فران مايرز: لا أحد يقدم وجهة النظر الأميركية كما نفعل نحن

معدة البرامج في قناة «الحرة» لـ«الشرق الأوسط»: الثورات العربية لم تكن لتقوم لولا مواقع التعارف الاجتماعية

فران مايرز («الشرق الأوسط»)
TT

تعتبر فران مايرز، أحد معدي البرامج الرئيسيين في قناة «الحرة» الأميركية، أن أيا من الثورات العربية الأخيرة ضد الأنظمة لم تكن لتقوم لولا المواقع الاجتماعية. وترى أن هذه المواقع مكنت المحتجين من جمع صفوفهم وتنظيم المظاهرات من دون علم الأجهزة الأمنية التابعة للنظام. ولا تعتبر مايرز أن قناة «الحرة» هي المقابل العربي لمحطة «سي إن إن» الأميركية. وترى أن هدف القناة ليس بالضرورة الدخول في منافسة مع أي طرف.

وتقول مايرز، وهي المعدة المنفذة لبرنامج «اليوم» الاجتماعي الذي يبث من دبي وعدة عواصم عربية «نحن نسعى لأن نقدم للعالم العربي نموذجا في الإعلام الحر والموضوعي. قد يقول البعض إن هذا ما يفعله الجميع، لكن ذلك ليس صحيحا، فأنا كمسؤولة عن برنامج (اليوم) علي إيصال رسالة إلى طاقم عمل يضم 130 فردا موزعين على 5 بلدان، وهي أنه بغض النظر عن خلفيتهم وديانتهم والبلد الذي ينتمون إليه والمؤسسات التي عملوا فيها سابقا، فهم الآن جزء من برنامج (اليوم)، وعليهم أن يكونوا منصفين وموضوعيين أينما وجدوا ومهما كانت طبيعة الحدث الذي يقومون بتغطيته. وهذا الأمر أصعب مما يتخيل المرء، لأننا نأتي من خلفيات فكرية وثقافية متعددة».

من ناحية ثانية، ونظرا لكون «الحرة» قناة أميركية، تعتبر مايرز أنه «لا أحد يمكنه أن يقدم الرؤية الأميركية للأحداث كما نفعل نحن. فنحن موجودون في أميركا، وهذا يسمح لنا بأن نغطي لحظة بلحظة ما يجري هناك من أحداث سياسية، إضافة إلى الأخبار الفنية التي تأتينا مباشرة من هوليوود. فإذا أراد المشاهد في الشرق الأوسط معرفة آخر المستجدات في أميركا، فإن برنامج (اليوم) وقناة (الحرة) يبرزان كخيار بديهي».

وعما إذا كانت «الحرة» تعتبر نفسها المقابل العربي لمحطة «سي إن إن»، قالت مايرز إن «هدف القناة ليس بالضرورة الدخول في منافسة مع أي طرف. فنحن قناة ممولة من الكونغرس الأميركي، ولا نقوم ببث أي إعلانات، وبالتالي لا يقع علينا عبء توفير المداخيل للقناة، على عكس المحطات التجارية».

وخلال الأشهر القليلة الماضية حاز برنامج «اليوم» الذي تعده مايرز إعجاب الكثيرين، نظرا لاهتمامه بتغطية الاضطرابات التي عصفت بالكثير من البلدان في العالم العربي، وفقا لما تظهره مواقع التواصل الاجتماعي. وتعلق مايرز على أداء البرنامج الذي تعده بالقول «خلال هذه المرحلة البالغة الحساسية من تاريخ الشرق الأوسط، وكمنتجة منفذة للبرنامج، كان علي أن أجري تعديلات جوهرية على أسلوب عملنا لنواكب مجريات الثورات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة، فمنذ اندلاع ثورة الياسمين في تونس ركزت اهتمامي على تغطية ما يجري في هذه البقعة من العالم. فحين يموت الناس وتراق الدماء، علينا جميعا أن نقوم بواجبنا في نقل حقيقة ما يجري إلى مشاهدينا لحظة بلحظة. وقد بذلنا الكثير من الوقت والجهد والموارد لنتأكد من أننا نقوم بذلك على أكمل وجه. لقد قمت بنقل مراسلين من دبي إلى ليبيا، وفي مصر كان مكتبنا على مقربة من ميدان التحرير، وكنا نراقب ما يجري عن كثب، وتعرضنا لتهديدات شتى من رجال الأمن».

يشار إلى أن برنامج «اليوم» استطاع أن يؤسس حضورا فاعلا على مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، بعد أن قارب عدد معجبيه على «فيس بوك» 65 ألفا، لذلك تخطط مايرز لإطلاق نسخة «فيس بوك» التلفزيونية من «اليوم» في مايو (أيار) الحالي، والتي «تهدف إلى تسليط الضوء على ما يحدث اليوم في الشرق الأوسط من وجهة نظر المدونين ومستخدمي الإنترنت».

ويأتي اهتمام مايرز بجمهور القناة على مواقع التواصل الاجتماعي على اعتبار أنها ترى أن تلك المواقع كانت المحرك الرئيسي لتلك الثورات دون أدنى شك «برأيي أنه لم تكن لتقوم أي من هذه الثورات لولا المواقع الاجتماعية.. فمن المؤكد أنها لعبت دورا محوريا في الثورة المصرية، ربما أكثر أهمية من دورها في نظيرتها التونسية. فبفضل (فيس بوك) و(تويتر) استطاع المحتجون جمع صفوفهم وتنظيم المظاهرات من دون علم الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، حتى في ليبيا. ورغم كل الجهود لتعطيل قدرة الناس على استخدام الإنترنت، لا نزال نلاحظ الأهمية البالغة التي تلعبها المواقع الاجتماعية في تسريع وتيرة هذه الثورات، وهو أمر لم نكن نتخيل أنه سيحدث يوما».

وتتفق مايرز على أن البعض لا يزالون يعتبرون قناة «الحرة» وبرنامج «اليوم» منبرا لعرض وجهة النظر الأميركية، لكنها ترى أن مضمون البرامج هو نتاج أعضاء فريق العمل الذين يمثلون الشرق الأوسط بكل مكوناته «صحيح أن قناة (الحرة) ومن ضمنها برنامج (اليوم) تبث برامجها من فرجينيا في الولايات المتحدة الأميركية، لكن المقر الفعلي للبرنامج هو الشرق الأوسط، فنحن نبث من دبي والقدس وبيروت والقاهرة أيضا، وثلاثة أرباع العاملين في البرنامج موجودون خارج الولايات المتحدة. لهذا فإن مضمون البرنامج هو نتاج أعضاء فريق العمل الذي يمثل الشرق الأوسط بكل مكوناته. غالبية استوديوهاتنا موجودة هنا في الشرق الأوسط، وأفراد طاقمنا هم الذين ينقلون لنا صورة ما يجري في المنطقة، عليك أن تكون موجودا على الأرض لكي تكتسب المادة التي تقدمها للمشاهد مغزاها الحقيقي».