول توفيق أوضاعها مع «نايل سات»

TT

سادت حالة من الارتباك والفوضى في أوساط الفضائيات العربية خلال الأيام الماضية بعدما أوقفت شركة «نايل سات» المصرية 12 قناة عن البث، ووجهت إنذارا لعشرين قناة أخرى بتوخي الحذر في ما تبثه من مواد لكي لا تواجه الإغلاق.

وأكد وزير الإعلام المصري أنس الفقي في بيان صحافي عشية القرار، أن الإجراءات التصويبية التي اتخذتها «نايل سات» هي إجراءات تستهدف الحفاظ على القيم. مشددا على أنها جاءت بعد مراجعة للتثبت من خروج المادة الإعلامية التي تبثها هذه القنوات على الأخلاق والأديان والأعراف، كما أنه «ليس من المنطق أن تبقى الدولة مكتوفة الأيدي. فكان من الطبيعي أن تقوم الدولة بالمسؤوليات المنوطة بها، وليس أقل من أن تغلق الدولة وسائل بثها أمام هؤلاء المتربحين المتاجرين بآلام الشعب وأمراضه».

والقنوات التي تم إيقافها هي «صفا»، و«آيات»، و«الأثر»، و«أهل البيت»، و«مرح»، و«ريحانة»، و«الرقية»، و«عالم حواء»، و«سترايك»، و«مرح تي في»، و«لايف تي في»، و«إيميل تي في».

وأنذرت «نايل سات» عشرين قناة أخرى هي «الغدير» و«صدى الإسلام» و«بداية» و«الفجر» و«المجد» و«صِلة» و«الصوفية» و«الأنوار» و«القيثارة» و«مواهب» و«جوردون ميد» و«صمد» و«مرسال» و«سهم تي في» و«الحقيقة» و«الإمارة» و«غنوة» و«الذهبية» و«حواء» و«هاي تي في».

وعلى صعيد الوسط الإعلامي، اعتبر البعض هذه الإغلاق استكمالا لسياسة تكميم الأفواه، مشيرين إلى أن أسباب الغلق غير مقنعة، وتتعارض مع الأعراف والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان.

وكانت «نايل سات»، أوقفت قبل هذا القرار 4 قنوات تابعة لشركة «البراهين» («الحافظ»، و«الناس»، و«الصحة والجمال»، و«خليجية»)، إلى جانب قناة «نسائم الرحمة».

الشيخ أحمد البغدادي، نائب رئيس مجلس إدارة قناة «الفجر» التي تلقت إنذارا بالإغلاق قال لـ«الشرق الأوسط» إن «الإنذار الذي تم إرساله إلى القنوات العشرين يعد إجراء طبيعيا من جانب الشركة لتوضيح مسائل معينة تخص متابعة المضمون المقدم، حيث تنص بنود العقد على عدم نشر آراء دينية متطرفة أو تناهض التسامح بين أطياف الأمة، أو أن تعدو البرامج إلى التشدد الطائفي، والبعد عن السحر وأمور الشعوذة، إلى جانب الابتعاد عن الفتاوى التي تثير الفتن»، مضيفا: «مسار قناة (الفجر) واضح منذ بداية بثها على قمر (نايل سات)، فنحن نهتم بمحتوى تلاوات القرآن الكريم والقراءات المختلفة، أي إننا بعيدين عن أي تطرف أو تشدد، وسياساتنا واضحة للجميع. لذلك، فإن توجيه إنذار لا يسيء إلينا مطلقا، بل هو إنذار في محله وطبيعي بعد أن لجأت بعض القنوات إلى تقديم مواد مسيئة بالفعل، وهو ما كنا لا نأمل في وجوده».

وعلى جانب آخر، لا تزال المفاوضات المكثفة قائمة بين مسؤولي قناة «أوربت» ووزير الإعلام أنس الفقي من أجل الوصول إلى اتفاق بعودة القناة خلال فترة قصيرة.

يذكر أن «مدينة الإنتاج الإعلامي» قد أغلقت استوديوهات «أوربت» وأوقفت برنامج «القاهرة اليوم» في 18 سبتمبر (أيلول) الماضي، بحجة تأخر إدارة القناة في سداد القيمة الإيجازية عن ثلاثة أشهر وقدرها 5.7 مليون جنيه مصري (نحو مليون دولار)، وعلى الرغم من إعلان إدارة القناة سداد المتأخرات، فإن «مدينة الإنتاج» رفضت تسلمها وأصرت على الإغلاق.

وأكد فيلكس سرحان، مسؤول التعاقدات، المدير المالي لقنوات «أوربت»، في تصريحات له أن هناك بالفعل اجتماعات مع الفقي للوصول إلى حل للأزمة، لكنه رفض الإفصاح عنها أو التعليق على ما تردد بشأن وضع خطوط حمراء يحظر على القناة تجاوزها كشرط لعودتها، وأضاف: «لن أفصح الآن عن ما جرى في هذه الاجتماعات، لأنه يحكمه جانب من السرية، وما أستطيع تأكيده هو أن اللقاءات مع الوزير كانت مثمرة، والقناة ستعود خلال فترة قصيرة». وهو ما أكده الإعلامي عمرو أديب لـ«الشرق الأوسط» بأن هناك مفاوضات حالية بين إدارة قناة «أوربت» والمسؤولين في «مدينة الإنتاج الإعلامي» على تسوية الأزمة وعودة القناة في أقرب فرصة.