منتجة برامج «إسلام تشانل»: 60% من مسلمي بريطانيا يتابعوننا.. ونعمل على جذب غير المسلمين

فرانسيس ليغ قالت لـ «الشرق الأوسط» إنهم يقدمون خطابا «وسطيا» بالإنجليزية.. ويعملون على منع الهجوم الفكري على الإسلام

فرانسيس ليغ («الشرق الأوسط»)
TT

كانت انطلاقة «إسلام تشانل» عام 2004 من وسط لندن.. تبث قناة «إسلام تشانل» باللغة الإنجليزية من لندن إلى جميع أنحاء أوروبا وقارة أفريقيا على مدار الساعة عبر 7 أقمار صناعية، وتقدم برامج تهتم بالشؤون الجارية وكذلك الترفيهية، من منطلق إسلامي، لتوعية المسلمين ونقل الحقيقة والواقع إليهم وإلى غير المسلمين.

وفي الآونة الأخيرة بدأ بث قناة الإسلام في غرب أفريقيا كقناة متاحة للجمهور في غانا، والكاميرون، والنيجر، ونيجيريا، وبوركينا فاسو، وغيرها. وكان محمد علي حارث، المدير العام لـ«إسلام تشانل»، قد أكد لـ«الشرق الأوسط»، في لقاء سابق، أنه بحسب الإحصاءات الحكومية، فإن 60% من مسلمي بريطانيا يتابعون برامج القناة. وقال: إن وزارات الداخلية والخارجية والشؤون الاجتماعية البريطانية تعتبر القناة من أهم وسائل التأثير على مسلمي بريطانيا. وقال: من إنجازاتنا: مؤتمر سنوي عن الإسلام يُعقد في قاعة معارض إكسيل خلال أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام، وفيه نعرض أجزاء من كسوة الكعبة المشرفة ومجسمات للحرمين الشريفين، وفي آخر مؤتمر في أكتوبر الماضي زارنا 6 من وزراء الحزب الحاكم.

وشكلت مقولة «الاندماج الإيجابي»، أو الإسلام على الطريقة البريطانية، كما هو شائع بين مسلمي بريطانيا، أحد أبرز المصطلحات التي طغت على مداولات المؤتمر العالمي للسلام والوحدة، الذي نظمه مسلمو بريطانيا.

واتضح، من خلال فعاليات المؤتمر وما شهده من تجمع جماهيري ضخم، اعتبرته بعض وسائل الإعلام البريطانية واحدا من أكبر تجمعات المسلمين في البلدان الناطقة بالإنجليزية، أنه يشكل رسالة واضحة لمن يعنيه الأمر بأن مسلمي بريطانيا أصبحوا يشكلون واقعا يجب التعامل معه بإيجابية وتفهم أطيافه المتنوعة بين إسلاميين ومنتقبات وثوريين إسلاميين مفتونين بالزعيم اليساري الشهير «تشي جيفارا» أو «الشيخ جيفارا»، كما يطلقون عليه. وفي تفسيره لمصطلح «الاندماج الإيجابي»، يقول محمد علي، رئيس المؤتمر ومدير قناة «إسلام تشانل» البريطانية: «طبعا الاندماج الإيجابي هو كما يحويه المصطلح إيجابي بمعنى المشاركة من دون تفسخ وانحلال وابتعاد عن تعاليم الدين، فنحن مسلمون بريطانيون كاملو الحقوق نتمسك بهويتنا الإسلامية كاملة من دون نقصان في هويتنا البريطانية أيضا، ولا نرى في ذلك تناقضا».. وجاء الحوار مع البريطانية فرانسيس ليغ على النحو التالي..

* هل لك أن تخبري القارئ العربي بالقليل عن نفسك؟

- اسمي فرانسيس، وأبلغ من العمر 22 عاما، وأعمل كباحثة ومنتجة برامج في محطة «إسلام تشانل» التلفزيونية، ومقرها داخل لندن. ويشمل يوم العمل بالنسبة لي أعمال بحث للبرامج التاريخية «تايم لاين» (جدول زمني). كما أكتب وأنتج البرنامج اليومي «ذيس داي إن هيستوري» (حدث في مثل هذا اليوم).

* نود أن نتعرف على حياتك التعليمية والمهنية.

- درست من أجل الحصول على درجة الليسانس في السياسة من جامعة كوين ماري أوف لندن. وبعد أن تخرجت في يونيو (حزيران) 2010 بدأت العمل بمحطة «إسلام تشانل».

* إلى أي مدى يعتبر العمل داخل «إسلام تشانل» شيئا مهما في حياتك؟

- أنا محظوظة لأنني حصلت على فرصة عمل داخل «إسلام تشانل». أعمل هنا منذ 7 أشهر حتى الآن، وقد تعلمت الكثير. وقد عملت مع عدد من المحررين والمنتجين الرائعين. وحاليا، أسعى إلى الحصول على درجة الماجستير في السياسة بمنطقة الشرق الأوسط، وآمل أن أدرس كجزء من الوقت وأستمر في العمل معا. وآمل أيضا أن يكون الهدف من البرامج المنتجة في محطتنا وأشرف عليها دفع الناس العاديين إلى التفكير في الإسلام وقيمه الرائعة، والبحث أكثر عن جذور هذا الدين العظيم.

* أين كنت تعملين قبل الالتحاق بـ«إسلام تشانل»؟

- هذه هي أول وظيفة أعمل بها لدوام كامل بعد أن أتممت دراستي الجامعية.

* هل لك أن تخبرينا عن «إسلام تشانل»، وتطلعينا على البرامج وعدد ساعات البث اليومية؟

- يمكن مشاهدة «إسلام تشانل» على «أسترا» و«تلستار» و«هوت بيرد»، أو على موقع www.islamchannel.tv.

* هل ترين أنه من الصعب العمل داخل مناخ إسلامي؟

- مطلقا، بل أجد نوعا من الترحيب والود في العمل، فهناك أفراد من مختلف الديانات يعملون هنا، وأرى أنني محظوظة لأنني تمكنت من العمل مع هذا المزيج من الأفراد.

* هل ترين أن القناة نجحت في تعزيز التفاهم بين المجتمعات الإسلامية في الغرب ومنطقة الشرق الأوسط؟

- أعتقد أن «إسلام تشانل» تلعب دورا مهما في تثقيف الأفراد، سواء داخل بريطانيا أو خارجها. ونهدف إلى تقديم شيء بديل للعالم يختلف عما يقدم في وسائل الإعلام الشائعة. ومن أهدافنا الرئيسية أن نقدم لمشاهدينا رؤية موضوعية للأحداث العالمية. وأعتقد أننا نقف في مقابلة ما أراه، شخصيا، إعلاما يعادي المسلمين بصورة متزايدة. وقد كانت «إسلام تشانل» عنصرا مهما في إشراك المواطنين في الحوار. ويمكن لغير المسلمين العودة إلى القناة، والتعرف على الإسلام حقيقة. وقد لعبت القناة أيضا دورا مهما في تعزيز فعالية الوحدة والسلام العالمي، وهي فعالية سنوية تهدف إلى جمع الناس من مختلف الأديان يحيطهم روح التسامح والتفاهم المشترك.

* هل فكرت يوما في التحول إلى الدين الإسلامي على ضوء البيئة الإسلامية المحيطة بك؟

- بدأ اهتمامي بالدين الإسلامي في الـ17 من عمري، ودائما ما كنت أسعى للتعرف على المزيد حول الدين الإسلامي. وبدأت قراءة القرآن بعقلي وقلبي. ويتمثل الشيء الجيد في العمل داخل القناة في أنه دائما هناك أفراد يجيبون عن التساؤلات التي لديَّ، ولقد سافرت إلى عدد من دول منطقة الشرق الأوسط مثل فلسطين ولبنان، مما جعلني أقترب من فهم مشكلات المنطقة، وما تمر به من أزمات.

* هل لاحظت أي تغير في موقف البريطانيين تجاه الشرق الأوسط أو المسلمين؟

- أعتقد أنه في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) تصاعد الخطاب المعادي للمسلمين في وسائل الإعلام، وأعتقد أن ذلك يمثل انعكاسا لسياق سياسي أوسع متعلق بـ«الحرب على الإرهاب» والسياسة الأجنبية الغربية. وبالنسبة إلى قضايا مثل أفغانستان والعراق وفلسطين، أعتقد أن الكثير من وسائل الإعلام تلتزم الصمت بصورة مخزية، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالحديث عن دور الغرب. وأعتقد أن العمل الذي تقوم به «إسلام تشانل» من أجل مواجهة هذا الأمر مهم للغاية، فمن المهم أن نقدم خطابا بديلا عن هذا وأن نعمل من أجل منع الهجوم الفكري على الإسلام، لكن كان هناك أيضا تحول إيجابي داخل بريطانيا. ومن خلال عمل تقوم به منظمات شعبية والحركة المناهضة للحرب والكثير من المؤسسات الأخرى، أعتقد أن هناك أعدادا متزايدة من الأفراد غير راغبين، ببساطة، بقبول الإطار الرسمي الذي تفرضه الحكومة. وعلينا أن نفخر بأن لندن حاليا من بين المراكز الكبيرة للحملات المؤيدة للفلسطينيين، وهذا شيء نفخر به جميعا. وفي تقرير نُشر مؤخرا من مؤسسة بحثية إسرائيلية ذُكرت لندن كتهديد رئيسي للدولة الإسرائيلية بسبب تحالف بين المسلمين واليسار، وفي رأيي يعتبر ذلك شيئا إيجابيا.

* ما الجمهور الذي تستهدفونه؟

- نبث برامجنا في مختلف أنحاء العالم؛ فنحن أول قناة تلفزيونية باللغة الإنجليزية في العالم على مدار الساعة، وأهم قناة إسلامية داخل أفريقيا. ونعتبر القناة المتخصصة الفئوية الأكثر مشاهدة داخل المملكة المتحدة؛ حيث تجذب القناة 59% من المسلمين البريطانيين (بحسب ما أفادت به دراسة لوزارة الداخلية البريطانية).

* ما الفئة التي تتابعكم في الأغلب؟ ومن تعتبرونه المنافس الرئيسي لكم؟

- أغلبية مشاهدينا من المسلمين، لكننا نعمل من أجل جذب الجمهور من غير المسلمين، ونحاول أن نقدم أنفسنا كبديل والدخول في منافسة مع الاتجاه العام، وهناك مؤتمرات سنوية شارك فيها مسلمون وآخرون من أصحاب المعتقدات الأخرى وكان الهدف منها التقريب بين المذاهب وأصحاب الديانات الأخرى، ولاقت قبولا غير مسبوق من الجميع.

* ما البرامج التي تفضلينها بصورة شخصية؟

- عندما أشاهد التلفزيون أفضل الأفلام الوثائقية، والبرامج التي تتناول الشؤون الحالية والوثائق التاريخية. ويعتبر عمل جون بلغر، بالنسبة لي، من أفضل الأعمال التلفزيونية المتاحة حاليا، لا سيما أفلامه الوثائقية عن أميركا اللاتينية.

* عندما تكونين في المنزل، هل تشاهدين «إسلام تشانل»؟

- في بعض الأحيان أشاهد القناة عندما أكون في المنزل، لكن من الواضح أنني أقضي اليوم كله داخل العمل؛ لذا أشاهد مقتطفات حينها.

* من أشهر المذيعين داخل القناة؟

- جون ريز، مؤسس ائتلاف «أوقفوا الحرب»، ويقدم «تايم لاين».

فيل ريز، المنتج السابق بـ«بي بي سي» والمتخصص في العلاقات الدولية، ويقدم برنامج «ذي وورلد ذي ويك» (العالم هذا الأسبوع).

جوناثان ستيل، كاتب عمود بصحيفة «الغارديان» والمؤلف ومراسل الشؤون الخارجية، ويقدم برنامج «ويك إن بارليامنت» (أسبوع داخل البرلمان).

سلمى يعقوب، رئيسة بحزب الاحترام وعضو مجلس برمنغهام، وستبدأ قريبا العمل كمذيعة لدى القناة.