«تومسون رويترز» تغير رئيس تحريرها

مساع لتوحيد الموارد الكبيرة للشركة وجعلها المصدر الرئيسي للخدمات الإخبارية في العالم

الرئيس الجديد لـ«تومسون رويترز» ستيفن أدلر يتحدث إلى معاونيه ( رويترز)
TT

عينت «تومسون رويترز كورب» ستيفن أدلر رئيسا جديدا للتحرير لـ«خدمة رويترز الإخبارية» ليصبح المسؤول التنفيذي السابق في مجلة «بيزنس ويك» مسؤولا عن كل نشاط الأخبار في الشركة.

وحل أدلر «56 عاما» محل ديفيد شليزينجر «50 عاما» الذي سيعود إلى الصين التي بدأ فيها حياته المهنية ليتولى منصب رئيس «تومسون رويترز تشاينا» بعد أن أمضى 24 عاما في شركة «رويترز العالمية للأخبار والمعلومات».

تأتي هذه الخطوة ضمن سياسة تهدف إلى توحيد الموارد الكبيرة للشركة التي تكونت من خلال صفقة قيمتها 16 مليار دولار عام 2008 استحوذت فيها «تومسون كورب» على «وكالة رويترز للأنباء» التي تأسست قبل 160 عاما.

وقال أدلر في مذكرة للعاملين أول من أمس «هدفنا هو تعزيز مهمة جعل تومسون رويترز المصدر الرائد للأخبار والخدمات الإخبارية في العالم».

وأكسب الاندماج «رويترز» التي تعمل تقليديا في مجال المعلومات والبيانات المالية عملاء جددا في مجالات مهنية منها القانون والرعاية الصحية والمحاسبة.

وانضم أدلر إلى «رويترز» عام 2010 رئيسا للمحتوى التحريري للعملاء في مجالات مهنية. وقالت الشركة إن تعيينه رئيسا للتحرير للإشراف على قرابة 3000 صحافي في أنحاء العالم يدخل حيز التنفيذ ابتداء من اليوم.

وقال أدلر، الذي سيشغل أيضا منصب نائب الرئيس لقطاع الأخبار في «تومسون رويترز» خلال مقابلة «ستكون هناك مؤسسة إخبارية لخدمة كل القطاعات المهنية. الهدف هو الحصول على مؤسسة موحدة للأخبار».

يأتي التغيير في قمة «أخبار رويترز» في وقت تواجه فيه منافسة لم يسبق لها مثيل من آلاف المصادر على الإنترنت التي غيرت شكل صناعة الإعلام في العالم ومن منافسين تقليديين مثل «بلومبرغ إل. بي» و«داو جونز» التابع لـ«نيوز كورب».

وقال كين دكتور محلل شؤون الإعلام في «أوتسيل للأبحاث» «هذا المزيج من أخبار الأعمال وأخبار المستهلكين أمر تحاول رويترز أن تضع له تصورا مثلما تفعل داو جونز وبلومبرغ».

وسيتولى أدلر، بصفته رئيس قطاع أخبار المجالات المهنية في «تومسون رويترز» الذي يخدم شركات القانون والرعاية الصحية والضرائب، الإشراف على فريق من الصحافيين يستخدم قاعدة البيانات العريضة في الشركة لإعداد تحقيقات صحافية.

وقال أدلر إن أحد تلك التحقيقات كان يتعلق بالبحث في بيانات خدمة ويستلو للأبحاث القانونية التابعة لـ«تومسون رويترز» لتحديد مدى مساهمة الزيادة في استخدام المواقع الاجتماعية والمدونات على الإنترنت في إلغاء المحاكمات ونقض الأحكام القضائية.

وأضاف «بدون قاعدة البيانات تلك لم نكن لنستطيع أن نفعل ذلك».

كان أدلر يعمل قبل انضمامه إلى «تومسون رويترز» بمجلة «بيزنس ويك» التي شغل فيها منصب كبير المحررين على مدى خمس سنوات فازت خلالها المجلة بأكثر من 100 جائزة صحافية. وترك «بيزنس ويك» بعد أن اشترت «بلومبرغ» المجلة التي كانت تعاني ضائقة مالية.

وقضى أدلر قبل عمله في «بيزنس ويك» 16 عاما في صحيفة «وول ستريت جورنال»، حيث كان يرأس فريق التحقيقات الصحافية الذي فاز بثلاث من جوائز بوليتزر المرموقة (أكبر جائزة أميركية في مجال الصحافة).

واضطلع شليزينجر أثناء توليه منصب رئيس التحرير في «رويترز» بالإشراف على إطلاق خدمة «رويترز إنسايدر» الإخبارية المصورة على الإنترنت وخدمة «بريكينغ فيوز» للتعليق على الأخبار المالية، وإطلاق خدمة «رويترز أميركا» للأخبار العامة للمشتركين.

وقال أدلر «المنافسون يتدفقون على السوق وعلينا أن نكون أقوياء جدا في مساعدة الناس على فهم ما يجري».

وأوضح أن التغيير ليس «مرتبطا بالكلفة» وأنه لا يرى تداخلا يذكر بين الخدمات التحريرية للشركة التي تقدم للمهنيين ووكالة الأنباء. وذكر توم غلوسر، الرئيس التنفيذي للشركة، أن تعيين أدلر يؤكد أهمية الأخبار في سياسة عمل الشركة. وقال غلوسر في بيان «أكبر آمالي وأهدافي بخصوصه هو أن نزيد إلى الحد الأقصى الوقت والموارد المخصصة للتميز الصحافي».

وأضاف «طورت رويترز سمعتها عندما لم يكن أحد يستطيع أن يفعل ما فعلناه. يجب أن نفعل ذلك مجددا».

* ستيفن أدلر

* وُلد سنة 1955، وكان رئيس تحرير «بيزنس ويك» الأسبوعية الاقتصادية من سنة 2005 إلى سنة 2009. ثم انضم إلى شركة «طومسون رويترز» في تلك السنة، بعد أن اندمجت «طومسون» و«رويترز». وقبل ذلك كان نائب مدير التحرير في صحيفة «وول ستريت جورنال» منذ سنة 1988 حتى سنة 2004. وقبلها كان رئيس تحرير مجلة «لويار» (المحامي) من 1983 إلى 1988.

وهو متزوج من ليزا غرونوالد، الكاتبة التي شاركها في تأليف كتب، منها: «رسائل من القرن الأميركي» و«خطاب نسائي من الحرب الثورية (حرب الاستقلال)».