المراقب الصحفي: الاقتصادية «الشرق الأوسط»

TT

لا تكاد تخلو مقصورة درجة رجال الأعمال في أي طيران أو مطار عربي من وجود صحيفة «الشرق الأوسط». وكثيرا ما أرى بنفسي الكثير من الشخصيات الاقتصادية والاستثمارية والسياسية والإعلامية البارزة تقلب صفحاتها في الأماكن العامة والمنتديات والمؤتمرات الاقتصادية العربية. ولأن الصفحات الاقتصادية مثلها مثل أي ملحق بالصحيفة يحتاج بين حين وآخر إلى تجديدات جذرية فإنني كمراقب صحافي لصحيفة «الشرق الأوسط» أجد أن الوقت قد حان لأن تجدد هذه الصفحات المهمة نفسها بما يتماشى مع هذا العالم الاقتصادي والإعلامي المتسارع الذي نعيشه.

ولا نذيع سرا إن قلنا إن كثيرا من الشركات العربية البارزة تحرص على وضع إعلاناتها في «الشرق الأوسط»، ربما لأنها تصل إلى آلاف المدن العربية والأجنبية. وعليه فنرجو من المسؤولين بالصحيفة أن يعززوا من هذا الانتشار الإعلامي بزيادة تنويع الأخبار الاقتصادية بحيث تغطي دولا أكبر ومواضيع أكثر تنوعا، مع ضرورة التركيز على الأخبار الخاصة التي صارت مهمة في عالم الفضائيات والشبكات الاجتماعية التي لا تبقي ولا تذر من شيء إلا بثته للناس.

كما يعد الاستمرار في نهج المقابلات الخاصة مع الشخصيات المؤثرة في صنع القرار أمرا مهما في استقطاب القراء ورفع مستوى توقعاتهم. فحينما يشعر القارئ بعد قراءته للصفحات الاقتصادية في «الشرق الأوسط» أنه يقرأ أخبارا مختلفة عن نظيراتها من الصحف عندئذ سوف يحرص على اقتنائها. ولا نرى مانعا من تطعيم الصفحات الاقتصادية بمشاريع ترجمات تنشر مواد بالتزامن مع صحف أخرى أو بيوت استشارات عالمية رائدة، سواء كانت مواضيع متعلقة بالاقتصاد أو الاستثمار أو الإدارة أو العقار أو إدارة الأموال الشخصية وغيرها.

وتبقى الرسومات الغرافيكية (التوضيحية) من الأمور التي تضفي على الصفحة الاقتصادية رونقا خاصا يجعل المتابع لها يشعر بأن هناك قيمة مضافة يجنيها باقتنائه لهذه الصحيفة، لأنها تشرح لمشغولين في عالم الأعمال وغيرهم من العامة تفاصيل الخبر أو الحدث بطريقة توضيحية مبسطة وملونة.

وأود هنا الإشارة إلى قضية مهمة، وهي ضرورة الانتباه إلى أهمية عمل موازنة في مسألة عرض العنوان الرئيسي في الصفحة الاقتصادية الأولى، فالاستمرار في عرض أخبار دول محددة (كما يحدث في بعض الأعداد) قد يوحي للقارئ العربي بأن تركيز الصحيفة ينصب فقط على تلك الدول، فلا بد من الموازنة.

إذا جددت الصفحة الاقتصادية طابعها العام وموادها بما يتناسب مع مستوى توقعات القارئ سوف أدوّن في هذه الزاوية الأسبوعية شكري وتقديري وتقييمي الشامل لها، فنحن لا نهدف إلى النقد بل ننشد الارتقاء الدائم بالمادة المنشورة في هذه الصحيفة العربية.