«ألبريتون» تقلص عدد العاملين بعد إعادة هيكلة موقع TBD.com الإلكتروني

ينتظر أن ينافس مثل «واشنطن بوست» خلال فترة تتراوح بين 3 و5 سنوات

توقعات بمنافسة موقع TBD.com لصحيفة «واشنطن بوست» في الأخبارالمحلية
TT

بعد ستة أشهر من بدء تجربة جديدة جريئة في جمع الأخبار المحلية، يظل مصير موقع TBD.com معلقا. فبعد الإعلان عن تقليص العمالة وإجراء عملية إعادة هيكلة متكاملة يوم الأربعاء الماضي، سوف يصبح الموقع الذي مقره في مقاطعة أرلينغتون موقعا صغيرا وحيدا يركز على وسائل الترفيه المحلية والموضوعات الخفيفة الخاصة بأساليب الحياة، أي كل الموضوعات التي كانت مستبعدة عند بداية انطلاقه التي جذبت أنظار العالم خلال الصيف الماضي.

وموقع TBD.com من بنات أفكار روبرت ألبريتون، الرئيس التنفيذي لشركة «ألبريتون كوميونيكيشينز». من المفترض أن يفعل هذا الموقع لأخبار واشنطن ما فعلته صحيفة وموقع «بوليتيكو» الإلكتروني لألبريتون في التغطية السياسية. لذا سيكون أسرع وأذكى وأكثر إبداعا من المنابر الإخبارية الأخرى التي تستعين بشبكة الإنترنت والبث الإذاعي وقنوات الكابل. سوف يجمع الموقع الأخبار بطريقته الخاصة ثم يوفر روابط تصل بالمدونات الحليفة المستقلة ودمجها مع خصائص ألبريتون الإخبارية وقناة «دابليو جيه إل إيه» (القناة السابعة) وقناة الكابل الإخبارية «نيوز تشانيل 8».

وقال ألبريتون إن الموقع الإلكتروني TBD.com سوف يحقق أرباحا ويصبح قادرا على منافسة كيانات إخبارية أخرى كبرى مثل «واشنطن بوست» على الأرجح خلال فترة تتراوح بين 3 و5 سنوات. لكن بات هذا غير محتمل الآن، مع اتجاه الموقع الإلكتروني نحو التخلص من عدد كبير من طاقم التحرير الذي يبلغ عدد أفراده 23 وكذلك تقليص قدرات جمع الأخبار المحلية بعد عملية إعادة الهيكلة التي بدأت يوم الأربعاء الماضي. لكن سينقل بعض العاملين إلى موقع إلكتروني جديد هو WJLA.com وهو الذي تخلى عنه ألبريتون الصيف الماضي في محاولة لتقوية عمل الموقع الإلكتروني TBD.com.

وبحسب إريك ويمبل، الذي سيظل في منصبه كمحرر للموقع، بحلول الأسبوع القادم، سيكون عدد المحررين والمراسلين العاملين في الموقع الإلكتروني ثمانية وسيركزون على الموضوعات الفنية والترفيهية والخاصة بأساليب الحياة. وطبقا لبعض المؤشرات الداخلية، كان الموقع مزدهرا، حيث جذب الكثيرين خلال فترة قصيرة. ففي يناير (كانون الثاني)، أي بعد خمسة أشهر فقط من انطلاقه، وصل عدد زائريه إلى 1.5 مليون أي ضعف العدد في ديسمبر (كانون الأول) حيث كان 838 ألفا وتجاوز العدد الذي سجل في نوفمبر (تشرين الثاني) والذي بلغ 715 ألفا بحسب ما توضحه الإحصاءات الداخلية للموقع.

خلال الثلاثة أشهر الماضية، كان معدل تصفح موقع TBD.com أعلى كثيرا من مواقع إلكترونية أخرى تديرها محطات تلفزيونية محلية مثل «دابليو أر سي» (القناة الرابعة) و«دابليو يو إس إيه» (القناة التاسعة) و«دابليو تي تي جي» (القناة الخامسة) بحسب موقع Compete.com. لكن العائد أمر آخر، فقد عانى الموقع من مشكلة تحويل هذا العدد المتزايد من الزائرين إلى نقود. ويقول أحد العاملين بالموقع إن من أسباب ذلك قرار الشركة بإلغاء خطة مبيعات الإعلانات التي يقوم بها الموقع وإيكال هذه المهمة إلى مسؤولي المبيعات في قناة «دابليو جيه إل إيه» الذين كانوا أكثر اعتيادا على تسويق المساحات الإعلانية على التلفزيون والإعلانات الرقمية.

ويقول بيل لورد، مدير محطة «دابليو جيه إل إيه» الذي تم تسميته كرئيس لموقع TBD.com: «كان معدل زيارة الموقع يزداد لكن ذلك لم يكن يدرّ الكثير من الدخل ولم يكن يكافئ التكاليف الباهظة». ورفض لورد الحديث عن إحصاءات فعلية، لكنه قال إن «هناك هوة شاسعة» بين النفقات والعائدات.

يقول ألبريتون إن العاملين الحاليين والسابقين لم يدركوا نوع التكامل بين الكيانات الإعلامية المحلية المملوكة للشركة التي كان يفترض به أن يكون هو ما يميز الموقع الإلكتروني. واستاء المديرون الحاليون والسابقون في قناة «دابليو جيه إل إيه» من العملية الجديدة لأنها كانت تعني خسارة الموقع الذي كان وسيلة ترويجية لعمل المحطة التلفزيونية على عكس موقع TBD.com. وانزعج البعض في المحطة التلفزيونية الخريف الماضي عندما تأخر نشر سلسلة من التقارير التي أعدتها جنيفر دونالان عن الأزمة القلبية التي أصيبت بها على موقع TBD.com.

كذلك أثار قرار الشركة للاستثمار في إطلاق الموقع استياء البعض في المحطة بعد تثبيت رواتبهم عام 2008. وقال أحد المديرين رفض الكشف عن اسمه: «لقد رأوا أموالا تدفع لتمويل ذلك الموقع في حين أنها كان يمكن أن تساعد في زيادة رواتبهم».

وأوضح أحد العاملين في «دابليو جيه إل إيه» العلاقة بين محطة التلفزيون ومدير الموقع الإلكتروني بدت كـ«مقاومة صريحة وازدراء متبادل». ونتيجة للجدل الذي أثير حول توجه الموقع حدث انشقاقان كبيران. في نوفمبر غادر جيم برادي، المدير العام لموقع TBD.com والذي ساعد في تطويره محبطا. والجدير بالذكر كان برادي محررا تنفيذيا لموقع washingtonpost.com. ولحق به بول فولب، المحرر المسؤول عن الإدارة لموقع TBD.com، في يناير وانضم إلى فريق عمل صحيفة «نيويورك تايمز». وقد عمل كذلك في السابق بالموقع الإلكتروني لصحيفة «واشنطن بوست».

وفي مقابلة يوم الأربعاء، اقترح برادي أن الخطوات الخاصة بخفض التكاليف التي يتخذها ألبريتون لم تكن تعكس بوضوح الوضع المالي لكنها كانت تتعلق بأمور مالية في الشركة الأم. وقال برادي: «لا يمكنك أن تمنح عملية ما فترة تتراوح من ثلاث إلى خمس سنوات ثم تصيبها في مقتل بعد ستة أشهر دون أن يكون هناك عامل خارجي. يعكس هذا أمورا أخرى تحدث في الشركة».

كانت عائدات وأرباح محطة «دابليو جيه إل إيه» و«نيوز تاشنيل 8» وموقع TBD.com أقل من المتوقع خلال الثلاثة أشهر الأخيرة من عام 2010 التي تقابل الربع الأول من السنة المالية لشركة «ألبريتون كوميونيكيشينز» على حد قول مديري الشركة. وتراجع عائد الثلاثة بنسبة 8 في المائة وكانت الأرباح دون الميزانية بنسبة 15 في المائة.

وحققت شركة «ألبريتون» الخاصة التي تمتلك محطات تلفزيونية تقدم خدماتها في ست أسواق في البلاد، أرباحا قيمتها 25.2 مليون دولار خلال العام المالي وهو ما يعد تحولا كبيرا بعد خسارة قدرها 5.6 مليون دولار العام الذي يسبقه بحسب وثائق لدى لجنة البورصة والأوراق المالية. وزاد نمو المبيعات بشكل كبير خلال العام المالي السابق بنسبة 11 في المائة تقريبا حيث وصلت إلى 201.2 مليون دولار.

لكن خلال الثلاثة أشهر الماضية أي الربع الأول من العام المالي الجديد، تراجعت حظوظها بشدة بحسب ما أوضحت الوثائق. وانخفض صافي ربح التشغيل من 12 إلى 9 ملايين دولار بنسبة 25 في المائة بحسب تقرير الشركة.

ودحض لورد الطرح القائل بأن أمورا مالية أكبر لعبت دورا في اتخاذ قرار التخلص من موقع TBD.com الإلكتروني، حيث قال: «أداء الشركة ككل جيد». لكن لم يتسن الوصول إلى روبرت ألبريتون يوم الأربعاء للتعليق على ذلك.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»