نزاع بين «فوكس» و«كابل فيجين» يحجب بطولة البيسبول عن المشاهدين

ترى كلتا الشركتين أن المعركة تستحق ذلك لدفع الحكومة إلى تعديل قانون إعادة البث

نزاع بين «فوكس» و«كابل فيجين» قد يدفع الحكومة إلى تعديل قانون إعادة البث (أ.ب)
TT

أدى النزاع بين «كابل فيجين» و«نيوز كوربوريشن» إلى انقطاع طويل وغير مسبوق لبعض البرامج، والآن يهدد هذا العداء بحجب بطولة البيسبول «وورلد سيريز» عن المشاهدين. وعلى مدى أكثر من أسبوع، انقطع بث «فوكس» ومحطات محلية تابعة لـ«نيوز كوربوريشن» تبث خدماتها إلى 3 ملايين منزل في منطقة حضرية داخل نيويورك عن طريق شركة «كابل فيجين». وتأزم الوضع بين الجانين ولم يجر أي اتصال بينهما منذ ظهر الخميس الماضي.

ونتيجة لذلك يحتمل ضياع ما هو أكثر من عشرات الملايين من الدولارات التي تقدم في صورة مدفوعات من شركة «كابل فيجين» إلى «نيوز كوربوريشن». ويتعلق النزاع أيضا بدور الحكومة في النزاعات الدائرة حول قدرة الجمهور الأميركي على الوصول إلى قنوات تلفزيونية؛ وهذه المعارك سببها غالبا اتجاه المحطات إلى رفع رسوم المشاهدة لتعويض التراجع في عائدات الإعلانات. ويؤدي الانقطاع الطويل في البث إلى زيادة الضغوط على المشرعين الفيدراليين والمشرعين داخل الولايات على السواء.

ولكن ترى كلتا الشركتين أن المعركة تستحق ذلك؛ حيث تقول «كابل فيجين» إنها تريد تدخل الحكومة في الأمر، بينما تسعى «نيوز كوربوريشن» إلى التمسك بالسعر الذي تعتقد أنها تستحقه مقابل برامجها التي تلقى رواجا جماهيريا.

ومع استعداد «فوكس» لبث «وورلد سيريز» ابتداء من مساء الأربعاء المقبل، وهو ما يمثل عنصر جذب كبيرا للشبكة، يمكن تلخيص نصيحة «نيوز كوربوريشن» لعملاء «كابل فيجين» الذين لا يرغبون في تغيير مقدمي الخدمة في عبارة واحدة: «اشترِ هوائيا».

وقد حددت لجنة الاتصالات الفيدرالية الاثنين المقبل موعدا نهائيا لقيام الشركتين بتقديم دليل على «مفاوضات حسن نية»، التي يفرضها القانون خلال المنازعات بشأن ما يعرف بـ«الرضا بإعادة البث» أو عقود تسمح للنظم الكابلية بنقل برامج محطات محلية.

وفى حال رأت لجنة الاتصالات الفيدرالية أن أحد الطرفين أو كليهما يرفض التفاوض بحسن نية يمكنها فرض غرامة مالية أو تطبيق أي إجراء آخر تراه مناسبا لإنهاء الأزمة.

ويقول مسؤولون تنفيذيون في «كابل فيجين» سرا إنهم يرون أن من سلطة اللجنة مطالبة «نيوز كوربوريشن» بإعادة محطاتها مجددا إلى النظام الكابلي في حال رأت اللجنة انعدام حسن النوايا خلال المفاوضات. إلا أن لجنة الاتصالات الفيدرالية لم تؤكد ما إذا كان من حقها اتخاذ هذا الإجراء وكانت مترددة في التدخل في نزاعات أخرى مرتبطة بإعادة البث.

وقد يتم قطع البث عن محطة أخرى تابعة لـ«فوكس» مع نهاية الشهر الحالي في حال فشلت «نيوز كوربوريشن» في التوصل إلى اتفاق مع شركة «ديش نتوورك» للخدمة الفضائية. ويتطلع موزعون مثل «كابل فيجين» و«ديش نتوورك» لحلول تشريعية لما يصفونها بأنها عملية إعادة بث متعثرة، ويرغبون في حل من شأنه إعطاء صلاحيات أكبر لشركات البث.

ويتفق محللو «وول ستريت» على أنه من مصلحة «كابل فيجين» أن يتدخل منظمون أو مشرعون لحل النزاع. ويقول كريغ موفيت وهو محلل بشركة «سانفورد سي برنستين» في ملحوظة بعث بها إلى العملاء هذا الشهر: «ربما هذا ما تسعى إليه (كابل فيجين)».

وقد انضم نحو 39 من موزعي الفضائيات وقنوات الكابل إلى «كابل فيجين» في رابطة واحدة وهي «رابطة التلفزيون الأميركي» التي تدفع باتجاه إصلاح شامل لقوانين إعادة البث.

ويراقب المشرِّعون مثل السناتور الديمقراطي عن ولاية ماساتشوستس جون كيري المفاوضات عن كثب.

وفي هذه الأثناء، قال رئيس مؤسسة «فوكس نت ووركس غروب» توني فينشيكويرا متحدثا عن شركة «كابل فيجين» الأسبوع الماضي: «كل ما يريدونه من هذا هو تعديل الكونغرس لقانون إعادة البث».

لقد حاولت شركة «كابل فيجين» الدفع من أجل أي فعل من شأنه دفع قوة خارجية إلى لعب دور، مثل محكِّم أو وسيط، في النزاع، بينما تعيد قنوات شركة «نيوز كوربوريشن» إلى عملائها. عندما طلبت لجنة الاتصالات الفيدرالية إثبات حسن النوايا في المفاوضات يوم الجمعة الماضي، صرح متحدث رسمي لشركة «كابل فيجين» قائلا: «نحن نرحب بتدخل اللجنة». وأضاف: «سوف نرد على لجنة الاتصالات الفيدرالية مباشرة».

وقال مدير المكتب الإعلامي للوفد ويليام ليك في خطاب موجه إلى الشركتين إن الحكومة كانت «قلقة للغاية بشأن تأثير» النزاع.

ولا يزال عملاء «كابل فيجين» عالقين في الوسط، حيث تم تحويل أجهزة الاستقبال الخاصة بهم تلقائيا لاستقبال قناة «تشانيل 1999» التي تظهر عليها رسالة تحمِّل شركة «نيوز كوربوريشن» مسؤولية محاولة «ابتزاز زيادة غير معقولة وغير عادلة لرسوم الاشتراك».

وحاولت شركة «كابل فيجين» اتخاذ صف عملائها ضد زيادة فواتير الاشتراك في محطات الكابل. وصرح كبير المديرين التنفيذيين بالشركة، توم رتليدج في مؤتمر الأسبوع الماضي قائلا: «لا نرى أن الوقت مناسب الآن لتحميل الناس عبأ لا يستطيعون تحمله بزيادة رسوم الاشتراك».

وتعد هذه المرة الثالثة التي لا يتمكن فيها عملاء شركة «كابل فيجين» من مشاهدة البرامج خلال عشرة أشهر نتيجة النزاع على رسوم إعادة البث. وقد تم إيقاف بث «فود نت وورك» و«إتش جي تي في» في يناير (كانون الثاني) لمدة ثلاثة أسابيع وكذلك إيقاف بث شبكة «إيه بي سي» في مارس (آذار) ليوم كامل تقريبا.

وتعتقد شركة «نيوز كوربوريشن»، مثل مالكي «فود نت وورك» وشبكة «إيه بي سي»، أن برامجها تستحق رسوم اشتراك أكبر. وفي إشارة إلى عزمها على إثارة مزيد من الغضب من جانب مشجعي كرة «البيسبول»، بدأت شركة «نيوز كوربوريشن» في نصح عملاء شركة «كابل فيجين» إما «بتغيير مقدم الخدمة أو شراء هوائي الآن» لمشاهدة «وورلد سيريز» وقد تكررت هذه الرسالة من خلال الإعلانات على مدار عطلة نهاية الأسبوع.

لكن لا يعاني الجميع في هذا الخلاف، حيث تحاول القنوات المنافسة في نيويورك استقطاب عملاء «كابل فيجين»، الذين يداومون على مشاهدة الأخبار المحلية على شاشة قناة «فوكس» الإخبارية. فمثلا أضاف مذيع نشرة الأخبار في قناة «دابليو إي أي إكس»، جودي أبلغيد يوم الأربعاء في نهاية نشرة العاشرة مساء وابتسامة ترتسم على وجهه قائلا: «شكر خاص لكل مشاهدي قناة (فوكس) الذين توجهوا بمؤشرات محولات القنوات إلى قناتنا الليلة، شكرا لانضمامكم إلينا».

كذلك تستفيد الصحف والقنوات الإذاعية من هذا الصراع لأن الشركتين كلتيهما تحط من شأن الأخرى من خلال الإعلانات، بينما يشتري منافسو «كابل فيجين» مثل «فيريزون» مساحات إعلانية للإعلان عن خدماتهم، في حين تقدم مؤسسة «دايريكت تي في» لخدمات الستالايت عروض اشتراك خاصة للعملاء الجدد.

ولم يتحدث مفاوضو شركتي «كابل فيجين» و«نيوز كوربوريشن» وظلوا متحصنين بمواقعهم تقريبا منذ إيقاف البث في 16 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.