في أسواق الـ«كابل».. قليل من البرامج الواقعية يقابله الكثير من المسلسلات

توقعات بتحقيق مكاسب كبيرة في فترة ازدهار الإعلانات العام الحالي

بدأت قنوات الـ«كابل» تتجه مؤخرا إلى انتاج مسلسلات درامية خاصة بها
TT

عرفت ستيسي ليتلجون طريقها إلى محطات الشبكات التلفزيونية مثل الكثير من الكتاب والمنتجين، حيث عملت مساعدة لكتّاب في مسلسل بقناة «فوكس نيوز» وكاتبة نكات في برنامج على قناة «سي دبليو» وكمنتجة كاتبة في برنامج «إي بي سي» الذي مدته نصف ساعة.

لكنها المرة الأولى التي تتولى فيها مسؤولية مسلسل درامي مدة حلقته ساعة، لكن ليس لشبكة لم تحلم بها خلال مسارها المهني وهي «في إتش وان»، «إم تي في» سابقا.

بدأت قنوات الـ«كابل» مثل «في إتش وان» التي كانت تعتمد فقط على البرامج التي لا تعتمد على سيناريو أو تكرار المسلسلات الأخرى التي ليست من إنتاجها تتجه إلى إنتاج مسلسلات درامية وكوميدية خاصة بها. وتهدف هذه القنوات إلى التنوع، سوف سيحقق عرض مسلسل «سيدات عازبات» لستيسي آخر الشهر الحالي، قناة «في إتش وان» التميز وسط برامج الواقع، على حد قول ستيسي.

تنتج كبرى قنوات الكابل مثل «يو إس إيه» و«تي بي إس» مسلسلات درامية وكوميدية قصيرة منذ أكثر من عشر سنوات، لكن بعض القنوات الصغيرة تقوم بذلك الآن. لكن المسلسلات طريقة للحفاظ على القدرة على المنافسة. وتقول جنيفر كاسيرتا، المدير العام لقناة «آي إف سي»، قناة الأفلام المستقلة التي تشتهر الآن بمسلسلي «بورتلانديا» و«القرارات الخاطئة لتود مارغريت» الكوميديين القصيرين: «أعتقد أن هناك اتجاها نحو كتابة المسلسلات». ويتضح هذا التوجه من خلال الجهات المعلنة في «في إتش وان» و«آي إف سي» وقنوات أخرى خلال الربيع الحالي.

وتشهد قنوات الـ«كابل» زيادة كبيرة في فترة الإعلانات لباقي العام.

ويتوقع بعض القنوات مثل «سكريبس نيتوركس» و«فياكوم» تحقيق مكاسب كبيرة في فترة ازدهار الإعلانات العام الحالي بسبب استمرار اتجاه نحو تفضيل قنوات الـ«كابل» وعودة سوق الإعلانات إلى الازدهار.

وصرح تشيز كاري، رئيس التشغيل بشركة «نيوز كوروبوريشن» للمستثمرين الأسبوع الماضي أن سوق قنوات الـ«كابل» والنشرات تبدو «مستعدة لتحقيق نتائج قوية رائعة». وتعد المسلسلات المكتوبة بالنسبة إلى القنوات الصغيرة من البرامج الأساسية التي يمكن عرضها على الجهات المعلنة ويمكن أن تجذب نسبة إعلانات مرتفعة.

وكتب على إحدى اللافتات في عرض توضيحي الشهر الماضي لقناة «بي إي تي» التي حققت أرباحا من المسلسلات الكوميدية وتسعى إلى إطلاق أول مشروع لمسلسل درامي، لكن لا ينظر إلى كل العروض على أنها أكثر أمانا بالنسبة إلى الجهات المعلنة من برامج تلفزيون الواقع. وتصف بهافانا سميث، نائب رئيس شركة «درافتفسب» للإعلان وهي ضمن مجموعة شركات «إنتربابليك» المسلسلات بالـ«بيئة التي يمكن السيطرة عليها» بالنسبة لترويج العلامات التجارية. وتساءلت في إشارة إلى أحد الممثلين في مسلسل «جيرسي سور»: «هل تريد حقا أن تعتمد على سنوكي لترويج منتجك؟».

في «آي إف سي»، تم عرض إعلانات «شيتوس» أثناء مسلسل «بورتلانديا» وعلامة «جاميسون ويسكي» التجارية أثناء مسلسل «تود مارغريت». وقالت جنيفر إن إعلان كل شركة كان «مثيرا للضحك في حد ذاته، لذا كان من السهل عرضها خلال الفواصل الإعلانية مسلسلات كوميدية». لكن لا تزال أكثر قنوات الـ«كابل» تعتمد على برامج تلفزيون الواقع، فهي أقل تكلفة من الناحية الإنتاجية ويمكن إعادة عرضها عشرات بل مئات المرات. لكن هناك مزايا لإدراج مسلسلات كوميدية على خريطة البرامج، حيث توضح وضع وهوية القناة وتساعد في تحقيق رسوم ما قبل الاشتراك وإثارة إعجاب المسؤولين التنفيذيين في الشركة الأم، لذا فالأمر يتعلق أحيانا بكينونة القناة.

وقدمت القنوات الصغيرة مثل «إي إم سي» التي تعرض مسلسلي «ماد مين» و«بريكينغ باد» وقناة «تي في لاند» التي تعرض مسلسلي «هوت إن كليفلاند» و«ريتايرد أت 35» دليلا إرشاديا للآخرين. فعلى سبيل المثال تعمل قناة «بي بي سي أميركا» على إنتاج مسلسلات خاصة بها لتكون مكملة للمسلسلات التي تستوردها من بريطانيا. ومن المؤكد أن هناك أخطاء سوف تحدث مع محاولة إنتاج هذه المسلسلات. فقد ألغت قناة «سي إم تي» لموسيقى الريف، الشهر الماضي أول مسلسل كوميدي قصير لها وهو «وركينغ كلاس» بسبب انخفاض نسبة المشاهدة. وأوضح سايمون آبلبوم، الذي يقدم برنامج «غدا سوف يكون متلفزا» والذي حضر عروض التقديم التي تقوم بها قنوات الـ«كابل» طوال فصل الربيع على مدونته الشهر الماضي أن شركات الإنتاج المتخصصة في برامج تلفزيون الواقع مثل «إنديمول يو إس إيه» التي تنتج برنامج «الأخ الأكبر» و«بونيم موراي» التي تنتج برنامج «العالم الحقيقي» قد بدأت في إنشاء أقسام للمسلسلات التي تعتمد على السيناريو.

وكتب مشيرا إلى حصول «نتفليكس» على ترخيص لإنتاج أول مسلسل يقوم على سيناريو: «الأهم من ذلك أنه إذا رفضت شبكات الكابل مشاريعهم، سيكون لديهم بديل يتوجهون إليه». وكذلك أشار إلى تنفيذ «ديركتيفي» لمسلسل «أضواء ليالي الجمعة» في إطار صفقة مع قناة «إن بي سي».

في النهاية، الاشتياق إلى مشاهدة شخصيات ثرية وحبكة درامية قوية يفيد الكتاب لأن على الأفكار أن تنطلق من مكان ما. وتقول دانا والدن، رئيسة «توينتي سينشري فوكس تليفيجين استوديو»: «يمثل هذا منفذا للكثير من الموهوبين». كذلك يوفر ذلك قنوات تقدم برامج مختلفة عن برامج الواقع المملة وإعادتها. وكما تقول ستيسي يمكن لمسلسل «سيدات عازبات» أن يكون «واسطة العقد» بالنسبة إلى قناة «في إتش وان».

ويعد هذا المسلسل الذي تشارك فيه كوين لطيفة من المسلسلات الكوميدية التي تحكي عن ثلاث صديقات وتم تصويره في أتلانتا ومن المقرر أن ينتهي التصوير خلال الشهر الحالي.

وتقول ستيسي إن العمل لدى قناة «في إتش وان» أمر فريد، لأن القناة لم تنتج من قبل أي مسلسل مدة حلقته ساعة يقوم على السيناريو. وقالت: «إنني أصنع التركيبة». ويتم إنتاج حلقتين معا لتوفير الأموال، وترى ستيسي أن هذا الإيقاع أسرع مما اعتادت عليه. وأقرت بأن الأجور التي تقدمها قناة الـ«كابل» أقل، لكنها أوضحت أن كلمة «أقل» نسبية. وقالت: «ليبارك الله قناة (في إتش وان)، فهم ينفقون أموالا أكثر مما يتم إنفاقه، وأنا أحبهم من أجل ذلك».

* خدمة «نيويورك تايمز»