أخبار المبادرات في «الشرق الأوسط»

TT

إن انفراد صحيفة «الشرق الأوسط» بنشر تفاصيل المبادرة الخليجية للانتقال السلمي للسلطة في اليمن يعد خبرا مهما، خصوصا أنه جاء في التوقيت المناسب بعد تصاعد حدة الغليان الشعبي ضد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح. وتكمن أهمية المبادرات السياسية في أنها تُوجِد عادة واقعا جديدا، خصوصا إذا ما لقيت قبولا من قبل الأطراف المعنية. من هنا نجد كإعلاميين وصحافيين وكقراء عاديين أن «أخبار المبادرات» مهمة للغاية. ومن هذه المبادرات التاريخية مبادرة اتفاق الطائف الذي لم شمل الطوائف اللبنانية بعد أن أنهى الحرب الأهلية الطاحنة بينهم. ومبادرة السلام العربية للملك عبد الله، ومبادرة أمير الكويت في حل الخلاف السياسي بين عُمان والإمارات مؤخرا. ولا تقتصر «أخبار المبادرات» على السياسية، بل تشمل حتى الميادين الاقتصادية والإنسانية والرياضية والفنية. وهذه الأخبار لها أهمية كبيرة، وعندما تنفرد صحيفة بأخبار خاصة، ومنها المبادرات، لا شك أنها ستحقق سبقا صحافيا مهما، يرفع من مصداقيتها عند القارئ العادي والمتخصص، طالما حظيت تلك الأخبار بالمصداقية والدقة وصحت مصادر الصحيفة. ولذا ينبغي الحذر الشديد عند نقل أخبار المبادرات التي يكون نطاقها إقليميا أو عربيا، لأن تكذيب خبر بهذا الحجم سوف يكون صدى تداعياته في مختلف وسائل الإعلام العربية بالدول المعنية. وهو أمر يختلف، مثلا، عن تكذيب خبر مبادرة رئيس ناد رياضي محلي بتقديم تبرع مالي معين، لأنه لا يتوقع أن يتجاوز نطاق حدود البلد.

وما يهمني كمراقب صحافي أن أذكر الزملاء المحررين بأن أخبار المبادرة إذا كانت مهمة فإنها ستتدحرج مثل كرة الثلج، وبسرعة مذهلة خصوصا في العصر الإعلامي المنفتح الذي نعيشه، وهو ما حدث بالفعل مع الخبر الذي نشرت فيه «الشرق الأوسط» تفاصيل المبادرة الخليجية للانتقال السلمي للسلطة في اليمن الذي تناقلته شبكات التواصل الاجتماعي ووكالات أنباء أجنبية.

ونرجو كقراء ومتخصصين من جميع الأقسام بالصحيفة البحث الدءوب عن أخبار خاصة ينفردون بها على غرار فكرة المبادرة الخليجية التي نشرتها صحيفة «الشرق الأوسط». [email protected]