الإعلان اللبناني.. ومواضيع أخرى

TT

نشرت صحيفة «الشرق الأوسط» خبرا عن الإعلان التلفزيوني اللبناني «الحنين إلى لبنان» الذي بث في قنوات أجنبية، وأثار حفيظة لبنانيات ناشطات في مجال حقوق المرأة، إذ وصفن وزارة السياحة بأنها «تستثمر في أجساد اللبنانيات وكأن لبنان صار كباريه الشرق الأوسط»، حسبما نشر.

شخصيا شاهدت الإعلان بالصدفة قبل أن تشتكي الناشطات وتثار حوله الضجة، وقد صعقت به، إذ إن نسخته الأميركية والإنجليزية تظهر اللبنانيات بصورة غير لائقة، خصوصا عندما ظهر شاب أجنبي في الإعلان وقد سألته مسؤولته في العمل «كيف كانت إجازتك؟» فسرح به الخيال، فظهر ما يشبه شريط الذكريات فيه لقطات سريعة لنساء في ملابس البحر يتمايلن ولقطات للروشة ومناظر أخرى. هذا الإعلان في رأيي الشخصي غير لائق، لكن رأيي الشخصي هنا لا يهم، بل ما يهم هو أن نعرف ردود فعل القراء العرب. ولذا تمنيت لو أن أحد مراسلينا في لبنان قد كتب لنا عن هذه القضية قبل أن تصبح حديث الناس، وتثار من قبل الناشطات، بحيث يتم استطلاع الآراء المختلفة بحيادية لنخرج بقصة صحافية شائقة وخاصة (Feature) تنشر على الصفحة الأولى أو الأخيرة.

هناك أيضا مواضيع أخرى منوعة ولافتة نشرتها الصحيفة في الأسبوع الماضي، منها «المقال المشترك» لرئيسي وزراء بريطانيا وقطر اللذين خصا به صحيفة «الشرق الأوسط». وبغض النظر عن فحواه، الذي جاء في بعضه ما هو معلوم ومنشور، لكنه يبقى بمعايير الصحافة «مادة خاصة»، لأنه لم ينشر بصحيفة أخرى. غير أنني لاحظت أنه يغلب عليه تصنيف «التصريح الصحافي» وليس المقال، إذ لم نعتد في الصحافة أن نرى «مقالا مشتركا».

ومن المواضيع الأخرى اللافتة، مقابلة أحد أقطاب المعارضة المصرية، أيمن نور، حيث أعاد هذا اللقاء تسليط الضوء من جديد على القضية المصرية من وجهة نظر المعارضة. وجاء لقاء وزير التربية البحريني في الوقت المناسب بعد عودة الطلبة إلى مدارسهم، وتزايد مخاوف البعض من عدم انتظامهم مجددا بسبب تداعيات الأحداث الأخيرة في البحرين.

أما الأمر الذي توقعت أن يتم إبرازه بصورة لافته أكبر فكان خبر الليبية التي فجرت مفاجأة أمام الصحافيين الأجانب، في أحد فنادق ليبيا، بكشفها عن «تعرضها للاغتصاب على أيدي قوات الكتائب الأمنية الموالية للعقيد القذافي في المدينة». هذا الخبر نشر محشورا، ولا أعلم هل كان الهدف «الستر على الفتاة»، التي ظهرت على شاشات التلفزة العربية، أم كان السبب ضيق المساحة الإعلانية في الأولى؟ وتمنيت لو أن عنوان «الشرق الأوسط» كان هو عنوان صحيفة الـ«فاينانشيال تايمز»، التي قالت في صفحتها الأولى ما معناه «فتاة كشفت بروباغندا القذافي».

قصة الليبية كانت مفاجأة بكل المقاييس، وهو ما حاول أحد المسؤولين عبثا تداركه بالقول إن الفتاة واقعة تحت تأثير الكحول. هذه القصص وغيرها هي التي نتمنى أن يقتنصها مراسلونا قبل غيرهم، ليقدموا لنا مادة صحافية تستحق الالتفات وسط هذا الزحام الإعلامي الكبير في عام الإضرابات العربية.