لبنان و «الشرق الأوسط»

المراقب الصحفي

TT

إذا كانت السعودية هي قلب الوطن العربي ومصر رئته، فإن لبنان هي خاصرته، وما يجري في بيروت بسبب أزمة تشكيل الحكومة يقلق عددا من الدول العربية لأسباب عديدة، الأمر الذي يستدعي تغطية صحافية متوازنة وعميقة للقارئ العربي. العدوان الإسرائيلي الذي دمر بيروت عام 2006 والذي عللت القوات الإسرائيلية أسبابه بتحرشات حزب الله، يجعل من لبنان محط أنظار الأقطار العربية والمجتمع الدولي، لأن بيروت هي ضلع من أضلاع الاستقرار في المنطقة.

وإننا لنرقب أحداث لبنان لنضع أيدينا على قلوبنا، ونتطلع إلى تغطية صحافية متوازنة تعكس المشهد اللبناني، وتحديدا من خلال «الأخبار الخاصة». وذلك على غرار التصريح الخاص لرئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي الذي أدلى به لصحيفة «الشرق الأوسط»، قبيل توليه رئاسة الوزراء، وقال فيه إنه «لا فائدة من المقاطعة» وإنه «ترشح للتوافق» وإنه «ما دام الهدف واحدا فلن نختلف على الوسيلة». ونفى «وجود أي شروط مقابل ترشيحه». ولم تكن هذه القطعة الصحافية الخاصة الوحيدة خلال الأسبوع المنصرم حيث كتب مراسلو «الشرق الأوسط» 35 موضوعا خاصا عن لبنان من أصل 58 موضوعا نشرته على ما يبدو وكالات أنباء، أي بنسبة 60 في المائة للمواضيع الخاصة بالصحيفة. ومن المواضيع الخاصة أيضا تصريحات مقتضبة لـ«الشرق الأوسط» من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزير خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل. بشكل عام، المواضيع الخاصة يجب أن تكون محايدة إلى حد كبير. وإننا ندرك أن لكل صحيفة في العالم توجهها، وكما ذكر رئيس تحرير«الشرق الأوسط» بجرأة بأن «الإعلام انتقائي بطبعه»، فإن هذا لا يلغي أهمية أن يحظى القارئ بمادة صحافية متوازنة للأحداث الجارية في لبنان. ربما لاحظ القارئ المتابع، كيف تسارعت أحداث أربعة ملفات عربية رئيسية خلال شهر واحد، وهي أحداث تونس والسودان ولبنان ومصر. ولا شك أن مهمة صحيفة يومية لن تكون سهلة أمام طوفان الأخبار اليومية الساخنة، الأمر الذي يستدعي التوازن في عرض العناوين الرئيسية بحسب أهمية الحدث من ناحية صحافية بحتة، وينعكس ذلك أيضا على العرض التفصيلي بالصفحات الداخلية.

ولأننا في عصر مختلف إلكترونيا، فإنني أدعو زملاءنا الصحافيين إلى المتابعة الحثيثة لما يتداول في مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيس بوك» من معلومات مذهلة وحية، فهما مليئان بالأفكار التي قد تكون نواة لتقرير صحافي مميز، لأنها نابعة من نبض الشارع.