انتهاء الشراكة بين قطبي صناعة الإعلام الأميركي

بعد 17 عاما من عمل المليارديرين باري ديلر وجون مالون

TT

انتهت الشراكة، التي استمرت لنحو 17 عاما، بين باري ديلر وجون مالون، المليارديرين وقطبي صناعة الإعلام، يوم الخميس الماضي.

وسوف يتنحى باري ديلر عن منصبه كرئيس تنفيذي لشركة «آي إيه سي إنتر أكتف كورب».

وقد تنازلت شركة «ليبرتي ميديا»، التي يمتلكها مالون عن حصتها الكبيرة في «آي إيه سي إنتر أكتف كورب»، عملاق التجارة الإلكترونية الذي يمتلكه ديلر، وحصلت على مقابل نقدي واستحوذت على وحدتي عمل. ويؤشر هذا الإعلان إلى انتهاء النزاع القانوني التي اندلع بين الطرفين في عام 2008. وجاء الحكم الذي فصل في هذا النزاع والذي أصدرته إحدى محاكم ولاية ديلاوير يوم الخميس في صالح ديلر.

وعلى الفور عزز ديلر سيطرته على الشركة؛ حيث إن هذا التنازل جعله أكبر حمل أسهم بها، بحصة قدرها 34%، ولكنه في الوقت نفسه قال إنه سيترك منصبه كرئيس تنفيذي للشركة وسيبقى رئيسا لمجلس الإدارة ومسؤولا تنفيذيا بها، مما يشير إلى أنه سيحتفظ بدور تنفيذي في الشركة.

وفي بيان أصدره مؤخرا، قال ديلر: «لقد كانت السنوات الـ17 الذين تشاركت فيهم العمل مع جون مالون و(ليبرتي ميديا) سنوات عظيمة، إلا أنها لم تخلُ من بعض الخلافات الحادة. لقد بدأنا هذه الرحلة الكبيرة من التفاعل قبل سنوات قليلة من التوسع في استخدام الإنترنت، وكنا قادرين على إطلاق وامتلاك وتأسيس مشاريع كبيرة خلال تلك الفترة».

ووصف النزاع القانوني الذي اندلع بينهما عام 2008 - الذي حاول فيه مالون إحباط محاولة ديلر تقسيم الشركة - بأنه كان «فترة وجيزة من الاستياء المتبادل، الذي نعتقد نحن الاثنان أنه كان مجرد انحراف».

كان هذا الاتفاق الأحدث بالنسبة لشركة مبنية على عمليات مقايضة مستمرة للأصول وتغيرات مالية، فمنذ أن تأسست في تسعينات القرن الماضي تحت اسم «سيلفر كينغ كوميونيكشنز»، ووفقا لما تذكره الشركة على موقعها على الإنترنت، فإنها مرت بأكثر من 60 عملية شراء وبيع للاستثمارات.

فقد امتلكت في فترة من الفترات شركات مثل «هوم شوبنغ نت وورك» و«تيكت ماستر» و«يو إس إيه نت ووركس» لشبكات الاتصالات. وتمتلك حاليا نحو 54 مشروعا، منها: «Ask.com» و«Match.com» و«ديلي بست» و«كولدج هيومر»، ومشاريع أصغر مثل «BlackPeopleMeet.com» و«Urbanspoon».

وعلق دوغلاس أنموث، المحلل في «باركليز كابيتال»، على الصفقة الأخيرة مع «ليبرتي»، التي سوف تتلقى 220 مليون دولار نقدا و2 من وحدات العمل، هما: «gifts.com» و«Evite»، قائلا: «هذه الصفقة هي أساس إعادة شراء الأسهم وسوف تنهي القصة». وقدر أنموث قيمة «gifts.com» و«Evite» بمبلغ 150 مليون دولار، مما يرفع القيمة الإجمالية للصفقة إلى نحو 370 مليون دولار.

لكن العلاقات بين ديلر ومالون لم تنتهِ تماما، فلا يزال ديلر رئيسا لـ«اكسبيديا»، وهو موقع خاص بالسفر والرحلات على الإنترنت كان قد انفصل عن شركة «آي إيه سي» عام 2005، ولا يزال مالون حمل الأسهم الرئيسي فيه.

وسيقوم ديلر بالتنازل عن منصب الرئيس التنفيذي لبلات غريغ، الذي كان يدير موقع «Match.com» منذ فبراير (شباط) 2009. قال ديلر في البيان الذي أصدره: «لقد كان واضحا بالنسبة لي أن هذه الشركة بحاجة إلى تنفيذي متفرغ وطموح في منصب الرئيس التنفيذي».

وخلال الربع الأخير من العام المالي، مثلت عوائد موقع «Match.com» ربع عائدات الشركة والجزء الأكبر من الأرباح. وخلال الربع الثالث، الذي أعلنت نتائجه في أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، فإن موقع «Match.com» حقق عوائد تقدر بـ106 ملايين دولار، مقارنة بـ422 مليون دولار حققتها الشركة كاملة.

وذكرت الشركة أن الموقع حقق 39 مليون دولار كدخل تشغيل قبل خصم قيمة الإهلاك والاستهلاك، وهو معيار قياس الأرباح المفضل لدى الشركة، مقارنة بـ56 مليون دولار حققتها الشركة بأكملها.

ولا يتوقع كثيرون أن ديلر سوف يتراجع إلى الخلف، ويقول أنموث: «ما زلت أعتقد أن باري سيشارك بقوة في إدارة العمل».

* خدمة «نيويورك تايمز»