تمتع بالقراءة على هاتفك فيما بعد

«إنستا بيبر» طريقة ماهرة لتجميع المقالات المرغوب قراءتها خارج أوقات التصفح على الإنترنت

من التطبيقات المجانية الأخرى لجهاز الـ«آي باد» هو «فليب بورد» ويستخدم روابط لمواد قصيرة في طريقة جديدة لتوزيع محتوى المادة المنشورة
TT

تتضح جذور تطورنا عندما نجلس أمام شاشة الكومبيوتر، وأيدينا لا تتوقف عن الحركة الدائمة على لوحة المفاتيح؛ بحثا عن المهمة القادمة. في هذه الحالة من التوتر واليقظة الشديدة، يصعب الاستلقاء والاسترخاء والقراءة.  عندما نقرأ من أجل المتعة، لا نقرأ سوى الموضوعات القصيرة التي تستحوذ على اهتمامنا والتي لا يتطلب استيعابها وقتا طويلا، فإذا جاء في العناوين الرئيسية ذكر كيم كارداشيان أو كانت على شكل قائمة مثل «ست طرق للحداد على موت حيوان أليف»، يكون رد فعل القراء على شبكة الإنترنت مثل إنسان بدائي عثر على كمية كبيرة من التوت البري الأحمر الناضج بعد يوم من البحث عن البطاطس.  يفضل اقتصاد الإنترنت المواقع الإلكترونية التي تجمع تلك الموضوعات ولهذا السبب تنتشر بكثرة.  يبدي الكتاب والناشرون أسفا بالغا على محدودية انتشار الصحافة القائمة على الموضوعات الطويلة والمقالات الدسمة التي يفوق طولها التفاهات التي تقرأها اليوم بمرتين أو ثلاث مرات على الأقل والتي تشهد تراجعا في عصر الإنترنت.  لقد دمرت التكنولوجيا الرقمية وسائل الإعلام من خلال تعمد إسقاط شبكات التوزيع الخاصة بالناشرين الذين يأملون في أن تتمكن الأجهزة الحاسوبية الصغيرة التي تعمل باللمس مثل «آي باد» من أن تحل محل أكشاك بيع الجرائد وموزعي الجرائد. تقوم كافة شركات الإعلام الكبرى تقريبا، بما فيها هذه الشركة، بتطوير تطبيقات للهواتف المحمولة تتيح إرسال نسخ من المواد التي تنشرها. ويقوم البعض الآخر بعمل تطبيقات جديدة مثل «آي باد».  لكنّ هناك طرقا أخرى تغير أنظمة التوزيع مثل تلك التي اخترعها ماركو أرمنت، 28 عاما، أثناء عمله من المنزل في «هاستينغز الواقعة على نهر هادسون» بولاية نيويورك. وهو برنامج «إنستا بيبر» «Instapaper»، وهي تعد طريقة ماهرة لعمل تطبيقات تحمل السمات الشخصية للمستخدم وبذلك تخاطب نفسية البشر من خلال مساعدتنا على تجميع المقالات التي نريد أن نقرأها لكن ليس لدينا الوقت الكافي لذلك أثناء التصفح على الإنترنت.  يمثل هذا البرنامج الحل لأي شخص يصادف مقالا طويلا على شبكة الإنترنت لكنه لا يريد قراءته في الحال. في هذه الحالة يسحب المتصفح أيقونة «اقرأ فيما بعد» من الموقع الإلكتروني لبرنامج «إنستا بيبر» إلى شريط الأدوات في متصفحه. ويتم حفظ المقال من خلال النقر على الأيقونة أو الرابط أو يمكن تخزين المقال على أحد مزدوي الخدمات الخاصة بأرمنت.  ويمكن لبرنامج «إنستا بيبر» العمل على أجهزة «آي فون» أو «آي بود تاتش» أو «آي باد» أو «كيندل»، وستظهر المقالات عليها. كذلك يمكنك حفظ الرسائل الإلكترونية أو الإخبارية الطويلة. وعندما يتوفر لك الوقت، يمكنك فتح البرنامج والاسترخاء وقراءة تلك المقالات الطويلة على هاتفك المحمول أو جهاز الكومبيوتر الخاص بك. يقول أرمنت: «هدفي كان نقل زمان ومكان القراءة على الإنترنت إلى مكان مريح».  يمكن للآلات بالطبع أن تجمع قوائم القراءة وهو ما تفعله «غوغل نيوز» أو خدمة «أر إس إس» الخاصة بجلب الأخبار والمعلومات بشكل مبسط وهو إظهار صفحات إنترنت مليئة بالمقالات التي يمكنها أن توتر القارئ وهو ما نشعر به عندما ننظر إلى قائمة طويلة بالرسائل الإلكترونية التي لم نقرأها بعد. فهناك دائما حاجة إلى الضغط على رابط أو نقرة أخرى على رسالة إلكترونية لأن الإنترنت لا نهاية له.  على الجانب الآخر، يتيح لك برنامج «إنستا بيبر» عمل مصنف كامل ذاتيا. يقول أرمنت: «يمكن لشخص واحد يحرر قائمة أن يكون أكثر فاعلية، فقد تفشل الآلات في تقييم المواد المثيرة للاهتمام».  ويحقق البرنامج نجاحا لأن المجلة التي تحمل سمات يختارها القارئ تتضمن مجموعة متنوعة من المواد المنشورة. ويقول أرمنت: «عهدت شركات الإعلام لي بالأمر». هذا البرنامج مجاني والنسخة التي ثمنها 5 دولارات من أكثر البرامج قيمة التي تباع في متجر «أبل آب ستور»، وبهذا يجني أرمنت الجزء الأكبر من أمواله، ويقول إنه لن يخترع تطبيقا لنظام التشغيل «الأندرويد» لأنها تسبب الكثير من التعقيد بالنسبة لعملية يقوم بها شخص واحد. بعض التطبيقات الأخرى مثل «إيفير بيبر» و«بين بيبر» تتيح لمستخدمي نظام «أندرويد» قراءة روابط تغذية البرنامج.  يسمح التطبيق مدفوع الأجر للقارئ بتنظيم المقالات في ملفات يمكن مشاركتها مع آخرين. يمكن للتطبيق أن ينتقل ذاتيا إلى خلفية سوداء في الليل بحيث تتمكن من القراءة دون أن تصدر الشاشة ضوءا قد يزعج من ينام معك في الغرفة أو يسبب لك التهابا في الشبكية. يستغل أرمنت قدرة التطبيق على معرفة موقعه وربطه بقاعدة بيانات مواعيد غروب الشمس.  لكن كيف يمكن لصحيفة تحمل السمات التي يختارها القارئ وتتضمن مجموعة متنوعة من المواد المنشورة أن تساعد الناشرين الأساسيين، الذين يدفعون لتخرج هذه المقالات إلى الوجود؟ ينبغي على المتصفحين زيارة الموقع الإلكتروني للعمل المنشور للعثور على المقالات. يلاحظ أرمنت أن القراء إذا أحبوا ما يوجد على الموقع، سيزورون الموقع مرة أخرى. ويوضح أرمنت قائلا: «لكنني لا أستهدف العرض، بل أعمل على زيادة الطلب».  من التطبيقات المجانية الأخرى لجهاز الـ«آي باد» هو «فليب بورد» ويستخدم روابط لمواد قصيرة في طريقة جديدة لتوزيع محتوى المادة المنشورة. ويحصل برنامج «فليب بورد» على روابط تغذية من موقع «فيس بوك» و«تويتر» مما يزيد الاقتراحات الخاصة بما يفضل قراءته وتجميعها لتبدو كمجلة. ويقول مايك ماكو، الرئيس التنفيذي بشركة «فليب بورد»: لقد أصبح موقع «تويتر» بمثابة خدمة «أر إس إس» اجتماعية، فإنك تقوم بتتبع أشخاص بعينهم يقدمون نوعا من الإشراف الاجتماعي على مستوى أعلى من المتوقع رؤيته على مدونة.  ويعتقد ماكو أن ذلك لن يزعج الناشرين. «سيقول لك الكثير من الناشرين إن الناس يأتون من المدخل الجانبي».  وتقول كريستين مانسون، متحدثة باسم الشركة المالكة لصحيفة «نيويورك تايمز»: «نحن نعمل عن قرب مع مطوري التطبيقين وكانا يستجيبان لأي شعور بالقلق من جانبنا. وما زلنا نتابع التطبيقات الكثيرة في مجال الأخبار».  ويقوم عدد من المواد المطبوعة أو المنشورة على شبكة الإنترنت، بما في ذلك مجلة «واشنطن بوست» و«أول ثينغس دي» و«بونا بيتي»، على اختبار خدمة إرسال رسائل خاصة ترسل المحتوى مباشرا إلى تطبيق الـ «فليب بورد». لا يمكن لناشر واحد أن يصنع روابط تغذية لمجلة «فليب بورد» تحمل السمات التي يختارها المستخدم أو لتطبيق «إنستا بيبر» لأنها لا تقوم على مصدر محتويات واحد فقط.  ويقول ماكو: ما يريده المستهلكون هو الجمع بين كل الأمور في مكان واحد». ويرى أن الإعلانات هي الخطوة القادمة، فالناس يتجاهلونها على أي موقع إلكتروني، بينما يمكن لشكل مجلة «فليب بورد» أن يبدو مناسبا أكثر. ويعتقد ماكو أن الناس لن تلقي نظرة عليها فقط، بل ستنقر عليها وربما تتشارك فيها.  ويضيف: «إنه جزء آخر من المحتوى الاجتماعي». 

* خدمة «نيويورك تايمز»