طريق المذيعة كوريك الصعب صوب الانفصال عن محطة «سي بي إس»

تعاقدها بلغ 15 مليون دولار في العام

كاتي كوريك («نيويورك تايمز»)
TT

بالنسبة إلى كاتي كوريك، فقد جاء مع عرض عام 2006 بأن تصبح مذيعة داخل «سي بي إس إيفنينغ نيوز» حافز آخر كانت تثمنه كثيرا، بحسب ما ذكر اثنان من أصدقائها، ويتمثل هذا الحافز في فرصة قيامها بعمل تقارير لبرنامج «60 دقيقة»، وهو برنامج إخباري يمثل بالنسبة لكوريك نموذجا للعمل الصحافي الجاد الذي طالما سعت من أجله.

وورد ظهورها المنتظم في برنامج «60 دقيقة» في تعاقدها، الذي بلغت قيمته 15 مليون دولار في العام مع «سي بي إس»، ولكن بمجرد أن وصلت إلى الشبكة، وجدت استقبالا فاترا من بعض أعضاء فريق عمل البرنامج الجدير بالاحترام. وقال بعض القريبين من كوريك إن البرودة بدت وكأنها تنبع من القمة، أي من جانب المنتج التنفيذي للبرنامج جيف فاغر. ورفض هذا الطرح بعض الأشخاص القريبين من فاغر، الذي قال إن كوريك أثنت على إشرافه على الأجزاء الخاصة بها في برنامج «60 دقيقة».

ولكن، كان ظهورها على البرنامج أقل مما كانت تأمل؛ حيث لم يبلغ في المتوسط حتى خمس مرات في العام. وحتى بعد أن فاز البرنامج بجائزة «إيمي» لمقابلتها مع الطيار تشيلسي سولنبرغر، لم يرتفع معدل ظهور كوريك في البرنامج.

وفي فبراير (شباط)، عندما اختير فاغر رئيسا لـ«سي بي إس نيوز»، بعث رده الفاتر لسؤال طُرح علنا عما إذا كانت ستستمر كمذيعة (قال فاغر إنه لم يفكر في ذلك الأمر بعد) بإشارة أخرى إلى كوريك وممثليها مفادها أنه قد حان وقت الانتقال.

وتناقش كوريك مع «سي بي إس» حاليا كيف ومتى تنهي تعاقدها كمذيعة، بعد فترة تميزت بانتقاد مبكر ونجاحات صحافية تالية وتقييمات محبطة في المجمل.

وتسعى كوريك من أجل تحقيق فكرة برنامج حواري مميز خاص بها، ربما مع المضيف المشارك السابق لبرنامج «توداي» مات لوير.

ومن المتوقع أن يكتنف أي عملية انتقال الكثير من التعقيدات، حيث يمتد تعاقد لوير، فيما يتوقع أن يبدأ البرنامج الجديد في سبتمبر (أيلول). ويمكن الاعتماد على «إن بي سي» لتقديم العرض الأكبر في تاريخ التلفزيون الإخباري لاستمراره في «توداي».

ولكن سلم بعض الأشخاص القريبين من المشاركين بأن الفكرة انتشرت بين المضيفين السابقين، وأنه يجري دراستها بشكل جدي.

ويمثل جيف زوكر العنصر المهم في أي برنامج يضم موريك ولوير، الذي جمع بين المضيفين كمنتج تنفيذي لبرنامج «توداي» قبل أن يصبح الرئيس التنفيذي لـ«إن بي سي». وكان يتوقع بالفعل أن يكون زوكر القوة الإبداعية الرئيسة وراء برنامج حواري مع كوريك.

ويقول مصدر قريب من المفاوضات الجارية: «أعتقد أن ثلاثتهم يرى أن جمعهم معا مرة أخرى شيء مروع. ومن المحتمل بدرجة أكبر أن تحافظ (إن بي سي) على مات. ولكن لا يزال الأمر محل نقاش».

ولو لم تحدث وحدة مجددة مع لوير، فإنه في حكم المؤكد تقريبا أن كوريك ستلزم نفسها بالبرنامج الحواري المميز وتترك «سي بي إس نيوز».

ولم يرغب أي من المشاركين في النقاشات بشأن مستقبل كوريك في إجراء مقابلات معهم بشأن مدتها كمذيعة، فيما ما زالت المحادثات مستمرة. ولكن تظهر مقابلات أجريت مع منتجين ومسؤولين تنفيذيين بالشبكة وأصدقاء لكوريك (لم يرغبوا في الحديث للنشر لأنهم لا يريدون أي تأثير على علاقتهم بالشبكة أو كوريك) أن تعيينها الذي حظي بحفاوة كان جزءا من تجربة أكبر لانتشال النشرة الإخبارية من مكان متدن في التقييمات بعد أن ظلت في هذا المستوى لأكثر من عقد.

وعلى مدار الأعوام حاول مديرو الشبكة الإخبارية جذب المشاهدين من الكيانات المنافسة من خلال إضافة تقارير إضافية. وعند النظر إلى التراجع المطرد في جمهور الأخبار المسائية، الذي تراجع بنسبة أكثر من 50 في المائة خلال الأعوام الثلاثين الماضية، نجد أنه كانت شبكة «سي بي إس» تعتقد أن أفضل أمل لها، وربما كان الأمل الوحيد، يتمثل في طرح قالب تقليدي وجذب مشاهدين جدد من خلال نصف ساعة تفاعلية تعتمد على كوريك.

ويقول روم هارتمان، أول منتج تنفيذي لنشرة كوريك الإخبارية: «ما حاولنا القيام به هو تغيير اللعبة، وحاولنا أن نزيد حجم المشاهدين في المجمل».

وفي مقابلة نشرت داخل الإصدار الحالي من مجلة «نيويورك تايمز»، اعترفت كوريك بأنها «طموحة بصورة واضحة»، وقالت في معرض ذكر أحداث ماضية إنها «أعطت الناس ما اعتادوا عليه وهي نشرة إخبارية تقليدية» قبل أن تجرب أفكارا جديدة.

ومن الواضح أن «سي بي إس» اعتمدت على كوريك كقوة بارزة ونقطة تحول تتمثل في امرأة تجلس على مقعد المذيع للمساعدة على جذب مشاهدين جدد. ولكن لم يتوقع واضعو الاستراتيجيات لدى الشبكة مدى صعوبة تغيير التراجع في التقييمات على مدار عقود أو أن «سي بي إس» ستستمر في تقليل أفراد العاملين داخل الشعبة الإخبارية.

* خدمة «نيويورك تايمز»