أليستر كامبل.. من أروقة «داونينغ ستريت» إلى صفحات «تويتر»

عاد للصحافة من خلال 140 حرفا.. بعد سنوات سياسية صاخبة

أليستر كامبل (إ.ب.أ)
TT

على الرغم من غيابه عن الساحة السياسية البريطانية رسميا منذ سبتمبر (أيلول) 2003، فإن الناطق باسم الحكومة البريطانية السابق أليستر كامبل ما زال يستمتع بإلقاء التصريحات ومراقبة الأحداث البريطانية الداخلية من السياسة إلى الرياضة. إلا أن كامبل اليوم يتحدث بصوته، بدلا من التحدث باسم الحكومة البريطانية، كما أنه لم يعد يتحدث من منصة المتحدث باسم الحكومة البريطانية من مقرها في «10 داونينغ ستريت»، بل يدلي بآرائه عبر فضاء الإنترنت من خلال موقع «توتير» الإلكتروني وصفحاته.

وتعليقات كامبل تمزج بين الرأي السياسي، الذي ما زال منسجما مع حزب العمال المعارض، والأوضاع البريطانية العامة، خاصة الرياضة. فعند كل مباراة كرة قدم لنادي «برلني» الذي شجعه كامبل منذ أن كان في الرابعة من عمره، تنهال تعليقات كامبل عبر «تويتر» حول المباراة ونتيجتها.

وربما الحيز الأكثر الذي يعتمد كامبل عليه اليوم هو التواصل مباشرة مع قراء تعليقاته على «تويتر» وردوده السريعة على رسائلهم إليه. كما أنه يخصص موقعه الإلكتروني الذي يحمل اسمه للمقالات والتعليقات المطولة، لكن حركته على «تويتر» أسرع وتيرة.

ومن خلال 140 حرفا، وهو الحد الأقصى لأية رسالة ترسل عبر «تويتر»، استطاع كامبل أن يعيد تواصله مع الشعب البريطاني وقراء حول العالم بعد صمت دام سنوات عقب استقالته من منصبه الحكومي في سبتمبر 2003.

واشتهر كامبل عالميا بعدما أصبح الناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، لكنه كان معروفا في المملكة المتحدة بسبب عمله الصحافي، حيث أصبح كاتب الرأي الأساسي في صحيفة الـ«ميرور» بعد أن كان قد التحق إليها كمتدرب عام 1982. وكان كامبل في أوج نجاحه الصحافي عندما طلب رئيس حزب العمال حينها توني بلير منه أن يصبح سكرتيره الصحافي عام 1994، ليساعده على الفوز في انتخابات عام 1997 وعودة حزب العمال لحكم بريطانيا.

ومن المثير أن كامبل قليلا ما يشير من خلال تعليقاته على موقع «تويتر» إلى ماضيه السياسي الذي يعمل على تخليده من خلال سلسلة من الكتب التي صدر الجزء الأول منها عام 2007 ومن المتوقع أن تنشر سلسلة كاملة في الأشهر المقبلة.

ولدى كامبل 367.54 «تابعا» على موقع «تويتر» يواصلون تعليقاته اليومية، بينما يتابع هو 3499 من مستخدمي الموقع، منهم الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية بي جي كراولي وزوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون، سارة براون. كما أنه يتابع عالم الفن والرياضة من خلال متابعته لتعليقات الممثل كيفين سبيسي ووكيل لاعبي كرة القدم من مانشستر بيتر موريسون.

ويمزج كامبل بين شغفه السابق بالصحافة وخبرته السياسية في التواصل المباشر مع قرائه، كما أصبح من أكثر الوجوه المعروفة المؤيدة لحزب العمال التي يمكنها أن توصل رسالة للشعب البريطاني. فحتى الذين لا يتفقون معه، وهم كثيرون بسبب أسلوبه الجاف والعداءات التي خلقها خلال عمله في مكتب رئيس الوزراء، يهتمون بالاستماع إلى آرائه بسبب قدرته على بلورة الأفكار التي تهم الشارع البريطاني.