مقابلة سيف الإسلام الجريئة

TT

أكاد أجزم أن مقابلة صحيفة «الشرق الأوسط» مع سيف الإسلام القذافي هي أجرأ مقابلة ليبية حتى الآن. هذا اللقاء العاصف، الذي جرى الخميس الماضي، وتناقلته وكالات الأنباء العالمية، ومحطات التلفزة؛ منها قناة «فوكس نيوز» الأميركية وغيرها، دليل على أن الصحف ما زالت تزاحم فضاء الإعلام العربي، وإن اختلفت الوسيلة.

ورغم أن المقابلة أجريت عبر الهاتف، فإن سخونة الحوار كانت واضحة للقارئ، حيث فتح نجل العقيد معمر القذافي النار على القاصي والداني، حتى اضطر الزملاء المحررون بالصحيفة إلى الاستعاضة عن الكلمات التي تفوه بها سيف الإسلام بنقط متفرقة. ومن عباراته العنيفة: «يا حبيبي ليبيا ليست مصر أو تونس، وطز في الجزيرة، وقطر، والأسطول السادس، وحلف الناتو، كلهم على (....) وما بيهمنيش». صحف عديدة أفردت نحو صفحة كاملة تتصدرها هذه العبارة وغيرها.

وأنا أقرأ اللقاء شعرت أنني أسمعه بأذني لأنه كان عفويا، وسلسا، ونجح مراسل «الشرق الأوسط» الذكي في طرح أسئلة جاءت في الصميم. كما يبدو أن ردود فعل سيف الإسلام وامتعاضه لم يفاجئ المراسل الذي كان يباغت الضيف بسؤال آخر لا يقل صراحة عن سابقه.

ولا أخفيكم أنه راودتني شكوك أثناء القراءة بأن المتحدث عبر الهاتف ليس سيف الإسلام، لأنه خرج عن طوره أكثر من مرة، ربما بصورة غير مسبوقة، غير أن عدم نفيه لما جاء في اللقاء حتى الآن أكد لي أنه هو من كان يتحدث! ويبدو أن كل انطباعاتي كان يشاركني فيها القراء من مختلف الأماكن، حيث جلست لمدة أسبوع أرصد كمراقب صحافي للصحيفة ردود الفعل، ففوجئت بمدى الصدى الإعلامي للمقابلة.

بصورة عامة نقول، إن مقابلة واحدة ساخنة لا تكفي في خضم الأحداث السياسية المتسارعة التي نعيشها، فالقارئ يريد مزيدا من اللقاءات المهمة التي تقدم معلومة أو تظفر بسبق صحافي مهم يكون حديث الموسم.

ونحن نتطلع إلى أن يفي سيف الإسلام بوعده لمراسل «الشرق الأوسط» الذي قال له حرفيا «اسمع. إذا خرجت هذه المقابلة ملتزمة بما قلت لك بالضبط من دون تحريف، أعدك أن أرتب لك إنترفيو زي الفل مع القائد» معمر القذافي!