دعوة للحصول على ناد للمعجبين عبر شبكة الإنترنت

يقدم «فان تريل» حلا للتمييز بين الذين ينفقون المال والآخرين

نادي المعجبين .. طريقة حديثة للتواصل بين الفنانين ومحبيهم «نيويورك تايمز»
TT

وجد بعض الناشطين في مجال المواقع الإلكترونية الاجتماعية نوعا جديدا من الرسائل المسجلة على هواتفهم الذكية يوم الاثنين. وقالت سيدة بصوت ناعم عميق: «صباح الخير إنه الثامن والعشرين من شهر فبراير (شباط) 2011. نحن على كوكب الأرض، بعضنا على أي حال».

إن هذا الصوت للمغنية إريكا بادو وكانت تتحدث من خلال «فان تريل»، وهو من التطبيقات الجديدة في هاتف «آي فون» من المقرر أن يطرح خلال الشهر الحالي في مهرجان «ساوث باي ساوث إيست» في أوستن بولاية تكساس. ويأمل مبتكرو هذا البرنامج إطلاق المرحلة التالية من شبكة المواقع الاجتماعية التي تتيح للموسيقيين الدخول على المواقع الاجتماعية، بغرض الحصول على معلومات مفيدة وذات قيمة عن معجبيهم.

ومثل موقعي «ماي سبييس» و«فيس بوك»، يتيح «فان تريل» الذي توجد نسخة «أندرويد» منه للفنانين، نموذجا بسيطا لإنشاء صفحة افتراضية على شبكة الإنترنت، وفي هذه الحالة سيكون برنامجا مجانيا للهواتف الجوالة للتواصل مع المعجبين. لكن يشتمل «فان تريل» على الكثير من الإبداعات التي توضح حاجة صناعة الترفيه المتزايدة إلى السيطرة على ضوضاء المواقع الإلكترونية الاجتماعية. من تلك الإبداعات «لوف ميل» الذي يتيح للموسيقيين تسجيل رسائل صوتية قصيرة لمعجبيهم، وهو ما تراه الشركة خاصية ذات طابع شخصي أكثر من رسائل «تويتر» الغامضة. من الخواص الأخرى للموقع خاصية «لوف ميتر» أو «مقياس الإعجاب» الذي يقيس مدى ولاء المعجبين من خلال قياس معدل شرائهم للأعمال الموسيقية وتذاكر الحفلات الموسيقية.

يترجم كل هذا الحب إلى دولارات وبالنسبة إلى جويل راسموسين، أحد مبتكري البرنامج، يقدم «فان تريل» حلا لأصعب مشكلة تواجهها مواقع التواصل الاجتماعي وهي التمييز بين المعجبين الذين ينفقون المال وبقية المعجبين.

ويشير جويل إلى أنه في المواقع الاجتماعية القديمة، «لا يعرف الفنان ما إذا كنت من أصدقائه على موقع (فيس بوك) مرة ثم هجرته أم حضرت كل عرض وتعرف الجهة المنتجة لكل عمل من أعماله». والجدير بالذكر أن جويل أنتج وشارك في تأليف فيلم وثائقي عام 2006 بعنوان «قبل أن تموت الموسيقى» الذي يتناول فيه المشكلات التي تواجهها هذه المهنة. وأضاف: «ويوفر هذا للفنانين والمعجبين وسيلة جديدة للوصول بهذه العلاقة إلى مستوى لم يكن ممكنا من قبل».

ويمكن للفنانين كتابة رسائل أو عروض ترويجية إلى مجموعة بعينها من المعجبين من خلال «فان تريل» بحسب موقعهم أو تقييمهم على «لوف ميتر». فعلى سبيل المثال قد تدعو فرقة موسيقية تتجول في أنحاء شيكاغو أهم معجبيها إلى عرض سري أو تقدم لهم عروضا ترويجية مميزة. ويمنح إناء البقشيش الافتراضي للفنانين فرصة جمع المزيد من الأموال من معجبين أو جمع تبرعات لقضية يدعمونها.

وتخيل ريتشارد نيكولاس، مدير فرقة «روتس» أن «فان تريل» الذي أطلق عليه اسم «نظام تحديد المواقع النفسي» يمكن استخدامه لأشكال أكثر تقدما من التعهيد مثل اختبار اتجاهات جديدة على أهم المتابعين وأكثرهم إخلاصا.

ويرى جوشوا ماكلور، شريك جويل البالغ من العمر 37 عاما، إن السؤال الأهم ربما يكون عن أنماط التواصل التي تقدمها هذه الخدمة. وقال: «تخيل ما الذي سيقوله إمينيم أو ما الذي سيقوله عازف طبول سكير».

وفي ما يمثل أول اختبار للتوتر، سيتم منح «فان تريل» إلى 2200 فرقة خلال المهرجان من خلال رهان يمنح جلسة تسجيل مجانية ومعدات بقيمة 40 ألف دولار إلى المجموعة التي ستتمكن من إنشاء أكبر تجمع من المعجبين. ويتحدد هذا التجمع من خلال ضرب عدد مستخدمي «فان تريل» في متوسط مجموع «لوف ميتر»، بما يعني أن عددا صغيرا من التابعين النشطين قد يفوز على معجبين كسولين.

وفضلا عن عروض «فان تريل» تقدم شركات أخرى عروضا هي الأخرى، حيث تقدم شركة «موبايل روادي» برامج للموسيقيين وكذلك تقدم «توب سبين ميديا» خدمات إعلامية متنوعة جديدة للفرق الموسيقية، مثل تنظيم المعلومات الخاصة بالمعجبين وإدارة حقوق المحتوى. وتقدم «سكاي غريد غروبز» التي ظهرت الشهر الماضي محادثات خدمة تجميع المعجبين المتفرقين من شبكة الإنترنت.

وقال جويل إن موقع «فان تريل» جمع ما يزيد على 250 ألف دولار من المؤسسين وآخرين، وبصدد ضخ المزيد من الاستثمارات. سيكون مصدر الدخل الأساسي للشركة الإعلانات، فضلا عن تخفيض مبيعات البرنامج. وقد صممت نظام دفع يكافئ الفنانين عند استخدام معجبيهم للبرنامج في شراء عمل موسيقي أو منتجات أخرى. وبعيدا عن متوسط مستوى الأرباح الذي يحققه الفنان من بيع أعماله على موقع «آي تيونز» أو «أمازون»، سوف يقدم برنامج «فان تريل» تخفيضا إضافيا يزيد مع زيادة الرقم المسجل على «لوف ميتر».

وقد سجلت إريكا على الموقع كأول مستخدمة وأرسلت أول رسالة لها يوم الاثنين الماضي بعد عودتها من جولة في أستراليا. وقالت في مقابلة: «مجال الموسيقى القديم نظام بدائي. ما زالت الشركات تدار بطريقة الإدارة التي تعود إلى عام 1950، وباستخدام الوسائل نفسها. هذه وسيلة أخرى ربما تكون أفضل وسيلة رأيتها حتى الآن من حيث تركز المعجبين على المواقع الاجتماعية وحشد دعمهم».

* خدمة «نيويورك تايمز»