منتجة تلفزيونية تسعى لتقديم برنامج «ستار 8 توك» في أفريقيا

لخفض النفقات ستشجع المشاهدين على الاتصال عبر برنامج «سكاي بي» وإرسال التعليقات عن طريق «فيس بوك»

خطة لتقديم برنامج «ستار 8 توك» في جنوب أفريقيا بأقل التكاليف (أ. ف. ب)
TT

خطة عمل نوما راديب، سيدة الأعمال الجنوب أفريقية بسيطة: رواية قصص أفريقيا. وتعتزم المديرة التنفيذية لشركة الإنتاج التلفزيوني والمشاركة في تأسيسها، تحقيق ذلك من خلال إطلاق أول برنامج يبث على الهواء مباشرة، وهو «ستار 8 توك» برنامج حواري من وإلى الشباب. تقول نوما إن الشباب الذين لا يتمتعون بخبرة في العمل بالتلفزيون سيعملون مع خبراء يتمتعون بروح الشباب في البرنامج من خلال اختيار مواضيع وطرح أسئلة على الهواء من المشاهدين عن كل شيء، بدءا من حمل المراهقات وصولا إلى التغير المناخي.

وقالت في أول محاولة للظهور على الهواء: «إنها مخاطرة كبيرة». واشترت مؤسسة البث الجنوب أفريقية 13 حلقة، مدة كل منها 24 دقيقة، ومنحت نوما ميزانية قدرها 3500 راند (نحو 500 دولار) للدقيقة، وهو مبلغ ضئيل للغاية بحسب المعايير في البلدان الأخرى وحتى في جنوب أفريقيا.

ولخفض النفقات سوف تشجع نوما المشاهدين على الاتصال من خلال برنامج المحادثة «سكاي بي» أو إرسال التعليقات عن طريق موقع «فيس بوك» أو عبر الرسائل القصيرة مستخدمين المواقع الاجتماعية الجديدة بطريقة جديدة نسبيا لمؤسسة البث الجنوب أفريقية. كذلك أحسنت استغلال بعض الوسائل التكنولوجية الجديدة الرخيصة، مثل خاصية تسجيل المقاطع المصورة في الكاميرات الرقمية في تسجيل مقاطع مصورة تصاحبها موسيقى لحلقة عن الموسيقيين الأفريقيين التقليديين التي أنتجتها لحساب مؤسسة البث.

قال برافين غوردن، وزير المالية، في خطابه عن الميزانية خلال الأسبوع الحالي: «نقدم إلى الشباب الباحث عن عمل أملا حقيقيا في وقت يخيم فيه اليأس على الأجواء»، مشيرا إلى بحث حكومي يوضح أن نسبة سكان جنوب أفريقيا العاطلين، رغم وصولهم إلى سن العمل الذي يتراوح بين 18 و29، تبلغ 42 في المائة.

وتأمل نوما مع انطلاق برنامجها أن تقوم بدورها في تقديم جيل جديد من سكان جنوب أفريقيا إلى التلفزيون، حيث تقول إنها ترغب في تقديم فرص مثلما منحت فرصا عند بدايتها العمل.

في أول الشهر الحالي، كانت نوما توضح هدفها في تشجيع الأفريقيين على أن يصبحوا «الأوصياء على ثقافتنا» أمام جمهور كان من بينه غراكا ماتشيل، الناشطة في مجال تنمية المرأة وزوجة الرئيس السابق نيلسون مانديلا. وكان من بين الحضور الذين تمت دعوتهم من قبل منظمي برنامج التنمية والمركز الأفريقي المستقل للنوع والسلام والتنمية ومقره في السنغال ومعهد الأعمال الإسباني «إنستيتيوتو دي إمبريسا» والحكومة الإسبانية أيضا مديرو مصارف ومستشارو استثمار.

وقالت ماتشيل لراديب وعدد آخر من سيدات أعمال من ضمنهن صاحبة فندق من رواندا وصاحبة مزرعة خنازير من الكونغو وصاحبة مصنع أثاث من ليبريا: «يجب أن تكون أحلامكن كبيرة، ويجب أن تحققنها على نطاق واسع، ويجب أن تصبحن كبيرات». وقالت بينيتا ديوب من المركز الأفريقي للنوع والسلام والتنمية، إن الفئة الأولى المستهدفة في المشروع جمعت بين مجموعة من السيدات القويات والمثابرات، مشيرة إلى أن نوما «سيدة أعمال ذكية ولديها رؤية».

كانت نوما هادئة، رغم أن توتر نبرتها في حديثها مع مستثمرين محتملين، بعد أسبوع في قاعة الاجتماعات في مؤسسة البث الجنوب أفريقية. وتناقشت مع شريكها في العمل، ليتشابا نثازي، ومعاونين آخرين بشأن طاقم العمل واستوديوهات التصوير والدعم الفني لبرنامج «ستار 8 توك» مع مسؤولين تنفيذيين لمذيع الدولة.

لقد كانت رحلة طويلة بالنسبة إلى امرأة بدأت حياتها المهنية بالمصادفة من خلال العمل في برنامج أطفال منذ 10 سنوات. ثم عملت نوما كسكرتيرة بعد اجتياز دورة تعليمية في النشر بمدرسة فنية. وتقول نوما إنها كانت تدرك وقتها المهنة التي عليها أن تسعى إليها، وهي المهنة التي تسمح لها بالسفر. وتقدمت هي وصديقتها التي كانت تعمل سكرتيرة هي الأخرى في شركة إنتاج تلفزيوني للعمل كمضيفات طيران. وعندما قبلت شركة الطيران طلب الوظيفة الذي قدمته صديقتها، قدمت نوما طلبا لشغل الوظيفة التي باتت شاغرة في شركة الإنتاج.

كانت نوما ترد على الهاتف، لكنها كانت تزور استوديوهات التصوير وتساعد في ترتيب الخزانات، فتعلمت الصنعة. وعملت بعد ذلك بشكل حر، وفي عام 2006 أنشأت شركة «ليبس ميديا أند بروداكشنز» بالاشتراك مع ليتشابا الذي عملت معه في أحد البرامج الحوارية.

وتقول نوما إنها كانت تقبل أي فرصة عمل تتوفر لها في البداية، أما الآن فهي تركز على البرامج التي يمكنها أن تساعد المشاهدين في جنوب أفريقيا، الدولة التي يبلغ عدد اللغات الرسمية بها 11 لغة، والتي توحدت حديثا بعد عقود من سياسة التفرقة العنصرية، على فهم تاريخهم وثقافتهم على نحو أفضل. وتوضح قائلة: «الإعلام وسيلة ينبغي أن تستخدم بحرص شديد لقوة تأثيرها. بعد أن تقدمت في العمر وأصبحت أكثر نضجا، بدأت أدرك أهمية رواية قصصنا».

برنامج الموسيقى التقليدية الذي تنتجه شركة «ليبس ميديا أند بروداكشنز» يسلط الضوء على الفنانين الذين تم تجاهلهم كثيرا. وقد اكتشف فيلم وثائقي روح العمل الجماعي من أجل مصلحة المجتمع. ومن ضمن المشاريع أيضا أفلام لمخرجين أفريقيين شباب تعرض على شاشة التلفزيون.

وتعتبر نوما أوبرا وينفري مصدر إلهامها، حيث تقول إن الأميركيين استعانوا بالتلفزيون لتغيير الحياة، وإن السؤال الذي يدور في خلدها الآن هو: «هل أستطيع الوصول إلى ذلك المستوى؟».

تعد نوما، التي تمتلك 51 في المائة من الشركة مما يمنحها حق الإدارة، نفسها شريكا يتمتع بفكر السوق، في حين يمثل ليتشابا قوة الإبداع. لكنها اعتادت أن يطرح العملاء الأسئلة الخاصة بالميزانية على الرجل. وتقول: «لا أمانع من ذلك لأن الاتفاق بيني وبينه، وكل يعرف دوره». وتؤكد نوما رضاها عن الجلوس دون حديث خلال الاجتماعات وتصنيف التفاصيل فيما بعد. وتقول نويل نغوبيني، مستشارة تنمية العمل، إنها شاهدت نوما في العمل وتساءلت ما إذا كانت تستطيع أن تصبح في مثل توهجها. وأضافت نويل التي كثيرا ما تعد نوما متحدثة باسم سيدات أعمال أخريات: «إن دبلوماسيتها هي أكثر ما أحبه فيها».

وتقدم مؤسسة «إنابليس» المملوكة لنويل، الاستشارات والتدريب والأموال إلى المشاريع الصغيرة في الدول النامية. وفي عام 2007 بعد عملية صعبة تم فيها اختيار 4 آلاف متقدم من ضمن 100، قدمت المؤسسة مليوني راند (280 ألف دولار) كقرض. لكن نوما رفضت الأموال وقالت إن ما يحتاجه مشروعها من «إنابليس» هو التدريب والدعم الفني. وبعد أن تقلصت قائمة المرشحين لتشمل 10 فقط تم اختيارهم لمقابلة مستثمرين في المشروع السنغالي - الإسباني، لم تطلب نوما مالا بل أشخاص يمكنهم مساعدتها في دخول أسواق التلفزيون خارج جنوب أفريقيا. وقالت: «هل أنا مستعدة؟ هذا ما سوف يحدده الزمن».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»