الصحافة الإلكترونية في مصر تدافع عن نفسها بإنشاء كيان نقابي

بحثا عن صيغة أو معيار ينظم مهنية العاملين بها

TT

تلعب المواقع الإلكترونية دورا كبيرا في المشهد الإعلامي المصري، وهو ما برز على نحو لافت في تغطية أحداث ثورة 25 يناير. ومع تعاظم هذا الدور، في ظل ما تشهده مصر من مطالبات بالتعددية النقابية، بعد سنوات من الاحتكارية النقابية كان يرعاها النظام الحاكم السابق، تفتحت أبواب الأمل، وأصبح حلم آلاف من الممارسين لمهنة الصحافة الإلكترونية، في إنشاء نقابة مستقلة تجمعهم قريب المنال، خاصة في ظل عدم اعتراف نقابة الصحافيين المصريين بهم حتى اليوم.

ففي خطوة نحو هذا الحلم؛ أعلن عدد من المحررين الإلكترونيين عن تشكيل مجلس لتأسيس «نقابة الصحافيين الإلكترونيين»، حيث يعمل المجلس على إقرار مبادئ ميثاق الشرف المهني الذي يلتزم به أعضاء النقابة، والهيكل التنظيمي لها، وصياغة أهدافها بما يعبر عن العاملين بالصحافة الإلكترونية ويدافع عن مصالحهم، ويحدد ماهية أدوار النقابة ومحاور عملها، وكيفية اكتسابها لشخصيتها القانونية.

صلاح عبد الصبور، رئيس المجلس التأسيسي لنقابة الصحافيين الإلكترونيين، يقول لـ«الشرق الأوسط» إنه على الرغم من الدور المهم، الذي تلعبه الصحافة الإلكترونية في تحريك مجريات الأحداث على الساحات المصرية والعربية والدولية، فإن مستقبل العاملين بها في مصر يشوبه الكثير من علامات الاستفهام، خاصة في ظل غياب حقوقهم، «فنحن لا نجد حتى الآن صيغة أو قانونا أو معيارا ينظم مهنية العاملين بها، على الرغم مما تشهده الصحافة الإلكترونية من تطور ملحوظ في الفترة الأخيرة، رأيناه جميعا رأي العين، في تغطية الأحداث الأخيرة التي شهدتها مصر منذ اندلاع ثورة شباب 25 يناير وحتى الآن».

وعن أهداف النقابة، يوضح عبد الصبور أنها متعددة، منها الارتقاء بمهنة الصحافة الإلكترونية، والحفاظ على المهنة، والدفاع عن مصالح المشتغلين بها، وضمان حرية أعضائها في أداء رسالتهم الإعلامية، وكفالة حقوقهم في حال تعرضهم لأي اضطهاد مهني أو مادي أو قانوني، وتتكفل النقابة بمهمة الدفاع عن حرية أعضائها في التعبير عن آرائهم، ورد أي تعدٍّ على هذا الحق، والمحافظة على قيم مهنة الصحافة ومواثيق الشرف المهنية، ومحاسبة الأعضاء في حال عدم الالتزام بواجبات وتقاليد المهنة.

وأضاف: «يمتد دور النقابة للمشاركة في دراسة خطة التنمية والمشاريع الإعلامية المختلفة، والبحث العلمي، والعمل على ربط البحوث العلمية بواقع الساحة الإعلامية، ودراسة ونشر وسائل تحسين الخدمة الإعلامية بالمواقع الإلكترونية والفضاء الإلكتروني، والإسهام في تخطيط وتطوير وتنفيذ برامج التدريب والتأهيل المهني والفني للصحافيين والعاملين بالوسائل الإلكترونية بما يحقق الارتقاء بمستوى الصحافيين والفنيين، والعمل على توفير الدراسات والبحوث التي تساعد الأعضاء في التعرف على تطور المهنة، بما يتناسب مع مقتضيات العصر». ومن بين التصنيفات الإلكترونية على شبكة الإنترنت، يوضح عبد الصبور أن من له الحق في الانضمام للنقابة من يعملون في المواقع الإلكترونية التي تختص في كثير من الأحيان بمجال واحد للنشر، أو مواقع خدمات البث عبر الهاتف وخدمات الإذاعة الإلكترونية، إلى جانب ما يستجد في مجال النشر الإلكتروني وله علاقة بالمجال الصحافي، حيث يحق للصحافيين والمحررين والكتّاب بها نيل عضوية النقابة، إلى جانب شعب الفنيين (المبرمجين - المصممين - المدققين اللغويين - الأرشفة الإلكترونية - الباحث الإعلامي أو الصحافي).

في حين يبين شريف عبد المنعم، أحد أعضاء هيئة تأسيس النقابة، أن ميثاق الشرف المهني للصحافيين الإلكترونيين يشمل المبادئ الأساسية للعمل الصحافي والإعلامي، التي تم استخلاصها من مبادئ ومواثيق الشرف المهنية للصحافيين، وواجبات الصحافي تجاه المهنة والمجتمع، وحقوقه التي يكفلها له القانون، فضلا عن الالتزامات الأخلاقية والمهنية للصحافي الإلكتروني، التي يجب أن يلتزم بها جميع العاملين في مجال الصحافة الإلكترونية وتكون منارا لحرفيتهم الإعلامية.

ويوضح عبد المنعم أنه من بين تلك المبادئ والأخلاقيات احترام الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، والالتزام بالأعراف والقيم العربية، والحرص على عدم التمييز العرقي أو الديني أو اللوني وعدم التحريض على العنف، واحترام حق التعبير وحق الاطلاع، والحصول على المعلومة، واحترام حق الرد والتصحيح. ومن بين المبادئ أيضا إظهار الحقائق الخالصة الصادقة والابتعاد عن الإحكام المسبقة، واحترام الوطن وتاريخه وتراثه وقضاياه، واحترام الخصوصيات وعدم المساس بالأمور الشخصية، والحفاظ على سلامة اللغة، وإثراء المحتوى العربي الإلكتروني، واحترام حقوق الملكية الفكرية، والفصل بين التحرير والإعلان.

ويذكر عبد المنعم أن اجتماعات تأسيس النقابة قد شهدت حضور عدد كبير من الصحافيين الإلكترونيين، بما يعكس أهمية تشكيل ملامح للممارسة المهنية للصحافة الإلكترونية، مشيرا إلى أنه سيتم من خلالهم تشكيل المكتب التنفيذي للنقابة واللجان النوعية والفرعية، مبينا إقرار هؤلاء الصحافيين لمجموعة من الآليات التنفيذية، تشمل تدشين موقع إلكتروني للنقابة سيتم إطلاقه في وقت قريب، وتحديد آليات وشروط ضم الأعضاء، وآليات التسويق والتعاون مع الكيانات التي تتقاطع اهتماماتها وأهدافها مع أهداف النقابة.