شركة كابل تلفزيونية تسعى وراء إمكانية التحرك المرن لجذب الشباب

معتمدة على خطة تتوافق مع تغير الأزمنة والعصور بدلا من محاربتها

TT

هذه الوثيقة من أجل الاستخدام الداخلي في شركة «كومكاست» للكابل فقط، وينبغي عدم تسريبها، وينبغي تدمير هذه الوثيقة الاستراتيجية بالغة الأهمية فور الانتهاء من قراءتها، ومن الممكن أن تقع تداعيات مدمرة على نشاطنا التجاري حال سقوط هذه الوثيقة في اليد الخطأ؛ مثل «نيويورك تايمز» أو غيرها.

أعزاءنا الزملاء في «كومكاست»، هذا وقت عصيب لنشاطاتنا التجارية في مجال التلفزة، ذلك أننا نفقد مشتركين في الفترة الأخيرة، وينتمي غالبية من نفقدهم إلى الشباب أصحاب الشعر الطويل وعشاق الموسيقى الصاخبة، فهؤلاء لم يعودوا يشاهدون البرامج التلفزيونية عبر أجهزة التلفزيون، وإنما يشاهدونها عبر شبكة الإنترنت! مثلا؛ تتوافر حلقات مجانية من مواد تلفزيونية عبر «Hulu.com»، ويمكنهم تحميل أخرى من «آي تيونز»، علاوة على توافر عدد غير محدود من المواسم الماضية عبر «نتفليكس».

في الواقع، يشعر هؤلاء الأفراد بالفخر حيال إلغائهم خدمة تلفزيون الكابل، وهو توجه غير صحي.

وعلينا أن لا نكتفي بالجلوس ساكنين، بينما نراقب شبكة الإنترنت وهي تستقطع يوما بعد آخر وجودنا. كما أن علينا تجنب التحرك على النحو الذي سارت عليه صناعة الموسيقى، فنحن لن نقاضي الناس لمسايرتهم التيار التكنولوجي. إننا بحاجة للعمل على نحو يتوافق مع تغير الأزمنة والعصور، بدلا من محاربتها.

ربما نكون أكثر شركات الكابل التي يمقتها الناس، لكننا أيضا الأكبر. في الحقيقة، إن بمقدورنا فعل أي شيء نبغيه.

وعليه، فإننا عكفنا طيلة السنوات القلائل الماضية على محاربة التكنولوجيا بالتكنولوجيا. وبدأنا جهودنا ببناء موقع «xfinitytv.com»، الذي يعمل بمثابة أكبر «TiVo» على مستوى العالم. وبناء على خطة تتجاوز تكلفتها 58 مليون دولار شهريا، نتيح لمشتركي «كومكاست» إمكانية مشاهدة البرامج الحديثة عبر الإنترنت حينما يشاؤون، من دون تكبد مصاريف إضافية في الغالب.

ويتوافر لدينا 150.000 برنامج تلفزيوني وفيلم. ونحن في عملنا أشبه بـ«Hulu.com»، لكن مع اختلاف أننا نتعامل مع جميع الشبكات التلفزيونية الضخمة («إيه بي سي» و«سي بي إس» و«فوكس»، إضافة إلى 85 أخرى)، بينما يفتقر «Hulu.com» إلى الشبكات الكبرى مثل «سي بي إس» و«بي بي إس».

والمؤكد أن ما نملكه موارد هائلة. الناس لم تعد لديهم رغبة في مشاهدة برنامج بعينه بحلول الثامنة مساء على شبكة «سي بي إس». إن الأفراد يرغبون في مشاهدة البرامج التي يطلبونها. وتشير الأرقام إلى أن عملاءنا يشاهدون 350 مليون برنامج شهري عبر موقعنا.

ويعد هذا واحدا فقط من ثلاثة كيانات تعاونية كبرى بين التلفزيون والإنترنت، ويتمثل الآخر في برامج الـ«دي في دي»، الذي يعني أنه بإمكانك برمجة صندوق كابل «كومكاست» لتسجيل البرامج باستخدام الفأرة ولوحة مفاتيح الكتابة، مثلما كان الحال مع من يملكون «TiVo» لسنوات.

أما التحدي الثالث فيكمن في جهاز التحكم عن بعد الذي يمكنك من تغيير القناة في جهاز التلفزيون بالاعتماد على جهاز الحاسب الآلي المحمول. (ويحمل هذا الأمر قدرا كبيرا من الطرافة عندما يكون أحد أقاربك بالدور الأسفل يحاول مشاهدة حلقة من برنامج معين).

لكن هذه هي البداية فحسب، أما الجبهة الجديدة فهي الحاسب الآلي اللوحي. ولك أن تتخيل استخدام جهاز «آي باد» أو جهاز لوحي «آندرويد» الذي يحتل المرتبة الأولى بين التلفزيونات المحمولة في العالم من حيث خفة الوزن وقلة السمك. ويمكنك وضعه أمامك على طاولة المطبخ أثناء تقطيع الخضراوات، أو في الحمام أثناء الاستحمام. ويمكن لأطفالك اصطحابه معهم إلى أسرتهم.

إضافة إلى ذلك، يحمل تطبيق «Xfinity» بالنسبة لـ«آي باد» مستوى جديدا من المتعة. في الواقع، يتميز هذا التطبيق بسلاسة وحسن في المنظر وسهولة استخدام تفوق الموقع الإلكتروني.

ويمكنك عبر جر أصبعك على نحو رأسي على مرشد التلفزيون التنقل عبر القنوات التلفزيونية. أما الجر الأفقي فيؤدي إلى ظهور القناة لاحقا خلال جدول برامج اليوم. وهناك إمكانية لمس الشاشة عن بعد أيضا، وبمقدورك النقر على اسم المحطة كي تغير القنوات على تلفزيونك؛ وهو أمر أكثر متعة وأكثر سهولة على الاستيعاب عن أجهزة التحكم عن بعد التقليدية. أو يمكنك استخدام «آي باد» لبرمجة جهاز «دي في آر» الخاص بك. انقر على اسم برنامج للكشف عن زر «التسجيل» (وزر «تسجيل سلسلة»). كما أن تطبيقنا على «آي باد» يقوم بمهام حسب الطلب، وهنا تتداخل الأمور. ويمكنك النقر على زر «أون ديماند» للاطلاع على 25.000 برنامج تلفزيوني وفيلم، معظمها متاحة مجانا، يمكنك تشغيلها على الفور على جهاز التلفزيون. ومرة أخرى ستجد نفسك هنا تستخدم «آي باد» كجهاز تحكم عن بعد، وليس كتلفزيون.

لكن إذا نقرت على زر «شغل الآن»، ستحظى بكل المتعة، حيث يمكنك البحث عبر 3.000 ساعة من البرامج التلفزيونية والأفلام الحديثة، والبدء في تشغيلها فورا عبر «آي باد». إنها تجربة رائعة، مع توافر صورة نقية ومستوى رفيع في جودة الصوت.

لكن الإنصاف يقتضي منا الاعتراف بأن «آي باد» الخاص بنا لا يرقى للكمال، حيث توجد به بعض المشكلات الصغيرة، بجانب أن البرامج تظهر عليه في صورة أيقونات مستطيلة الشكل لا تتيح قراءة الاسم كاملا. لذا، يصعب على المستخدم الحصول على قائمة بسيطة.

عندما تختار برنامج «حسب الطلب» عبر «آي باد»، تظهر على التلفزيون أولا رسالة تأكيد تستلزم منك الموافقة. ولست مضطرا للبحث عن التحكم عن بعد مجددا لتشغيل البرنامج.

قبل أي شيء، علينا تعزيز هذا الكتالوج الخاص بالبرامج التي يمكن تشغيلها عبر «آي باد». في الواقع، هذه الساعات الـ3.000 ليست بالأمر الكبير في الوقت الراهن، تتعلق بصورة تكاد تكون حصرية بالأفلام والقنوات التي تستلزم اشتراكا (مثل «إتش بي أو» و«شو تايم» وما إلى ذلك). ولن تجد من بين المواد المعروضة برامج مثل «60 دقيقة» أو «غلي» أو «نوفا». لكن فرق التفاوض الخاصة بنا تعمل من دون كلل أو ملل، وأعلن الرئيس التنفيذي لدينا أنه لن يهدأ حتى تصبح جميع العناصر الموجودة في حزمة «كومكاست» الخاصة بنا متاحة لمشاهدتها عبر شبكة الإنترنت أو على الأجهزة الإلكترونية المختلفة.

وينبغي أن يعلم الجميع أيضا أننا نعمل على الارتقاء إلى المستوى الأمثل: وهو تشغيل برامج التلفزيون عبر «آي باد» داخل المنزل، بجميع برامجه وقنواته وفي وقت إذاعتها.

ونحن في طريقنا نحو تحقيق ذلك من خلال الجهود التي نبذلها في معاملنا في فيلادلفيا وسننتهي من الأمر بحلول نهاية العام.

لكن دعونا نواجه الحقيقة: كل ذلك ليس كافيا، فنحن لسنا جهة تشغيل الكابل الوحيدة المتميزة، ونواجه منافسة قوية من جانب مؤسسات أخرى.

من ناحيتها، طرحت «تايم وارنر» تطبيقا جديدا لـ«آي باد» هذا الشهر، بإمكانه نقل البث المباشر للتلفزيون عبر الحواسب الآلية اللوحية. ولم تطرح بعد خاصية التحكم عن بعد أو برمجة «دي في آر»، وستعرض الخاصية الجديدة 36 قناة فقط في نسختها الأولى. لكن قطعا تسعى الشركة حاليا لإبرام اتفاقات مع الشبكات التلفزيونية بالسرعة نفسها التي نتحرك بها.

أما «كابل فيجين» فقد طرحت بالفعل خاصية «آي باد/آي فون/آندرويد» التي تسمح ببرمجة «دي في آر»، بل ومشاهدة المواد الموجودة عليه. بحلول نهاية هذا الشهر، سيكون ذلك الشهر الأول الذي تتوافر خلاله خاصية «آي باد» التي تتيح توجيه جميع القنوات التي تشترك بها إلى جهاز «آي باد» الخاص بك، وهو أمر رائع حقا.

وتملك «إيه تي آند تي يو - فيرس» النمط نفسه لموقع الإنترنت الذي نملكه - 100.000 برنامج جاهزة للعرض أمام المشتركين - وتطبيق آخر ممتاز (لـ«آي فون» و«تاتش» و«آندرويد» و«آي باد» وهاتف «ويندوز 7» و«بلاك بيري») يعمل بمثابة جهاز تحكم عن بعد ويقوم ببرمجة «دي في آر»، ويسمح لك بتحميل برامج بحيث يمكنك مشاهدتها خارج المنزل. ولا تتوافر سوى القليل من البرامج للتحميل على هذا النحو (مواد تخص «إيه بي سي/ديزني» و«إي إس بي إن» بصورة أساسية)، ولا تعمل على «آي باد». لكن الآن حدث تطور رائع. لقد سددت بالفعل قيمة الاشتراك في القنوات التلفزيونية التي تبغيها، فماذا يمنع أن تحملها معك أينما ذهبت؟

تملك «فيريزون فوا» تطبيقات للتحكم عن بعد وبرمجة «دي في آر»، ويمكنك شراء برامج لمشاهدتها عبر جهاز الحاسب الآلي الشخصي. وأعلنت الشركة توفيرها إمكانية نقل برامج التلفزيون إلى «آي باد» بحلول نهاية العام.

أما «ساتلايت ديريك تي في» فيملك خاصية جديدة للتحكم عن بعد عبر «آي باد». وتضم بعض صناديق أطباق استقبال القمر الصناعي خاصية تسمح لك بمشاهدة برامج مسجلة أو حية عبر جهاز التلفزيون في أي مكان عبر الهواتف أو الحواسب الآلية. (وبطبيعة الحال، هذه الخاصية لا تقتصر على أطباق استقبال القمر الصناعي وإنما يمكن لأي شخص شراؤها.) أمامنا كثير من العمل يتعين علينا القيام به. إن تطبيق «كومكاست آندرويد» الذي أطلقناه هذا الأسبوع لا يشغل أي فيديو؛ وإنما هو مجرد أداة تحكم عن بعد وبرمجة «دي في آر». ونرغب في نقل الفيديو إلى «آي فون» و«تاتش» أيضا. وقبل كل شيء، نحن ومنافسونا بحاجة إلى بناء الكتالوج المتقطع الخاص بنا. انسوا العودة للقمر أو تقليص استهلاكنا من النفط، علينا الآن إقرار هدف وطني جديد يتمثل في توفير جميع البرامج التلفزيونية عبر شبكة الإنترنت بحلول عام 2015! إن العصور والأزمنة تتغير، ونحن من جانبنا نطرح رهانات جنونية، فمثلا نحن نملك 32 في المائة من «Hulu.com». وفي النهاية إذا رغب العالم في مشاهدة التلفزيون عبر الإنترنت فلن نواجه مشكلة كبرى؛ ذلك أننا نبيع خدمة إنترنت عالية السرعة.

أكره الاعتراف بذلك، لكن هذه المنافسة تزيد من صعوبة حصولنا على وظائفنا واحتفاظنا بها. وعلينا جميعا العمل على جعل خدمة التلفزيون أفضل وأيسر باستمرار، وإلا خسرنا عملاءنا.

ولولا العملاء، ربما كان هذا المجال ممتعا.

*خدمة «نيويورك تايمز»