يستعد «الاتحاد العربي للصحافة الإلكترونية» (AUEP) لإطلاق مشروع «تلفزيون التدريب المجاني للصحافيين» عبر شبكة الإنترنت، مستهدفا الارتقاء بالمستوى المهني للصحافي العربي وزيادة الوعي بأهمية الإنترنت كوسيلة إعلامية جديدة، وهو عبارة عن مشروع تدريبي تطوعي يشارك فيه نخبة من خبراء الإعلام الجديد في العالم العربي ويتم تصويره وبثه عبر الفضاء الإلكتروني ليكون متاحا لكل العاملين في مجال الإعلام الجديد.
الأمين العام للاتحاد، صلاح عبد الصبور، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن مشروع «تلفزيون التدريب المجاني للصحافيين» الذي يبدأ الإعداد له من بداية نوفمبر (تشرين الثاني) 2010 ويستمر لمدة عام كامل، هو تجربة فريدة من نوعها في العالم العربي، ووسيلة مهمة للارتقاء بمستوى الصحافيين العرب، وبناء جيل جديد من الصحافيين مؤهل للمنافسة العالمية في هذا المجال التي تفرضها طبيعة شبكة الإنترنت كوسيلة إعلامية عالمية جديدة ومتطورة.
يضيف عبد الصبور أن هذا المشروع يهدف في الأساس إلى زيادة الوعي بأهمية الصحافة الإلكترونية كوسيلة إعلامية جديدة، ويركز على مستقبل الإنترنت وتأثيره المستقبلي في الإعلام العربي، باعتبارها الوسيلة التي ستكون الأهم والأكثر تأثيرا في تشكيل الرأي العام حول القضايا المختلفة في المستقبل.
كما يهدف المشروع أيضا إلى تعليم الصحافيين كيفية الكتابة للإنترنت والارتقاء بالمستوى المهني لدي الإعلامي العربي، وتعريف الصحافيين المبتدئين بآليات البحث الإلكتروني، وكيفية تسويق المواقع الإلكترونية على الشبكة، وكيفية استغلال الشبكة الدولية في نشر الثقافة العربية والترويج للقضايا العربية أمام الرأي العام العالمي. ويبدأ المشروع بمجموعة من المحاضرات يقوم بإعدادها متخصصون في الإعلام الجديد، سيقوم الاتحاد بترشيحهم حسب رغبتهم التطوعية، ويتم بث هذه المحاضرات عبر شبكة الإنترنت من خلال موقع الاتحاد الإلكتروني، وقناة الاتحاد على موقع «يوتيوب» العالمي. ويشير الأمين العام إلى حرص الاتحاد خلال مشروعه على تقديم المحاضرات في شكل مختصر وسريع يناسب طبيعة مستخدمي الإنترنت، وتبدأ المحاضرات بمجموعة تعليمية حول بدايات الإنترنت وكيفية استخدامه، بحيث لا يتعدى وقت المحاضرة الواحدة 10 دقائق.
ويتضمن المشروع محاضرات حول «الاستخدام الابتدائي للإنترنت كوسيلة إعلامية» قبل أن ينتقل إلى المحاضرات الاحترافية حول الطبيعة الإعلامية لمستخدمي الإنترنت وكيفية الارتقاء بها تحت عنوان «كيف تكون صحافيا إلكترونيا؟»، وبعدها يقدم المشروع مجموعة من المحاضرات لرؤساء التحرير والمحترفين تحت عنوان «كيف تدير موقعك الإلكتروني؟».
ويهتم المشروع بتقديم محاضرات متخصصة حول طبيعة الإنترنت الجماهيرية والتفاعلية وكيفية استثمارها في صالح المواقع الإلكترونية بما يتناسب مع السياسة التحريرية لكل موقع فيقدم محاضرات تحت عنوان «كيف تدير جمهورك؟»، تليها مجموعة من المحاضرات حول كيفية عمل البحوث الاستقصائية والدراسات المتخصصة من خلال الشبكة تحت عنوان «كيفية إدارة المعلومات واستخلاص النتائج».
وبعدها يعرض تلفزيون الاتحاد مجموعة من المحاضرات حول مجتمع الإنترنت الافتراضي وكيفية التواصل من خلاله ومقارنته بالواقع تحت عنوان «كيف تصنع عالمك الافتراضي»، وتتوالى المحاضرات حسب الجديد دائما من خلال مدى تفاعل الصحافيين والمتدربين مع تلفزيون الاتحاد، كما يعرض مجموعة أخرى من المحاضرات الأكثر تخصصا حول «سيكولوجيا مستخدمي الإنترنت، وكيف تتعرف على شرائح جمهورك، وكيف تحافظ عليه وتتعلم منه، ثم كيف تروج لمنتجاتك، وكيف تستقطب جمهورا جديدا».
وسيقوم الاتحاد بالإعلان عن كل مرحلة تدريبية تباعا في نهاية كل محاضرة بحيث يكون المتدرب على تواصل مستمر مع الدورات التدريبية المجانية المتتابعة، كما سيقوم الاتحاد بعمل موقع متخصص لهذا المشروع يحوي جميع المحاضرات ونتائج الدراسات والبحوث التي تهم الصحافيين الذين يبحثون عن الاحتراف في هذا المجال بعنوان «الصحافي الإلكتروني المحترف».
يشار إلى أن نشاط «الاتحاد العربي للصحافة الإلكترونية» يعتبر أهم أنشطة الجمعية العربية للفضاء الإلكتروني، ويتولى مسؤولية تدعيم وتنمية مهارات العاملين بالمهنة من خلال التدريب والعمل على مواكبة التطورات التكنولوجية عالميا وتسهيل حصول الأعضاء عليها، والتعاون مع المؤسسات الإعلامية سواء على المستوى العربي أو الدولي ونقل وتبادل للخبرات الناجحة في هذا المجال، والتنسيق العام لكل أنشطة الصحافة الإلكترونية في العالم العربي ومنح الشرعية الرسمية والمهنية للعاملين بالصحافة الإلكترونية، هذا إلى جانب تولي مهمة الدفاع عن حقوق وحريات الإعلاميين ضد أي اضطهاد فكري أو سياسي أو مهني قد يواجهونه خلال تأدية رسالتهم الإعلامية، كما تتولى المنظمة مهمة الدفاع القانوني لأعضائها أمام الجهات المعنية سواء المحلية أو الإقليمية أو الدولية.
وفي إطار الأوضاع الإعلامية الجديدة للصحافة الإلكترونية التي فرضت نفسها بقوة على الواقع الإعلامي العربي، لم تظهر جهة أو هيئة أو تنظيم يجمع العاملين في الصحافة الإلكترونية ويساعد في تذليل الصعاب أمامهم لتأدية رسالتهم الإعلامية السامية وتنظيم عملهم بالتعاون مع المؤسسات التابعين لها، على الرغم من ظهور بعض المحاولات المتفرقة التي بذلت جهودا لتحقيق هذا الأمل.
ولهذه الأسباب قام عدد من الصحافيين العاملين في هذا المجال بإطلاق منظمة «الاتحاد العربي للصحافة الإلكترونية» تحت شعار «إعلاميون بلا حدود»، وهي منظمة مدنية تم تشكيلها بناء على الرغبة المتوافقة لجميع الأعضاء، وقررت هيئة تأسيس الاتحاد أن تتخذ من القاهرة مقرا رئيسيا للمنظمة، على أن يتم تأسيس فروع أخرى تتبنى نفس الأهداف في مدن عربية أخرى.
أما أهم الأهداف التي يعمل الاتحاد من أجلها فهي الدفاع عن الحقوق المعنوية والمادية للعاملين في مهنة الصحافة الإلكترونية أمام أي اضطهاد مهني أو سياسي أو فكري أو أمني، والدفاع عن مهنة الصحافة الإلكترونية وتنمية الوعي بعظيم دورها مهنيا وثقافيا وإعلاميا، وعمل إطار قانوني يجمع العاملين بالصحافة الإلكترونية ويمارس دور التنسيق بين العاملين والمؤسسات الإعلامية التابعين لها، وتقنين الممارسة المهنية للصحافة الإلكترونية، بوضع أطر وقوانين تنظم المهنة وتحددها من خلال «ميثاق شرف صحافي»، وتنمية مهارات العاملين بالمهنة من دعم التدريب والعمل على مواكبة التطورات التكنولوجية عالميا وتسهيل حصول الأعضاء عليها، والتعاون مع المؤسسات المعنية لتحقيق هذا الهدف، والحفاظ على حقوق الملكية الفكرية والمالية للعاملين بالمهنة والدفاع عن حقوقهم من خلال القنوات القانونية والجهات الرسمية، والعمل على تذليل الصعاب أمام العاملين لممارسة حقوقهم المهنية، بالاتفاق مع الجهات المعنية والتنسيق مع المنظمات المحلية والإقليمية والدولية، إلى جانب الإسهام في ترسيخ مبادئ احترام حقوق الآخرين والثوابت الأخلاقية والاجتماعية، وتحقيق التواصل الإيجابي بين العاملين بالمهنة والمجتمع المحيط بهم.