مؤسس صحيفة «الرأي الآخر»: سنعتمد على الرأي والرأي الآخر دون تعسف أو تطرف

محمد القليبي لـ«الشرق الأوسط»: إصدار مؤسسة إعلامية حلم راودني منذ 30 سنة

TT

لم يكن كثير من الإعلاميين التونسيين يفكرون في تقديم مطلب لإصدار عناوين صحافية جديدة، وإن تجرأوا على ذلك في عهد الرئيس السابق، فإن طموحاتهم تبقى مجرد حبر على ورق ولا ترى النور، لأن معظم تلك الرخص تذهب إلى الموالين للنظام والعائلات القريبة والمتصاهرة. وكان من قبيل الأفكار السريالية التقدم بطلب لإنشاء مؤسسة إعلامية، ولكن الواقع تغير بعد الإطاحة بنظام بن علي في 14 يناير (كانون الثاني) من السنة الحالية وتحولت كثير من الطموحات إلى مشاريع إعلامية يسعى أصحابها إلى تنفيذها على أرض الواقع، ومن بين تلك المشاريع الإعلامية نجد صحيفة «الرأي الآخر» التي حصل صاحبها الإعلامي التونسي محمد علي القليبي على الترخيص القانوني وهو يعمل جاهدا على تنفيذ «العدد صفر». «الشرق الأوسط» التقت القليبي في تونس وأجرت معه الحوار التالي:

* كيف أمكن لهذا الحلم أن يرى النور وهل كنت في انتظار أن يتحقق ذلك بهذه السرعة؟

- ترجع الفكرة إلى أواخر الثمانينات عندما حصلت على ترخيص لإصدار صحيفة تحت عنوان «الوطن» إلا أن السلطات التونسية تراجعت عن الأمر في بداية سنة 1987 ومن المفارقات أنها منحت نفس عنوان الصحيفة لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي المعارض الذي كان يقوده آنذاك عبد الرحمن الليلي. وإلى الآن لم أعرف كيف تم تغيير اتجاه الصحيفة لصالح الغير وماذا حدث في الكواليس.

* لكنك تقدمت بطلب جديد للحصول على ترخيص بإصدار صحيفة أخرى تحت اسم آخر؟

- هذا صحيح فقد تقدمت بطلب ثان للحصول على صحيفة تحت عنوان «الجريدة» إلا أن طلبي بقي معلقا ولم يقع البت فيه حتى الإطاحة بنظام بن علي.

* الصحيفة الجديدة كيف ستدخل المشهد الإعلامي التونسي وما هو توجهها الأساسي؟

- إصدار مؤسسة إعلامية حلم قديم راودني مند أكثر من 30 سنة. أحلم بصحيفة تذكرني بصحيفة «المدينة المنورة» تتبنى قضايا الحريات في الوطن العربي، وقضايا نشر الدين الإسلامي في أفريقيا. صحيفة «الرأي الآخر» ستعمل على تحقيق نقلة نوعية في الصحافة التونسية وستعتمد في ذلك على الرأي والرأي الآخر وتتناول جميع القضايا دون تعسف ودون تطرف. سنجعلها تتبنى كل قضايا العدل والحق.

* وكيف ستتعامل الصحيفة مع عناوين الصحافة التونسية في عالم معروف عنه تشظي وسائل الإعلام؟

- شعارنا البقاء للأفضل وللأجدر، نحن مع التنوع والتعدد؛ ففي ذلك إثراء للساحة الإعلامية، نحن ضد الحزب الواحد وضد الرأي الواحد نريد أن ننتقل إلى فترة جديدة في تاريخ الصحافة التونسية.

* لماذا حسب رأيك لم يمكنك نظام بن علي من إصدار صحيفة؟

- أعتقد أن الأمر يرجع إلى سنة 1988، فبعد ثلاثة أشهر من تولي بن علي السلطة خلفا للحبيب بورقيبة صرحت من أعلى أكثر من منبر بأنني لا أؤمن بعهد جديد تؤمنه وجوه قديمة، ومنذ ذلك التاريخ أدخلوني القائمة السوداء ولم أستطع البتة الخروج منها.

* وما هي الخطة التي ستعتمدها الصحيفة للوصول إلى القارئ التونسي والقارئ العربي؟

- نعتمد على مجموعة من الأقلام الشابة والجديدة على الساحة، وهي تمثل في اعتقادي نفسا وروحا جديدة تعكس ما تعيشه تونس من تحولات. «الرأي الآخر» ستكون صحيفة مفتوحة على العالم الخارجي تنطلق في البداية بشكل أسبوعي ثم تنتقل تدريجيا إلى الصدور اليومي. لدينا شبكة هامة من المراسلين من مختلف أنحاء العالم ستكون بمثابة الإضافة الحقيقية للإعلام التونسي والعربي.

* ومتى سنقرأ العدد الأول من «الرأي الآخر»؟

- يدرك الجميع أن الإعداد لإصدار صحيفة يتطلب الكثير من العمل والصبر. ونحن ننتظر أن تكون صحيفتنا جاهزة قبيل انتخابات المجلس الوطني التأسيسي المقررة يوم 24 يوليو (تموز) المقبل.