المرشح الأول لشغل منصب معلق قناة «سي بي إس» مراسل برنامج «60 ثانية»

سكوت بيلي «نجومية الخطوة خطوة» من تغطية الحروب والانتخابات والأزمات الاقتصادية إلى مراسل البيت الأبيض

سكوت بيلي («نيويورك تايمز»)
TT

خلال نشأته كانت أحلام سكوت بيلي واضحة للغاية. كان بيلي يرغب في العمل في برنامج «60 دقيقة» والذي يعد المجلة التلفزيونية الأكثر شهرة في الولايات المتحدة.

طاف بيلي بكل المنابر التي يطل منها المراسلون، في الحروب والانتخابات والأزمات الاقتصادية، والمدة التي قضاها كمراسل في البيت الأبيض، وربما الأهم من ذلك لقاؤه بالرئيس الأميركي، إلى أن التحق بفريق عمل البرنامج قبل 12 عاما، حيث كان - ولا يزال - واحدا من أصغر المراسلين. وسيتاح له هذا الموسم وقت أطول على الهواء من أي مراسل آخر.

والآن يقف بيلي في صف المرشحين لخلافة كاتي كوريك، كمعلق لبرنامج «سي بي إي إفننغ نيوز». وعلى الرغم من تأكيد الشبكة على أن هناك مرشحين آخرين، فإنه لا يتوقع خسارة سكوت، بحسب تصريح أحد المديرين التنفيذيين في القناة الذي اشترط عدم ذكر اسمه.

ويبدي بعض زملاء بيلي قلقا من أن عمل بيلي كمعلق ربما يكون خفضا لمكانته، وهذا القلق يبرز مدى التغير الذي شهدته المهنة خلال الآونة الأخيرة، لكنها تحمل في طياتها فرصة ثمينة بالنسبة لبيلي وأكبر داعميه جيف فاغير، الذي رشح لرئاسة شبكة «سي بي إس نيوز» الشتاء الماضي. ويبدو فاغير متمسكا بإزالة كلمة «المحاصر» من قسم الأخبار وإحلال شخص من خارج البرنامج ليحل بديلا لكويرك، حيث يمكن أن يكون بيلي جزءا من إعادة هيكلة القناة.

ويقول أندرو تيندال، الذي ينشر الرسالة الإخبارية بشأن النشرات الإخبارية في الشبكات، إن «خطوة فاغير في التصعيد في شبكة (سي بي إس) تبدو عودة إلى تقليد الولاء والتصعيد الداخلي المتبعة داخل القسم».

عمل بيلي (53 عاما) في شبكة «سي بي إس نيوز» أغلب حياته، ويصفه زميله دان رازر، الذي عمل مذيعا في برنامج «إفننغ نيوز» في الفترة من عام 1981 وحتى عام 2005 بأنه «مؤمن مخلص بأسطورة وتاريخ وخرافة (سي بي إس)».

وقال رازر في مقابلة معه الأسبوع الماضي: «هناك بعض المخاطر بالنسبة لبيلي و(سي بي إس نيوز) في هذا التصعيد، لكنها مجازفة تستحق اقتناصها، وإذا ما قاموا بذلك فأعتقد أنهم سينجحون فيها».

الأكثر ترجيحا أن يظل بيلي في برنامج «60 دقيقة» في دور ثانوي، فيقول رازر: «المجازفة هي ألا يلقى شعبية كبيرة. أنا أقول ذلك كشخص ربما يكون قد عانى من هذا الأمر شخصيا».

كان الهدف الرئيسي بالنسبة لشبكة «سي بي إس نيوز» منذ تولي رازر كان الصعود إلى المركز الثالث بين النشرات الإخبارية المسائية. كانت النشرة الإخبارية الأولى هي نشرة شبكة «إن بي سي»، «نايتلي نيوز» التي يذيعها بريان ويليامز، وكان في المركز الثالث النشرة الإخبارية على قناة «إيه بي سي»، «وورلد نيوز» والتي تقدمها دياني سواير.

سينتهي عقد كوريك في أوائل يونيو (حزيران) المقبل، وإذا ما غادرت كما هو متوقع فلم يتضح بعد متى سيبدأ البديل لها.

ويقول مساعدون له إن بيلي كان قلقا من أن يبدو وكأنه يدير حملة لنيل الوظيفة، وتكرار ما حدث خلال عامي 2004 و2005 عندما اعتقد أنه وجون روبرتس سيكونان مرشحين لخلافة رازر.

وفي مقابلة له مع «الأوبزرفر» أكد بيلي حول تجربته في إعداد التقارير، بالقول: «أعتقد أن المشاهدين قادرون على التفريق بين قارئ جيد للقارئ التلفزيوني وشخص لديه الخبرة وموجود في الميدان يقوم بتغطية هذه القصص الصحافية ويعلم بما يقومون به».

إذا ما حصل بيلي على الوظيفة، فربما تروج له الشبكة على أنه المسافر الجوال حول العالم والمحاور من الدرجة الأولى. وقد حاز بيلي في الآونة الأخيرة على انتباه المشاهدين في حلقة السادس من مارس (آذار) بشأن الأطفال المشردين في وسط فلوريدا، والتي جمعت أكثر من 5 ملايين دولار كمعونات للسكان المحليين المشردين، وكذلك تقريره في 20 مارس بشأن الأشخاص الذين تأثروا بالزلزال وتسونامي في شمال اليابان، والتي اختتمها بالقول: «لا يوجد ما يكفي من الأحياء للعناية بالأموات».

نشأ بيلي في مقاطعة لوبوك بولاية تكساس، والتحق بمدرسة الولاية هناك، ثم بجامعة تكساس التقنية، ويقول في كلمة تخرج طلبة الجامعة عام 2009: «ما من صحيفة أو محطة تلفزيونية أو شبكة تلفزيونية كانت ترغب في منحي عملا بها. ولم أجد عملا لدى أحد».

لكن رغم ذلك، تعاقدت مع القناة المحلية التابعة لقناة «إيه بي سي» في المدينة، ثم القناة المحلية التابعة لقناة «إن بي سي» في دالاس فورت ورث، ثم في عام 1982 عملت بقناة «دبليو إف إيه إيه» المحلية التابعة لشبكة «إيه بي سي» في دالاس أكبر المحطات في البلاد.

في عام 1989 بدأ بيلي العمل في قناة «سي بي إس» الإخبارية كمراسل، وحقق شهرته خلال عمله كمراسل في البيت الأبيض في ولاية الرئيس الأسبق بيل كلينتون الثانية عندما طغت فضيحة مونيكا لوينسكي على جميع وسائل الإعلام. وكان فاغير يعمل في تلك الفترة منتجا لبرنامج «إفننغ نيوز».

سرعان ما ترك فاغير البرنامج ليدشن برنامج «60 دقيقة 2» والذي يغطي أهم الأحداث خلال الأسبوع وخلال عام تمكن من إقناع بيلي بالعمل في البرنامج. وكان بيلي الذي ذكر أنه دخل إلى المكتب البيضاوي ذات مرة منتعلا حذاء رعاة البقر. أصبح المحاور التلفزيوني المفضل لدى الرئيس بوش، بما فيها المقابلة الوحيدة التي أجراها الرئيس في الذكرى الأولى لهجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) الإرهابية.

سافر بيلي فيما بعد إلى العراق أثناء بداية الغزو، وعندما خلف فاغير دون هيويت في برنامج «60 دقيقة» عام 2004، انضم بيلي إليه أيضا.

يذكر أن برنامج «60 دقيقة» يحظى بعدد مشاهدين يقارب 15 مليون مشاهد كل أحد، في الوقت الذي يحظى فيه برنامج «سي بي إس إفننغ نيوز» بمتابعة ما بين خمسة وستة ملايين مشاهد. وقد أسهمت النشرات الإخبارية الثلاث في اجتذاب الملايين من المشاهدين إلى القناة على مدار العقود الماضية.

* خدمة «نيويورك تايمز»