عدد الجمعة المختلف

TT

تحاول أسرة التحرير أن تجعل عدد يوم الجمعة لهذه الصحيفة مختلفا من حيث المحتوى. ولا شك أن الصحافيين والإعلاميين المحترفين المتابعين للصحيفة يدركون أن هناك فارقا ملحوظا من حيث المادة. أما بعض القراء من غير المتخصصين الذين لم ينتبهوا لهذا الفارق فلا ألومهم، لأن الناظر إلى عدد الجمعة من الصفحة الأولى لا يجد شارة إلى جانب اسم الصحيفة تنبههم إلى أن عدد الجمعة مختلف، على غرار ما تفعله كبريات الصحف العالمية. لذا فحبذا لو كتب المسؤولون في الصحيفة إلى جانب اسم الصحيفة «عدد الجمعة» بلون وخط مختلف ولافت، أو وضعوا شارة حمراء مثلا في زاوية الصحيفة العليا وعليها جملة «عدد مميز».

صحيح أن القارئ هو الذي يحكم على تميز الصحيفة، لكننا كصحافيين علينا دور إبراز مجهودنا للقارئ العادي، وعدد الجمعة هو ميزة تنافسية تميز «الشرق الأوسط» عن كثير من الصحف العربية التي تتشابه أعدادها يوميا.

ما يميز عدد الجمعة، هو تنوع الملاحق فيه مثل ملحق الإعلام، والوتر السادس، وحصاد الأسبوع، وملحق يوميات الشرق اليومي، ذي الطابع المختلف يوم الجمعة، وكذلك ملحق الصحة، في الطبعات الخارجية، ومجلة الصحة في طبعة السعودية، وقد أسعدني دخول عمود صحافي جديد متخصص في التاريخ في ملحق حصاد الأسبوع، وإن كان الوقت مبكرا للحكم عليه، ولكنني شخصيا استمتعت بقراءة مادته الأولى الشائقة عن خالد بن الوليد بلغة مختزلة غير مخلة بالمعنى تصلح أن توجه لقراء الصحف.

ما نتطلع إليه لتطوير عدد الجمعة هو زيادة عدد الأخبار والمقابلات الخاصة مع النجوم والمشاهير حتى يشتاق القارئ إلى عدد الجمعة، ويشعر مع مرور الوقت بقيمته.

وأنا أحيي صحيفة «الشرق الأوسط» على عدد الجمعة، لأنها بهذا تبطل الفكرة الشائعة لدى البعض من أن الناس لا تقرأ صحف عطلة نهاية الأسبوع. وأنا أختلف مع هذا الاعتقاد جملة وتفصيلا. فالناس لديها متسع من الوقت للقراءة في العطلة أكثر من أيام الأسبوع العادية، فما بالك إن وجدت مادة مختلفة ومتعمقة تستحق القراءة. وفي الولايات المتحدة الأميركية تباع صحف الأحد بخمسة وأربعة أضعاف قيمتها اليومية تقريبا لأنها مختلفة، أما «الشرق الأوسط» فما زالت تبيع عددها بالسعر نفسه، وهذا أمر جيد.