مديرة أخبار «بريدجز تي في» الأميركي : انطلقنا كانت بعد هجمات سبتمبر.. ونسعى لتعزيز التفاهم بين الديانات والثقافات

توبا كيلجي لـ «الشرق الأوسط»: إرسالنا يعتني بكل فرد داخل الأسرة بدءا بالأطفال ووصولا إلى الأجداد

توبا كيلجي مديرة الأخبار في تلفزيون «بريدجز» (أ. ب)
TT

عادت الأضواء الإعلامية تتركز من جديد على تلفزيون «بريدجز» (الجسور)، بعد بدء محاكمة مؤسس المحطة الأميركي - الباكستاني مزمل حسن، مؤسس المحطة الفضائية ومديرها الذي ذبح زوجته في استوديوهات القناة قبل عدة سنوات، صاحبة فكرة إنشاء المحطة هي الزوجة، آسيا حسن، وكانت قد تخصصت في التكنولوجيا. وممول الفكرة كان زوجها الذي كان أثرى من العمل في بنوك. ولد الزوجان في باكستان، وأسسا معا القناة التلفزيونية «لمواجهة الصور السلبية عن المسلمين بعد هجوم 11 سبتمبر (أيلول) سنة 2001».

وفي بافالو (بولاية نيويورك) كانت المحاكمة تلفزيونية أيضا، وفي المحكمة، قال ايري بونانو، مساعد المدعي الحكومي هناك، إن حسن طعن زوجته أربعين مرة قبل أن يقطع رأسها. وهذا يدل على أنه «مصاب بعقدة الهيمنة والسيطرة». وقال إن الزوجة، آسيا حسن، كانت طلبت الطلاق قبل ذلك بأسبوع. ويعتبر مركز تلفزيون «بريدجز» (الجسور) أول قناة تلفزيونية مسلمة أميركية للبث باللغة الإنجليزية. وكان قدم العرض الأول في سنة 2004. وكان بطل العالم في الوزن الثقيل الملاكم محمد علي، اختير ناطقا رسميا للشبكة، ومما قال: «تلفزيون (الجسور) يعطي المسلمين الأميركيين صوتا خاصا بهم، وليشاهدها الأميركيون من جميع الأعراق والأديان». وأعرب عن رأيه بأن قناة تلفزيونية مثل «الجسور» كان طال انتظارها، وأنه لا بد من مزيد مثلها. وكتبت صحيفة «بافالو نيوز»، التي تصدر في المدينة نفسها التي بها تلفزيون «بريدجز»، آراء بعض قرائها، منها الآتي: كتب أحدهم: «ليس مزمل حسن مسلما متعصبا.. بل هو متعصب يؤمن بالإسلام».

وكتب ثان: «ما هو الجديد؟». وكتب ثالث: «قلبي على الأطفال. قالت لهم والدتهم إنها ذاهبة إلى مكتب والدهم، ثم ستعود وتأخذهم للعشاء في مطعمهم المفضل. لن يروها أبدا!».

وطبعا، أدانت المنظمات الإسلامية الأميركية، مثل مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، ومركزه في واشنطن، ذبح مزمل حسن زوجته. وقال إن هذا ليس من الإسلام في شيء. «الشرق الأوسط» توجهت إلى مديرة البرامج الإخبارية في المحطة التي رفضت التعليق على المحاكمة وتأثيرها على مستقبل المحطة باعتبار أن القضية ما زالت في المحكمة وفي يد العدالة، وأجرت معها هذا الحوار:

* هل يمكن أن تخبرينا قليلا عن نفسك؟

- اسمي توبا كيلجي، وأعمل مديرا لشؤون الأخبار في «بريدجز تي في»، التي يوجد مقرها في بافالو بنيويورك. وأعمل رئيسا لمجلس إدارة منظمة غير هادفة للربح تدعى «غراوند ورك بفالو» تعنى بزراعة الأراضي الخراب واستغلالها على نحو يفيد المجتمع. وأستمتع بالقراءة وقضاء الوقت مع أصدقائي وأسرتي. وقد عشت في كثير من الدول وأتحدث 3 لغات.

* هل يمكن أن تخبرينا قليلا عن تعليمك وحياتك المهنية؟

- نلت درجة الماجستير بمرتبة الشرف من جامعة بفالو في مجال الإدارة التنفيذية العام الماضي. وقد عملت لدى «بريدجز تي في» لقرابة 5 سنوات حتى الآن وبدأت العمل هناك في مجال الغرافيك وكمذيعة ببرنامج حواري ترفيهي. الآن، أعمل مديرا لشؤون الأخبار ومذيع الربط بنشرة الأخبار اليومية. قبل دخولي مجال العمل الإذاعي، عملت في مجالات التعليم والضيافة والمنظمات غير الهادفة للربح. كما درست أيضا الرسوم المتحركة والمسرح.

* ما مدى أهمية معرفة أكثر من لغة في عملك؟

- إنه أمر بالغ الأهمية، فنحن نعيش في مجتمع عالمي ومعرفة العديد من اللغات تعد أصلا من الأصول المهمة بغض النظر عن المكان الذي تعمل فيه. وإذا سنحت لي الفرصة، أحب أن أتعلم مزيدا من اللغات. بالنسبة إلى العمل داخل «بريدجز»، تساعدنا معرفة أكثر من لغة على متابعة قصص إخبارية مثيرة بمختلف أرجاء العالم من مصادر متنوعة ولا نقصر اهتمامنا على لغة واحدة.

* هلا قلت لنا المزيد عن «بريدجز تي في»؟

- إنها شبكة تلفزيونية خاصة ترمي لتعزيز التفاهم بين مختلف الديانات والثقافات، مع العمل في الوقت ذاته على تيسير التشارك في المعلومات بالنسبة إلى مشاهديها.

* هل تعتقدين أنها نجحت في تعزيز التفاهم بين الغرب من جهة، والشرق الأوسط وجنوب آسيا من جهة أخرى؟

- أعتقد أن هذا هدف رفيع للغاية ونحن نشكل جزءا مهما من جهود الوصول إلى هذا الهدف. داخل «بريدجز تي في»، نحاول خلق وعي بشأن العناصر الأساسية لأن تفهم الأسس أمر جوهري للدخول في أي حوار بناء بين الثقافات والديانات المختلفة.

* هل لاحظت أي تغييرات في التوجه الأميركي نحو الشرق الأوسط أو جنوب آسيا؟

- بالتأكيد أصبح هناك وعي أكبر بهذا الجزء من العالم ومع الزيارات الرسمية الأخيرة على مستوى الدول، أعتقد أن الأهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة جارية، مع زيادة معدلات السفر والهجرة. كما تبدلت التوجهات.

* من جمهورك المستهدف؟

- هذا سؤال رائع. إننا نحاول تحقيق توازن في برامجنا بين الذين يتحولون إلينا من أجل برامج توافق ثقافتهم وبين الراغبين في معرفة المزيد. وكثيرا ما نتلقى رسائل إلكترونية تفد إلى قسم الأخبار تشيد بنا لتغطيتنا المتوازنة.. الأمر الذي يجعل منا الخيار الذي يقبل عليه الراغبون في معرفة مزيد من المعلومات عن الشؤون الراهنة، من دون الانحياز إلى جانب بالضرورة.

* ما معدل المشاهدة؟

- تتوافر قناتنا في ملايين المنازل عبر أميركا. وباعتبارها قناة تهتم بأسلوب الحياة، فإنها تعنى بكل فرد داخل الأسرة، بدءا بالأطفال وصولا إلى الأجداد.

* ما الجهة التي تعتبرونها منافسكم الرئيسي؟

- باعتباري مديرا لشؤون الأخبار، لا أميل إلى التركيز على المنافسة لأنني أشعر بأننا نقدم خدمة قيمة. هناك الكثير من الأحداث تدور في العالم ويحتاج الناس إلى نيل مزيد من المعلومات حولها. وعليه، فإنه كلما تنامى أعداد من يوفرون المعلومات، فإن هذا يجعل مجتمعنا أفضل.

* إلى أي مدى تتوافر القدرة على مشاهدة قناتكم؟

- نعمل بجد على محاولة جعل القناة متاحة أمام أكبر حشد ممكن عبر مختلف الوسائل. قدرة مشاهدة قناتنا متاحة الآن عبر الولايات المتحدة من خلال مجموعة متنوعة من شركات تقديم خدمة الكيبل والقمر الصناعي. ويمكن العثور على قائمة كاملة منها عبر موقعنا www.bridgestv.com * ما نوعية البرامج التي تفضلينها شخصيا؟

- أقضي معظم يومي في متابعة الشؤون الجارية. وأعتقد أنه من الضروري متابعة ما يجري حول العالم كي يصبح المرء ذكيا ومطلعا على أخبار العالم. كما أستمتع بمشاهدة البرامج الكوميدية والخيال العلمي، في وقت فراغي عندما أستمتع بوقتي مع الأسرة والأصدقاء.

* هل تفضلين العمل كمذيع في برنامج حواري أو تقديم نشرة إخبارية؟

- هذا تساؤل مثير. كلا الأمرين مختلف للغاية. عندما أقدم نشرة الأخبار، فإن الأمر يتعلق بإيجاد الحقائق وتقديمها للجمهور من دون تحيز شخصي. خلال إجراء المقابلات، تتمتع بقدر أكبر قليلا من الحرية. وتحاول الكشف عن جوانب عدة من شخصية معينة وتصبح لديك قدرة على إلقاء نكات وبث قدر من شخصيتك في الحوار. وبصورة عامة، فإنني أتمتع بالأمرين معا.

* هل هناك شخصية إعلامية تحاولين محاكاتها أو تتطلعين نحوها كقدوة؟

- تعج الصناعة بالكثير من الموهوبين. إنني لا أعتبر نفسي في نفس الفئة كي أقارن نفسي بهم. أعتقد أنه لو اخترت شخصا فإنه سيكون أقرب إلى جون ستيوارت من «ديلي شو».. بعيدا عن المزحات التي يلقيها حول الشؤون الجارية، فإنه متفهم تماما للمشكلات التي يجابهها العالم. كما أنه يتمتع بنفوذ بين الشباب، وهو أمر لا يقدر بثمن.

* لو لم تعملي في المجال الإعلامي، ماذا كنت ستفعلين؟

- من الصعب الإجابة عن هذا التساؤل. لقد طرحته على نفسي مرارا وأعتقد أن الإجابة ستتبدل باستمرار.. ربما كنت سأفتتح مطعما لأنني أعشق الطهي، وخاصة الكاري، أو ربما كنت سأعمل في مجال المال لأنني استمتعت بدراستي لإدارة الأعمال. ولو كنت أملك الوقت والموارد اللازمة، كنت سأحب أن أكون جزءا من حل الكثير من المآسي التي أتناولها في برامجي.