عندما يرسل توم هانكس رسالة إلى موقع «تويتر» موجها معجبيه البالغ عددهم 1.8 مليون شخص إلى مشاهدة صورة، ربما تكون صورة له في لحظة صادقة من أحد الأفلام، فإنه يحولهم إلى نوع خاص من المواقع، مواقع تعطيه وغيره من المشاهير الآخرين قدرة جديدة على التحكم في ظهورهم على وسائل الإعلام الاجتماعية.
وفي الوقت الذي يستخدم فيه معظم مستخدمي «تويتر» خدمات مثل «تويت بيك» أو «واي فروغ» أو «بليكسي» لمشاركة صورهم مع الأصدقاء والمعجبين، فإن مثل تلك الخدمات، بالنسبة للمشاهير، يمكن أن تأتي مصحوبة بقيود وشروط، حيث يكتسبون حقوق الملكية لتحميل تلك الصور، ويمكنهم ترويج إعلانات جنبا إلى جنب معها. وتقدم شركة اسمها «هو ساي» - شركة جديدة ناشئة لا تحظى بشهرة كبيرة ولكن عملاءها من المشاهير - خدمات مماثلة، لكنها تمنح حق ملكية الصور للنجوم أنفسهم.
ومن خلال عملها في «وضع خفي» منذ العام الماضي، تدير شركة «هو ساي» أعمالها من مبنى «وكالة الفنانين المبدعين» المكتبي في لوس أنجليس، والتي تضم سجل «رولودكس» بأسماء معروفة من بينها هانكس. ويضم موقع «هو ساي» الخاص به علامات تجارية (حقوق نشرها محفوظة لتوم هانكس) ومجموعة من الشروط والأحكام بالأسفل تؤكد ملكيته القانونية للمحتوى بأكمله، والموضوعة في مواجهة تحذيرات (بالغرامات وعقوبة السجن) في حالة الاستخدام غير الملائم.
ولدى شركة «هو ساي» فريق عمل يضم نحو 15 فردا، ولها مكاتب في نيويورك ولندن، بالإضافة إلى المكتب الكائن في لوس أنجليس، كما ذكر ستيف إليز، المدير التنفيذي للشركة. وذكر أن وكالة الفنانين المبدعين وموقع «Amazon. Com» يمتلكان حصص أقلية، بين مستثمرين آخرين.
وتضم قائمة عملاء الشركة، بالدعوة فقط والتي لا تقتصر على وكالة الفنانين المبدعين، كيفين سبيسي وجيم كاري وجون كوزاك وبيل ماهر وجوني نوكسفيل وتشيلسي هاندلرو وإيفا لونغوريا وسبايك لي وإنريكي اغلاسيوس وكاتي كوريك، وكثيرا من المشاهير الآخرين. وبالإضافة إلى الصور ومقاطع الفيديو، تضم خدمات الشركة العلامات التجارية التي لها حقوق نشر مؤتمتة وتطبيق هواتف محمولة خاص، والذي يكون متاحا لوكلاء الدعاية والإعلان، على نحو يسمح بأن يتم التحكم في تحديثات المعلومات الخاصة بالمشاهير على موقعي «فيس بوك» و«تويتر» بسهولة من قبل فريق عمل.
وعن طريق ابتكار طرق لحماية وإدارة وجني الربح في النهاية من نشاط المشاهير على الشبكات الاجتماعية، تهدف شركة «هو ساي» إلى تغيير سلوك المشاهير على شبكة الإنترنت. وقال إليس، الذي تحدث هاتفيا وأرسل تصريحات عبر البريد الإلكتروني «نحن نعمل مع أشخاص يتم استغلالهم على الدوام من قبل أطراف ثالثة لأسباب خاطئة». وكتب أن الشركة قد تشكلت «من أجل منح المشاهير وغيرهم من الأفراد المؤثرين مجموعة من الأدوات التي من شأنها أن تتيح لهم إدارة والتحكم في وجودهم في العالم الرقمي».
وتسعى شركة «هو ساي» إلى توفير التأمين ضد حالات مثل تلك التي حدثت في يناير (كانون الثاني) عندما أبرمت شركة «بليكسي» التي تستضيف صورا، اتفاقا للمتاجرة في الصور التي قام بتحميلها مشاهير وترويجها عبر مؤسسة إخبارية بريطانية. وقال شون كالاهان، مؤسس موقع «Plixi. Com»: «نسبة المشاهير الذين يزورون موقعنا تمثل نحو 10 إلى 15 في المائة من إجمالي الزيارات لموقعنا». وأضاف «إنهم يساعدون في استمرارية الخدمة التي يقدمها موقعنا ويجعلونها مشروعا مربحا».
غير أن مشاركة الأرباح مع المشاهير لم تكن جزءا من الخطة، وسرعان ما فسخ موقع «بليكسي» الاتفاق بعد أن تلقت الشركة اتصالا (مباشرا وليس عبر وكيل إعلامي) من أحد المشاهير - لم يفصح كالاهام عن هويته - يعبر فيه عن استيائه.
وعلى الرغم من ذلك، فإن المشاهير الذين يستخدمون موقع «هو ساي» يمكنهم تجاوز موقع «بليكسي» (أو حتى «فيس بوك» و«تويتر») من أجل مشاركة المحتوى. وبدلا من ذلك، يمكنهم استخدام برامج الشركة الآمنة في إنشاء تحديث، والذي يتم دفعه بشكل آلي إلى تغذياتهم على المواقع الاجتماعية. وبالنسبة للمعجبين، لا تكون النتيجة النهائية مختلفة بشكل ملحوظ. أما بالنسبة للمشاهير، فتختلف كثيرا.
* خدمة «نيويورك تايمز»