لقاء حماس في «الشرق الأوسط»

TT

جاء لقاء صحيفة «الشرق الأوسط» مع رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل في الوقت المناسب. ويأتي هذا اللقاء، المنشور يوم الاثنين الماضي، في خضم أصداء دعوات التقارب بين الفصائل الفلسطينية المتنازعة. أهمية اللقاء تكمن في أن هذه الشخصية المحورية في الخلاف الفلسطيني - الفلسطيني، والنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، تعد إحدى الشخصيات المثيرة لاهتمام خصومه وحلفائه على حد سواء. وهو أحد أبرز المطلوبين على قائمة الاغتيالات الإسرائيلية. كما يأتي لقاء مشعل بعد محاولة التقارب «الحماسي - الإيراني» الذي أثار حفيظة دول مجلس التعاون الخليجي، وحذرت منه مرارا، فصدق حدسها حينما تهجمت إيران مؤخرا على دول الخليج بصورة خطيرة، وعلى لسان أكثر من مسؤول. وكانت محاولة التقارب الفلسطيني مع دولة تجاهر بلهجتها العدائية تجاه دول عربية مهمة، مسألة مثيرة حقا، وما تصريحات إيران حول أحداث البحرين وما كشفه القضاء في الكويت من وجود شبكة تجسس فيها، إلا أمثلة صارخة على ذلك. وقد سمح لقاء مشعل لقراء «الشرق الأوسط» بالاطلاع عن كثب على وجهة نظر زعيم حماس تجاه الوضع الفلسطيني الذي ألقت الأحداث العربية العاصفة بظلالها عليه. إذ قال صراحة «إن علاقة حماس بأوروبا إيجابية ولم نحسم موقفنا من واشنطن بعد»، كما رحب بحوار غير مشروط مع القوى الدولية. وطالب بوضع «استراتيجية عربية فلسطينية شاملة للخروج من حالة الجمود التي تضرب عملية السلام منذ عشرين عاما» على حد قوله. ياله من شعور جميل حين يذهب مراسل صحيفتك إلى شخصية عامة وفي التوقيت المناسب، ويطرح عليه أسئلة تدور في خلدك، ليعود إليك محملا بالإجابات التي تنتظرها! ومن هذه الأسئلة ما طرحه مراسلنا على مشعل مثل: «البعض يقول إنكم سعيتم وراء المصالحة بسبب الخوف من ثورة الشعب الفلسطيني عليكم والتخلص منكم، ما تعليقك؟»، فأجاب مشعل قائلا: «أولا، نحن لا نخاف، لأن حكومة حماس حكومة منتخبة من الشعب وقريبة جدا» من الشعب الفلسطيني. وسأل المراسل أيضا عن وضع حماس المستقبلي في منظمة التحرير الفلسطينية، ونصيب حماس من المناصب السياسية في الحكومة، وحقيقة موقف حماس من مقتل بن لادن، كل هذه الأسئلة المهمة حملت إجاباتها إلى القارئ في لقاء صحافي لم يخل من المباشرة في الطرح. ونرجو أن يتكرر مع شخصيات أخرى في العالم العربي الذي يغلي حاليا على صفيح ساخن!