المعجبون بالمجلات النسائية ينجذبون إلى «نوك كولار»

لم يكن أحد يتوقع نجاحها في مواجهة أجهزة «آبل» و«أمازون» و«أندرويد»

TT

رغم أن جهاز الـ«آي باد» لا يزال الابن المفضل لدى المجلات، اكتشف الناشرون أن «نوك كولار» من شركة «بارنز آند نوبل» يمكن أن تكون ابنة مفضلة أيضا. لقد أذهل ذلك الجهاز الجديد دور نشر مجلات نسائية مثل «أو» و«أوبرا ماغازين» و«كوزموبوليتان» و«ومينز هيلث» بسبب زيادة مبيعات النسخ الرقمية عليها التي فاقت في بعض الأحيان مبيعات النسخ المخصصة لجهاز الـ«آي باد». لم يكن النجاح لهذه الوسيلة الجديدة التي ظهرت في الأسواق فقط منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في مواجهة منافسين شرسين من أجهزة «آبل» و«أمازون» و«أندرويد» - متوقعا. تقول ليز شيمل، نائبة الرئيس التنفيذي للوسائط الرقمية في «ميريديث» - الدار التي تنشر «فاميلي سيركيل» و«بيتر هومز أند غاردينز» فضلا عن مجلات نسائية أخرى: «نحن لم نكن نعرف بالضبط ما الذي ينبغي توقعه. لقد كنا نرى الأمر على أنه نوع من الاختبار. هل ستخلف تجربة مجلة (نوك) أثرا على القراء؟ لقد كانت مفاجأة سارة. أعتقد أن (بارنز آند نوبل) كانت موفقة في تقديم علامة تجارية جديدة وحملة جديدة استهدفت عملاءنا المشتركين». لقد أثبتت قوائم أكثر المجلات مبيعا على «نوك كولار» ذلك، فمن المجلات التي تصدرت القائمة «يو إس ويكلي» و«ومينز هيلث» و«إيفري داي ويز ريتشل راي». وجاءت المجلات الموجهة للرجال مثل «ماكسيم» و«مينز هيلث»، في نهاية المراكز العشرين الأولى الأسبوع الماضي، حيث كانوا بعيدين عن المنافسة. يبدو سبب الأداء القوي للإصدارات الموجهة للنساء على «نوك كولار» واضحا، فبوجه عام يميل الرجال إلى استخدام الـ«آي باد» والأجهزة اللوحية الأخرى، بينما تفضل النساء جهاز «نوك كولار» والقارئات الإلكترونية الأخرى. وطبقا لبيانات معهد «فوريستير ريسيرش»، 56 في المائة من الأجهزة اللوحية من الذكور، بينما 55 في المائة من القارئات الإلكترونية من النساء. كذلك تشتري السيدات كتبا أكثر من الرجال بنسبة 3 إلى 1 بحسب مسح أجرته شركة «بوكر» البحثية لدور النشر العام الماضي، ولذا من المرجح أن تشتري أجهزة مصممة خصيصا لقراءة الكتب. على الجانب الآخر، يعتقد الناشرون أن الانتشار الذي حققه جهاز «نوك كولار» بين النساء يوضح الفرق الشاسع في السوق الاستهلاكية. على الأقل يبدو أن بعض النساء يفضلن أن تكون القارئات الإلكترونية الخاصة بهم بسيطة غرضها القراءة فقط. فالأجهزة اللوحية ذات العلامة التجارية «روك باند» و«جي تي ريسينغ» وآلات التصوير هي أشياء يفضلها الرجال. وقامت شركة «بارنز آند نوبل» بتسويق أجهزة «نوك كولار» الذي يبلغ سعر الواحد منها 249 دولارا، مستهدفة النساء. وتظهر في الإعلانات سيدات وفتيات يقرأن في حالة استرخاء على الشاطئ وفي السرير وعلى الأريكة. وعلى الموقع الإلكتروني لشركة «بارنز آند نوبل»، توجد سيدة مفعمة بالنشاط تدعى كيت تصطحب المستخدمين في جولة داخل الموقع لتوضح لهم كيفية استخدام الجهاز. لم تكشف الشركة بوضوح عن حجم مبيعات جهاز «نوك دولار»، لكنها أشارت إلى أنه بالملايين وأنه أكبر نجاح حققته الشركة على مدى تاريخها. لكن منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، صرحت الشركة بأن عدد الاشتراكات في المجلة وصل إلى 5.1 مليون، وتم بيع نسخ من المجلة على جهاز «نوك كولار». وفي محاولة لاستغلال نجاح القارئات الإلكترونية التي تنتجها شركة «بارنز آند نوبلز»، من المتوقع أن تقدم الشركة قارئا إلكترونيا جديدا. لم تصرح شركتا «آبل» و«أمازون» بحجم المبيعات والبيانات التي تقدمها دور النشر عن المبيعات من خلال جهازي «آي باد» و«كيندل» محدودة، وكانت المجلات الأكثر مبيعا عليهما هي التي أكثر قرائها من الرجال مثل «ويرد» و«رولينغ ستون». كان جهاز «نوك كولار» من أسباب إقبال «ليبيرتي ميديا» على شركة «بارنز آند نوبل»، حيث عرضت الأسبوع الماضي دفع 17 دولارا للسهم، أي نحو مليار دولار. تنشر «ميرديث» مجلتين «فاميلي سيركيل» و«مور» على جهاز «نوك كولار» وتعتزم زيادة عدد المجلات المتاحة على الجهاز، نظرا لازدهار المبيعات. فاق الاشتراك في المجلات على جهاز «نوك كولار» عدد نسخ المجلات التي تنشرها «ميرديث» على جهاز «آي باد»، حيث بلغت النسبة بينهما 2 إلى 1. ووصل عدد الاشتراكات في «أو» و«كوزموبوليتان» التي تنشرهما «هيرست» على جهاز «نوك كولار» إلى عشرات الآلاف شهريا. وازداد عدد اشتراكات مجلات «ويمنز هيلث» و«رانرز وورلد» و«بريفينشين» التي تنشرها شركة «رودال» على جهاز «نوك كولار» بحيث أصبح أكبر من النسخ التي تنشرها على جهاز «آي باد» بخمسة أمثال. وتتوافر 136 مجلة في شكلها الرقمي على «إيكونيميست تو كونتري ليفينغ». ولا يزال حجم مبيعات تلك المجلات صغيرا، حيث لا يتعدى عدد المبيعات كل مجلة بضعة آلاف نسخة. ويقول غريغ مايكلسون، رئيس التسويق في «رودال» - الدار التي تنشر عددا من المجلات على جهاز «نوك كولار»: «إن الأعداد تنفد سريعا، فيا له من أمر مذهل! عندما ننظر إلى المبيعات من المجلات التي ننشرها، نلاحظ أن مبيعات النسخ على (نوك كولار) تفوق مبيعات النسخ على الـ(آي باد) بمقدار خمسة أمثال. وهذا أمر مثير للغاية». ويعتقد الناشرون أن نجاحهم يعود بشكل كبير إلى الشراكة الطويلة والمربحة مع شركة «بارنز آند نوبل»، التي تختلف كل الاختلاف عن العلاقة الإشكالية مع شركة «آبل». وتحتل مبيعات النسخ الورقية من المجلات المركز الثاني وتسبق فقط الموقع الإلكتروني «وال مارت». وتم توفير خدمة الاشتراكات، التي تعد من الأمور التي لا تزال دور النشر تعمل على حلها مع شركة «آبل»، فور عرض «نوك كولار» في السوق، ويتم تشجيع القراء على الاشتراك في فترات اختبار مجانية للنظام لمدة أسبوعين. وبعد ذلك، تحدد دور النشر سعرا منخفضا للاشتراكات. وتبلغ قيمة اشتراك «يو إي ويكلي» الشهري 99.5 دولار، بينما تبلغ قيمة اشتراك «ومانز داي» 99 سنتا. رغم وجود جهاز «آي باد» في السوق منذ أكثر من عام، لم تتح شركة «آبل» اشتراكات المجلات سوى في فبراير (شباط) الماضي. وحتى مع اعتراض دور نشر المجلات الكبرى على شروط سياسة الاشتراك التي وضعتها شركة «آبل»، كانت النقطة الأهم هي عدم حصول المجلات على بيانات المشتركين، على عكس شركة «بارنز آند نوبل» التي توفر هذه البيانات. وتحسنت العلاقات خلال الأسابيع القليلة الماضية بين «هيرست» و«كوندي ناست»، وهما ثاني وثالث أكبر دور نشر أميركية، حيث توصل الطرفان إلى اتفاق يقضي ببيع الاشتراكات. ولا تزال شركة «تايم»، الرائدة في هذا المجال، التوصل إلى اتفاق يحدد معايير أشمل لنموذج الاشتراكات. لم يكن من السهل التفاوض على شروط بيع المجلات على جهاز «نوك كولار» وحسب، بل كانت عملية الخروج بنسخ رقمية من المجلات أسهل وأقل تكلفة من النسخ الرقمية التي كانت تصنع لتلائم العرض على جهاز الـ«آي باد». ما على دور النشر إلا إرسال نسخة «بي دي إف» من آخر عدد من المجلات، في حين تضطلع «بارنز آند نوبل» بباقي العملية. يقول جوناثان شار، مدير المحتوى الرقمي بشركة «بارنز آند نوبل»: «بمجرد إرسال صفحات المحلة إلى الطبع، يتم إرسال نسخة إلينا. إنها عملية ناجحة وجزء من سياستنا. ندرك مدى أهمية ذلك للناشرين». نتيجة لذلك، تصبح تجربة قراءة المجلات على «نوك كولار» تقليدية أكثر من كونها تجربة تكنولوجية. ماذا عن الثروة الصغيرة التي استثمرها الناشرون في تطوير النسخ الخاصة بالأجهزة اللوحية التي أربكت الحواس من خلال الرسوم المصقولة والمقاطع الصوتية والمصورة التي تموج بالحياة؟ لا بأس بها، لكن تعتقد الكثير من السيدات أن تجربة القراءة بالحروف ذات الأشكال التقليدية والصور، جيدة. قال ديفيد كيري، رئيس المجلات التي تنشرها «هيرست»: «لقد علمنا جهاز (نوك كولار) درسا مهما ألا وهو تنوع أذواق المستهلكين. فهناك الذين يفضلون نسخ مجلات تتضمن عناصر سينمائية كالتي تجدها في (أي تيونز)، وآخرون يفضلون النسخ البسيطة دون إضافات، حيث يركزون فقط على الغاية الأساسية منها».

* خدمة «نيويورك تايمز»