ومضات على الصحافة الإلكترونية من الداخل والخارج

آراء القراء وإجابات المحررين ورأي المحرر العام آرثر بريسبان

TT

* أكتب لأسأل عن السبب الذي جعل صحيفة «نيويورك تايمز» تنشر صورة للرئيس الأسبق بيل كلينتون في الصفحة الأولى من عدد يوم السبت الموافق الحادي عشر من ديسمبر (كانون الأول) بدلا من صورة للسيناتور بيرني ساندرز. على الرغم من أني مغرم بالرئيس كلينتون فإن ظهوره كان يهدف للإشارة إلى التصديق على الصفقة المتعلقة بالضرائب. وعلى المقابل، فقد تحدث ساندرز ضد الصفقة لثماني ساعات في أول محاولة حقيقية، وإن كانت صغيرة، لإعاقة إجراء داخل البرلمان على مدار عدة أعوام. وسواء اتفقت أو اختلفت مع ما قال، فقد كان واضحا أن موقفه شجاع. ولم تكن كلمته مجرد موافقة عابرة على شيء تقرر فعلا.

أعتقد أن هذا لم يكن قرارا موفقا من جانب هيئة التحرير.

إدوارد ستين تامبا فلوريدا - مساعد مدير التحرير تشاك إعزف: الخبر، طبقا لآخر تعريف له، هو عندما يحدث شيء غير متوقع. ولذا عندما ظهر بيل كلينتون في غرفة التقارير الصحافية بالبيت الأبيض فإن ذلك خبر في ذاته. ولكن هناك ما هو أكثر. لقد دعا باراك أوباما، الرئيس الأسبق، وهو من الوسط داخل الحزب الديمقراطي، كي يساعد على إنقاذ اتفاقه الخاص بالخصومات الضريبية من براثن ليبراليين ديمقراطيين متمردين. ولا يشاهد الاثنان عادة وجها لوجه، ولذا فإن سعي أوباما إلى الحصول على تصديق كلينتون كان أكثر من مجرد لحظة تأكيد على تبني نفس الاتجاه. وكانت تصريحات السيناتور ساندرز تشبه خطابا استغرق تسع ساعات، وليس محاولة لإعاقة التصديق على مشروع قانون. وقد كانت الكلمة عاطفية، وكانت رؤية متوقعة من شخصية مستقلة داخل فرمونت عرف عنها رفضها للخصومات الضريبية إبان ولاية بوش. كان يوجه كلامه إلى المتحولين عن نهجهم في نقاش قمنا بتغطيته على مدار أيام. وقد استشهد بالخطاب الماراثوني في مكان بارز على مدونتا الإلكترونية «The Caucus» وفي مقالنا عن يوم النقاش. وقد كان موضوع مقال منفصل في اليوم التالي لذلك.

* آرثر بريسبان: أقدر تبرير ستروم لسبب اختيار صورة كلينتون. وبالنسبة إلى بعض القراء فإن الأخبار التي ترد على المدونات ليس لها ثقل كبير. هذا مجرد مثال للسبب الذي يجعل القراء والمحررين في بعض الأحيان لديهم نظرة مختلفة عن الصحافة على شبكة الإنترنت. استمر في القراءة.

* ارتباك في القمة

* دائما ما أشعر بالإحباط لأنه عندما أقرأ النسخة الورقية من صحيفة «نيويورك تايمز»، يكون المقال له عنوان واحد، ولكن عندما أحاول العثور عليه على شبكة الإنترنت، يكون له عنوان آخر. وقد حاولت مؤخرا العثور على مقال عن آن كولتر (كان العنوان في النسخة المطبوعة «لم يقع بعد» في العاشر من أكتوبر «تشرين الأول») للورا هولسون. وبعد دقائق عدة شعرت خلالها بالإحباط، وجدته أخيرا تحت عنوان «كولتر يبحث عن صورة جديدة». بالتأكيد سيكون مفيدا بالنسبة للصحيفة لو اختارت عنوانا واحدا والتزمت به، أو تقدم رابطا غير مباشر للعنوان الأصلي أو توضح أن العنوان أجري عليه تغيير.

جيم ليتشمان سانتا باربارا - كاليفورنيا - المحرر باتريك لافورغ، المتخصص في عرض الأخبار: تقوم صحيفة «نيويورك تايمز» ومعظم المؤسسات الصحافية في الأغلب بكتابة عناوين مختلفة تناسب العرض على شبكة الإنترنت. وتوجد الكثير من الأماكن - مثل نتائج البحث أو التليفونات الجوالة - يكون العنوان هو كل ما يراه القارئ. وفي هذه الحالة، فإن العنوان «لم يقع بعد» له معنى في النسخة المطبوعة مع وجود صورة لآن كولتر، ولكنه سيكون غامضا لو بقي وحده. كما أن الأسماء وكلمات أخرى محددة في العناوين الإلكترونية تساعد أيضا على تحسين الطريقة التي تصنف بها محركات البحث النتائج. ومن الجدير بالذكر أن العناوين داخل الصحيفة المطبوعة تتغير من طبعة لأخرى، بسبب تغيرات في التصميم ولأسباب أخرى.

وفي هذه الحالة، سيكون أسرع لو بحثت عن «آن كولتر» في إطار زمني معين.

* الفكرة الثانية

* سؤال عن شيء ربما يبدو سخيفا أو تافها (إنه سؤال حول الرياضة)، ولكنه يؤرقني:

في السادس من ديسمبر كتب ويليام رودن عمودا عن فريقي الجيتس والباتريوتس. وقال بلهجة قوية إن الباتريوتس في تراجع والجيتس في صعود. وبعد ساعات كثيرة على ظهور المقال على شبكة الإنترنت، استبدل بنسخة جديدة أقل حدة كانت مختلفة بشكل واضح. وخلال الساعات البينية كان الباتريوتس قد هزم الجيتس.

وسؤالي: هل كتاب العمود داخل صحيفة «نيويورك تايمز» مسموح لهم بإعادة كتابة مقال رأي بعد نشره (على شبكة الإنترنت)، لمجرد أن الأحداث أثبتت أن آراءهم كانت خاطئة؟ هل يعد ذلك شيئا أخلاقيا؟ ويتراءى لي أن الشيء الأخلاقي الذي كان يجب أن يحدث هو أن يقوم رودن بكتابة متابعة يوضح نقاط الضعف في حجته المنشورة.

بن كارليسل

* ماينارد - ماساتشوستس - محرر الرياضة توم جولي: ببساطة نحن مخطئين.

يكتب كتاب الأعمدة والمحررون عادة قبل مباراة هامة ليلا بفكرة تعطي لهم نقطة بداية لتحديث الفكرة عندما تنتهي المباراة، والذي يكون عادة قبل الموعد الأخير. ويعطي ذلك لنا حضورا في المباراة خلال الطبعات الأولى من الصحيفة وعلى شبكة الإنترنت. وفي هذه الحالات نحتاج إلى أن نتذكر أنه على الرغم من أن الكتابة تتم قبل المباراة وقارئي النسخة الإلكترونية يشاهدونها حينها، فإن القراء الذين يحصلون على النسخة المطبوعة المبكرة يقرأون بعد أن يعرفوا النتيجة. ولنفس هذا السبب، يجب أن نعترف بأن عنوانا يقول «تفسخ إمبراطورية» يتعلق بالباتريوتس قد يكون مخجلا بعد ذلك.

وبعيدا عن ذلك، كان يجب أن ندرك الاهتمام الكبير الذي حظي به هذا المقال على شبكة الإنترنت قبل المباراة، إذ سرعان ما انتقل إلى قمة المقالات الأكثر إرسالا عبر البريد الإلكتروني وكان يحظى بعشرات التعليقات من جانب القراء. وحيث إننا كنا في موقع صعب مع المقال والعنوان، كان يجب أن نراعي حقيقة أن أي تغيير نجريه سيلغي النسخة التي نشرت لأول مرة على شبكة الإنترنت.

وعلى ضوء ذلك، كان يجب أن نترك العبارة التي جذبت الاهتمام بقدر كبير: وهي أن الجيتس في صعود والباتريوتس في تراجع. وكان هناك وسيلة أخرى لجعل الأشياء أفضل مما كانت، ومن بينها ترك الصيغة الأولى وحدها على شبكة الإنترنت وإضافة مقال جديد بالكامل عن المباراة نفسها. ولسوء الحظ، لم نقم بشيء من ذلك، ونتيجة لذلك فقد أحبطنا القراء الذين كانوا يتوقعون الأفضل منا.

** آرثر بريسبان: أرفع قبعتي لتوم جوري لأنه خفض سيفه هذه المرة، ويقدر القراء اللحظة التي يعترف فيها الصحافي بخطئه بدلا من اللجوء إلى ذرائع. ولكن هذه الخطابات توضح واقعا جديدا بالنسبة لقراء صحيفة «نيويورك تايمز»، فالقنوات الإعلامية المتعددة تفضي إلى صيغ متعددة لقصة وعنوان. وقد يقول قائل إن هذا انتصار لتوزيع الأخبار ومدى توافرها، ولكن يمكن أن يقول آخر إن هذه هي نهاية الصيغة المحددة لأي شيء.

* خدمة «نيويورك تايمز»