التوقعات المستقبلية للإعلام الرقمي في عام 2011

رسوم على المحتويات الرقمية تبشر بالأمل في مستقبل أكثر إشراقا للناشرين

TT

استقبلت الكثير من الشركات الإعلامية نهاية عام 2010 بمشاعر الارتياح والترحاب. وكان الرأي الشائع هو أن «عام 2010 لم يكن بنفس الدرجة من السوء الذي تميز به عام 2009». وقد وثبت الإعلانات مجددا بشكل أكثر قوة من المتوقع، تقودها الإعلانات التلفزيونية. وتبشر التجارب المتعلقة بفرض رسوم على المحتويات الرقمية بالأمل في مستقبل أكثر إشراقا بالنسبة للناشرين.

وفي العالم الرقمي، شهد العام الماضي نموا هائلا في تطوير التطبيقات المتنقلة. ولكن على شبكة الإنترنت، يمكن أن يطلق على العام الماضي مجازا بأنه «عام انتقالي». أجل لقد نمت أرباح الإعلانات بقوة، ولكن تعين على شركات الإنترنت أيضا التعامل مع عمليات التدقيق المتزايدة في مسائل مثل المنافسة والخصوصية. وشعر البعض بالقلق من أن نمو التطبيقات ومواقع الدفع و«الشبكات المشفرة» الأخرى سوف يفتت شبكة الإنترنت إلى شظايا.

فماذا الذي يحمله عام 2011 لشركات الإعلام والاتصالات الرقمية؟ وإليكم القليل من التوقعات – التي جمعت من أشخاص معروفين أصروا على عدم ذكر أسمائهم في هذه الحالة لأنهم غير موجودين بالفعل.

وفي هذه المرة نحن نعني هذا الأمر بالفعل لأن شركات الموسيقى وملاك حقوق النشر الآخرين يتحسرون على الكارثة المتواصلة لتبادل الملفات بشكل غير قانوني، وسوف تعلن فرنسا عن تغييرها لقانون مشدد يواجه القراصنة الرقميون بمقتضاه خطر تعليق وصلاتهم بالإنترنت إذا أغفلوا تحذيرين للإقلاع عن ممارساتهم. ومع بداية عام 2011 وعدم فقدان أي فرد لرابط النطاق العريض، فسوف يتم إعادة تسمية النظام، المعروف بشكل غير رسمي باسم «الضربات الثلاث» (الذي يتعرض فيه المستخدمون الذين يستمرون في تبادل محتويات محمية بحقوق النشر لقطع اتصالهم بالإنترنت بعد تلقي تحذيرين إذا لم يلتزموا بهما) لكي يصبح اسمه «الضربات التسع». وسوف يكون التحذير الثامن نهائيا بشكل مطلق وإيجابي، وتصر الحكومة الفرنسية على ذلك.

هذا ليس من شأنك لأن الخصوصية أصبحت تمثل هاجسا عاما، وسوف تتشكل حركة شعبية على موقع «فيس بوك»، مع تهديد المستخدمين بحجب التفاصيل الشخصية إلا إذا تقاسمت خدمة الشبكات الاجتماعية أرباح الإعلانات معهم. وفي نفس الوقت، سوف يواجه موقع «غوغل» ارتباكا ومشكلات عندما يضبط وهو يغير صورة من صور خدمة «ستريت فيو» لرسم الخرائط وتحديد المواقع التي يقدمها، بعد قيام متظاهر ألماني بإشارة فاحشة أثناء مرور سيارة مزودة بكاميرا من كاميرات خدمة ستريت فيو بجواره.

لقد حان الوقت للدفع مقابل الاطلاع على النسخة الإلكترونية: سوف يتسارع التحول تجاه المحتوى الرقمي المدفوع. وسوف تنشط بعض مواقع «الدفع الإلكترونية» وتحقق أرباحا جديدة بارزة للصحف التي تكافح من أجل التغلب على المصاعب التي تواجهها. ولكن معظم الصحف الأخرى سوف تفشل بشكل بائس، وسوف تتخلى صحيفة واحدة كبرى على الأقل عن موقعها على شبكة الإنترنت تماما، وتقصر النشر على نسختها المطبوعة والتطبيقات المتنقلة.

إغلاق مواقع التسريبات: سوف يقرر الجمهوريون اليمينيون، الذين دعا بعضهم إلى مقاضاة جوليان أسانج، مؤسس موقع «ويكيليكس» بتهم التجسس على الولايات المتحدة أن أسانج ليس شخصا بمثل هذه الدرجة من السوء في نهاية الأمر. وسوف يدرك هؤلاء الأشخاص أن ملاحقة أسانج قضائيا قد يعزز من آمال الرئيس باراك أوباما في إعادة انتخابه. وسوف تسافر سارة بالين إلى لندن من أجل حث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على منع تسليمه إلى الولايات المتحدة. وسوف يتم نشر محضر جلسة الاجتماع على موقع «ويكيليكس».

البريطانيون يأتون ويذهبون: في البداية، حول سايمون كاول، المسؤول التنفيذي الموسيقي البريطاني برنامج «أميركان آيدول» إلى ظاهرة تلفزيونية أميركية. وبعد ذلك، حل بيرس مورغان، المحرر والإعلامي البريطاني محل لاري كينغ في تقديم برنامجه الحواري على شبكة «سي إن إن». وتلا ذلك أن وقعت مغنية البوب البريطانية شيريل كول على عقد للانضمام إلى كاول في النسخة الأميركية من برنامجه «إكس فاكتور». وسوف ينتهي الغزو البريطاني الجديد بكارثة عندما تطردهم لجنة الاتصالات الفيدرالية، متهمة إياهم بتوجيه الانتقادات والدعابات السوقية على الهواء مع التحدث بلهجة عامية مبتذلة.

الموقع، الموقع ثم الموقع: مع انتشار أجهزة «آي فون» و«آي باد» والأجهزة اللاسلكية الأخرى في أيادي المزيد والمزيد من الناس، سوف تنتشر مواقع وتطبيقات الإنترنت المتنقلة التي تعتمد على الموقع، والتي تستخدم نظام تحديد المواقع العالمي «GPS» من أجل توجيه خدمات مرتبطة بشكل جغرافي للمستخدمين. وسوف تندفع المؤسسات التجارية الحديثة من أجل تقديم شبكات اجتماعية تعتمد على الموقع بالإضافة إلى خدمات التسويق والمواعدة وممارسة الألعاب والخدمات الأخرى. وسوف تتدفق موجة من السندات العامة الأولية لتملأ سوق الأسهم. وسوف تنفجر فقاعة المواقع الإلكترونية الجديدة (دوت - كوم) خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

* خدمة «نيويورك تايمز»