رئيس تحرير وكالة «شينخوا» الصينية لـ«الشرق الأوسط»: إعلامنا تحت القانون

3 ملايين نسخة يوميا توزعها كبرى الصحف في بكين.. 27 مليون مدونة إلكترونية.. و2000 موقع إخباري مسجل لدى الحكومة

خه بينغ («الشرق الأوسط»)
TT

يشعر خه بينغ، هو رئيس تحرير وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) الذي تعادل وظيفته مرتبة وزير، بالفخر كون أكبر صحيفة يومية صادرة في بلاده توزع ما يقارب 3 ملايين نسخة يوميا، وأن معدل تلقي التلفاز في الصين يوميا يقدر بنصف مليار، فيما يبلغ عدد متابعي أخبار الإنترنت والجوال 450 مليون شخص، وهم يتابعون باستمرار نحو 2.75 مليون موقع إلكتروني، ونحو 27 مليون مدونة.

وفي الوقت نفسه، يجزم بأن الإعلام الاقتصادي في الصين شارك في تقدم البلاد وازدهارها، لافتا إلى مسوغات اختار منها «توعية المستثمرين المحليين ورجال الأعمال أصحاب الشركات المتوسطة والكبيرة، إلى الاقتصاد المعتمد على السوق، بدلا من الاقتصاد المخطط له». ويقول «لعب الإعلام دورا واسعا في الجانبين السياحي والاقتصادي، خصوصا في نقل المعلومة، والرقابة على الأداء الحكومي وقطاع الأعمال».

وبين بينغ في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» أن عدد الصحف الصينية الصادرة يوميا في الصين يناهز ألفي صحيفة ونحو 10 آلاف مجلة، إلى جانب عدد واسع من الإذاعات ومحطات التلفاز، فضلا عن وكالات الأنباء المختلفة.

يأتي ذلك في وقت أشار فيه تقرير صدر عن الخارجية الصينية نقلته مجلة «المعرفة» السعودية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى أن صحيفة «رينمين ريباو» الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الحاكم، هي أكثر الصحف توزيعا في البلاد، «وهناك صحف ومجلات محلية خاصة بكل مدينة، ومطبوعات متخصصة موجهة لمجموعة معينة من جمهور القراء». يضيف التقرير أن صحيفتي «رينمين ريباو»، و«شاينا ديلي» الصادرة باللغة الإنجليزية، تحققان مبيعات جيدة في خارج الصين».

ويحمل المشهد الإعلامي في الصين دوما تساؤلا حول «حرية الصحافة» في البلد الشيوعي. وحول ذلك علق رئيس تحرير «شينخوا» بالقول «لا توجد حرية مطلقة في الإعلام، ولا بد أن يكون الإعلام تحت سيطرة القانون، حتى لا يساء استخدامه، الذي قد يؤدي بدوره إلى الإساءة تجاه الآخرين.. الإعلام الصيني يمارس نشاطه في حدود القانون».

وأضاف «نؤكد منذ وقت طويل على إقرار الحقوق الدولية الأخرى.. لن نوافق على أي عمل أو سلوك يتدخل في شؤوننا أو شؤون الآخرين، فلكل دولة في العالم حضارتها وأحوالها المحلية الداخلية، وكل دولة مختلفة من الممكن أن توجد نقاطا مشتركة، وأن تتعايش بسلام مع الآخرين في ظل العلاقات الجيدة».

في المقابل، تشير تقارير صحافية إلى أن الصين شهدت توسعا مؤقتا في حرية الصحافة خلال فترة أولمبياد بكين 2008، حيث أعلنت السلطات الصينية –حينها - عن عدم تقييد للصحافيين الزائرين خلال الأولمبياد حيال الحديث مع العامة في الشوارع، بينما لم يتبين اتساع السقف الذي ارتفع قليلا بعدها.

الغريب أن الصين لا تتخذ وزارة خاصة للإعلام، وذلك بحسب مراقبين أكدوا لـ«الشرق الأوسط» أن الرقابة والتنظيم الإعلامي بشكل عام ينظمه «مكتب الإعلام» التابع للحزب الشيوعي في الصين. ولفت المراقبون إلى أن مكتب الإعلام يتخذ في معظم المدن الصينية مكاتب تراقب الصحف والمجلات والمطبوعات والمواد الإذاعية والتلفزيونية، إلى جانب الإنترنت، إذ أوضح رئيس تحرير وكالة الأنباء الصينية أن هناك قسما حكوميا خاصا يؤدي دور الرقابة على المواقع الإلكترونية، وهناك إجراءات حكومية يتخذها الراغب في نشر الأخبار إلكترونيا. وقال «لدينا نحو ألفي موقع إخباري مسجل بطريقة رسمية».

وكان توماس فريدمان الصحافي والكاتب الأميركي علق في مقال نشر في أكتوبر الماضي بالقول: «شهدت الصين ازدهارا حتى الآن - بطريقة مدهشة - من خلال منح شعبها حرية اقتصادية فقط».

وفيما يتعلق بالصحافة الاقتصادية، أشار بينغ إلى تركيز الصحف الاقتصادية في الصين على نشر التوعية لدى المستثمرين ورجال الأعمال أصحاب الشركات المتوسطة والكبيرة، خصوصا في تحول نظام الاقتصاد من التخطيط إلى آلية الاعتماد على السوق. وزاد «نتفهم المسؤولية ونتحمل حساسية إيصال المعلومة صوب المتلقي، وفي المقابل، نعبر ونوصل صوت ورأي المواطنين إلى متخذي القرار في البلاد». مضيفا «أن ما يدفع التنمية الاقتصادية بسرعة ملحوظة في بلادنا هو تشكيل القوة وكسر الفجوة بين الجهات الحكومية وقطاعات الأعمال في الصين، إلى جانب الثقة المتبادلة بين الإعلام والمتلقي، وهو أيضا ما يعكس تزايد عدد الوسائل الإعلامية». يستطرد: «منذ 30 عاما والإعلام الاقتصادي شارك جميع سبل التقدم التي أدت إلى ازدهار ونمو اقتصادي للبلاد».

إلى ذلك، لا يكاد يخلو أي حديث حول الصين عن العلاقة بين تقدم البلاد في ظل حفاظها على هويتها. يقول رئيس تحرير «شينخوا»: «نحرص على الحفاظ على هويتنا في الوقت الذي نتقدم فيه اقتصاديا.. هناك 3 مغاز من هذه الطريقة، تعزيز الوطنية، الإصلاح الداخلي، والاتسام بأسلوب جميل يناسبنا في الالتزام بمبدأ التعامل مع العالم بنشاط منبثق من مبدأ تحقيق المنفعة المتبادلة، والاستقرار، والسلم، وهذا ما نطبقه حتى في إعلامنا».