المراقب الصحافي

الوزير العماني ومجلس التعاون

TT

في عالم الصحافة عندما تتقطع بك السبل في الحصول على إجابة شافية حول حدث ما، من مصدر رسمي موثوق، فإنك تحاول اللجوء إلى أقرب شخصية ممكنة من دوائر صنع القرار، علك تظفر بإجابات شافية للقراء. وهذا ما فعلته صحيفة «الشرق الأوسط» عندما استضافت الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان، يوسف بن علوي، الثلاثاء الماضي. حيث حملت إليه مراسلة «الشرق الأوسط» أسئلة متنوعة تدور في خلد المواطن الخليجي والعربي، ممن لم يجدوا تفسيرا لدعوة دول مجلس التعاون الخليجي للأردن والمغرب إلى الانضمام للمجلس المذكور.

وسألت المراسلة الوزير بصراحة عن دوافع انضمام المغرب، فبررها قائلا «نريد تقوية العلاقة بين دول المشرق العربي والمغرب العربي». ورفض فكرة أن يكون الهدف من دعوة الأردن والمغرب أن يفسر بأنه محاولة لتحييد مصر، إذ قال «الناس تنسى بسرعة. ولم تتذكر التاريخ. وفي السابق كان المغرب يقود العمل العربي المشترك خلال حقبة الثمانينات.. وكان للمغرب دور هائل على المستويين العربي والإسلامي»، وهو ما يبدو من كلام الوزير محاولة من المجلس لإحياء هذا الدور الحيوي، وسط «الفراغ السياسي» الذي تعيشه بعض الدول العربية. وبرر عدم انضمام العراق بأنه يعاني من مشكلات داخلية كثيرة ولديه «خلاف هائل مع إيران على الحدود وخلاف مع تركيا»، لكنه تطلع إلى أن تكون ظروفه مهيأة مستقبلا.

وعرجت مراسلة الصحيفة إلى قضية أثارت ردود فعل متباينة، وهي فوز الدكتور نبيل العربي بمنصب أمين عام جامعة الدول العربية، إذ قال إنه «يأتي تقديرا لثورة 25 يناير المصرية»، معلنا أنه تم الاتفاق على «تدوير منصب الأمين العام بعد 5 سنوات باعتباره حقا لكل الدول العربية».

نحن نفهم كخبراء في مجال الإعلام والصحافة أنك مهما أوتيت من حصافة فإنه يصعب عليك أن تدفع سياسيا، أو بالأحرى دبلوماسيا، إلى التوسع في حديث لا يريد أن يتوسع فيه. لكن هذا الأمر لا يمنع من المحاولة. ومن هنا نرجو من زملائنا الصحافيين متابعة قضية انضمام الأردن والمغرب لعلهم يظفرون بسبق صحافي يقدم للقراء مزيدا من التفاصيل عن هذا المشروع الجديد، وما هي الخطوات والسياسات المقبلة للمجلس، الذي وسع رقعته الجغرافية من المحيط إلى الخليج.