مذيعو التلفزيون المشهورون يعملون بشكل مستقل لتحقيق الأرباح

يتقدمهم جيم ليرير وكاتي كوريك وميريديث فييرا وكيث أولبرمان

ريجيس فيلبين (79 عاما) نجم البرنامج الحواري على (اي بي سي) مع كيلي ريبا («نيويورك تايمز»)
TT

يكفي أن يقدم المذيع الأنباء العاجلة كي يحقق شهرة.

يشهد التلفزيون تغيرا مذهلا هذا الموسم، إذ يتخلى عشرات المذيعين التلفزيونيين المشاهير – الذين يشاهد برامجهم أكثر من 40 مليون مشاهد يوميا – عن مكانتهم التي ظلوا يتمتعون بها لفترة طويلة.

على سبيل المثال لا الحصر، في يوم الجمعة، استقال جيم ليرير، من عمله اليومي كمذيع لبرنامج «نيوز آور» بمحطة «بي بي إس»، وفي يوم الاثنين، حل سكوت بيلي محل كاتي كوريك في تقديم الأخبار المسائية «إيفينينغ نيوز» على محطة «سي بي إس» الإخبارية، وفي يوم الأربعاء، تترك ميريديث فييرا عملها ببرنامج «توداي شو» على محطة «إن بي سي»، وفي نهاية هذا الشهر، سيبدأ زميلها السابق كيث أولبرمان تقديم برنامج جديد على شبكة «كارنت تي في» الكابلية.

وفي الوقت الحالي، ربما يدرك المشاهدون بالكاد برامجهم وقنواتهم التلفزيونية المفضلة.

يبدو أن هذا الجيل يشهد أكثر الأوقات صخبا على الشاشة الصغيرة، غير أن معظم الصخب يكون خارج الشاشة، في اجتماعات العمل المتعلقة بالتحول الذي تشهده صناعة الإعلام.

ورغم أن بعض تلك الشخصيات التلفزيونية الشهيرة، مثل ليرير وريجيس فيلبين، تترك العمل ببرامجها بسبب اختلاف الأجيال، فإن آخرين يتركون العمل بها نظرا لرغبتهم في تحقيق أرباح أكبر من خلال تقديم برامج مستقلة. فقد استقل مشاهير مثل كوريك وأوبرا وينفري وغلين بيك عن المحطات الإعلامية التي كانوا يعملون بها والتي جنت أرباحا طائلة من وراء نجوميتهم.

وفي يوم الثلاثاء، أصبح بيك آخر من اتخذوا تلك الخطوة، بإعلانه عن طرح شبكته الخاصة على الإنترنت للمشتركين. ولا يزال الأمل في أن تكون الطرق المختلفة لتقديم المحتوى، مثل الشبكات الكابلية وشبكة الإنترنت، أكثر ربحا بالنسبة للنجوم من المذيعين والمضيفين غير مؤكد حتى الآن.

ومع بدء تعافي صناعة الإعلام من حالة الكساد، يجري البحث عن تصنيفات أعلى. «لقد كانت هذه التغييرات عنيفة جدا في واقع الأمر، إلى حد أن الجيل القادم يحتاج إلى العمل بمزيد من الجدية لمحاولة جمع الأجزاء المتفرقة معا أو أخذ بعض من سمات الجمهور»، هذا ما قاله جوناثان والد، الذي ينتج برنامج «بييرز مورغان» المسائي الذي يبث على محطة «سي إن إن». وقد حل مورغان محل لاري كينغ في يناير (كانون الثاني).

ومثلما تشجع الإنترنت النجوم، فإنها تشجع أيضا الشركات الإعلامية: فتعتزم محطة «كومكاست»، التي أعلنت عن عرضها الناجح يوم الثلاثاء لبث دورة الألعاب الأولمبية لـ8 سنوات قادمة، إتاحة المزيد من الألعاب على شبكة الإنترنت، وتعتزم شركة «ديزني» تحويل موقعها الإلكتروني الرئيسي «Disney. com» إلى خدمة فيديو على الإنترنت أشبه بـ«نيتفليكس» أو «هولو».

وتحدث بوب أيغر، الرئيس التنفيذي لشركة «ديزني» إلى المستثمرين الأسبوع الماضي قائلا: «نحن نعتقد أن لدينا فرصة تقديم محتوى مباشرة إلى مستهلكين».

وربما يكون تعاقد أوبرا وينفري مع الشبكة الكابلية الجديدة التي تحمل اسم «أون: شبكة أوبرا وينفري»، مصدر إلهام لآخرين: تمتلك شركة إنتاجها نصف شبكة «أون»، لذلك، إذا حققت هذه الشبكة نجاحا، فمن الممكن أن تحقق وينفري (57 عاما)، المليارديرة بالأساس، أرباحا أكبر مما كانت تحققه سنويا من برنامجها الشهير «أوبرا وينفري شو»، وهو البرنامج الحواري الذي استمرت في تقديمه لمدة 25 عاما والذي أنهته الشهر الماضي.

بالطبع تتوقف كل هذه الحالات على استعداد المستهلكين لقبول التغيير وملاحقة مذيعيهم المفضلين في وسائل الإعلام الجديدة. وفي لقاء معها، قالت وينفري إنها ابتسمت عندما قرأت تعليق أحد المشاهدين على لوحة النقاش Oprah. cpm والذي جاء فيه إن انتقالها من محطة تلفزيونية إلى شبكة كابلية لم يولد مشكلة «يصعب على أي قنوات متغيرة حلها». غير أن وينفري أعلنت أن العثور على شبكة «أون» بين الشبكات الكابلية كان مشكلة كبيرة بالنسبة لبعض الناس، وقالت إنها تأمل في أن يزداد عدد من يشاهدونها على الشبكة الجديدة.

وأعلنت كوريك يوم الاثنين أنها كانت تعد برنامجا حواريا أشبه ببرنامج أوبرا وينفري لخريف 2012. وقد أسهمت حقيقة أن كوريك (54 عاما) تملك حق ملكية البرنامج مع شريك في جعل العرض جذابا بشكل خاص بالنسبة لها.

وبالمثل، ترك أولبرمان محطة «إم إس إن بي سي» بحثا عن وظيفة – في محطة «كارنت»، حيث بدأ عمله في 20 يونيو (حزيران)، وسيترك بيك محطة «فوكس نيوز» نهاية هذا الشهر. وسيملك بيك شبكة إخبارية جديدة كاملة على الإنترنت، وهي «جي بي تي في»، والتي ستتراوح تكلفة الاشتراك فيها ما بين 5 إلى 10 دولارات شهريا.

وبإمكان شبكات الإنترنت ذات النطاق العريض وأجهزة الاتصالات مثل الهواتف الجوالة وأجهزة الكومبيوتر المحمولة أن تتيح للنجوم «الخروج عن نظام توزيع المحتوى المتعارف عليه»، هذا ما ذكره ريتشارد غرينفيلد، محلل إعلامي بشركة «بي تي آي جي كابيتال».

وبالطبع لم يكن بوسع أشخاص مثل أولبرمان وبيك مطلقا أن يصبحوا نجوما من دون ذلك النظام.

لقد جعلت التغييرات الشاملة في صناعة الإعلام هذه الفترة بمثابة فترة عصيبة على وجه الخصوص بالنسبة للموهوبين. فبالنسبة للبعض، هناك نموذج ذهني يحذر من المستقبل: جوني كارسون، الذي نادرا ما ظهر أمام الجمهور بعد تركه برنامج «ذا تونايت شو» في 1992، وقيل إنه كان في شدة السعادة. بيد أنه لا ينتهج أي من النجوم ذلك الأسلوب هذا العام.

وفي فصل الخريف، على سبيل المثال، من المقرر أن يترك فيلبين (79 عاما) برنامجه الحواري الذي يبث في النهار «مباشر مع ريجيس وكيلي»، بعد 28 عاما. وقال فيلبين ضاحكا خلال مقابلة أجريت معه الأسبوع الماضي: «حان وقت رحيل الحرس القديم».

ولكن لا يعني ذلك أنه سيتقاعد، ففي الواقع قال فيلبين إن ذلك لن يحدث. وأضاف: «أتجه إلى نهاية الطريق، وأعتقد (ربما أود أن أجرب القيام بشيء مختلف نوعا ما)»، ورفض الكشف عن أي تفاصيل بخصوص برنامجه أو برامجه المقبلة.

وربما يكون من السهل ترك برنامج تلفزيوني، ولكن من الصعب بالتأكيد البقاء بعيدا عن التلفزيون. ويعترف كينغ، وهو أحد أصدقاء فيلبين، بهذه الحقيقة خلال مقابلات، ويستضيف كينغ حاليا فقرات خاصة مدتها 4 ساعات لقناة «بي بي سي» كل عام.

وبالنسبة إلى البعض فإن توم بروكاو هو النموذج، فقد ترك «الأخبار المسائية على (إن بي سي)» عام 2004، ولكنه يخرج ويستضيف برامج وثائقية ويؤلف كتبا ويعلق على «إن بي سي». وكتب في رسالة عبر البريد الإلكتروني مساء الثلاثاء: «أود الإبقاء على صلة، من دون أن أكون مقيدا».

وقد قلص ليهرير (78 عاما) دوره في «نيوز أور» على مدار عامين قبل أن يقرر التوقف عن العمل كمذيع بشكل منتظم، ولكنه سيلعب دورا في القرارات التحريرية، كما سيكون مذيعا في بعض أيام الأسبوع.

وقالت فييرا (57 عاما) لمشاهدي برنامج «توداي» الشهر الماضي: «في الواقع لقد تمتعت بوقت رائع، ولكن الوقت من الأشياء الغريبة – ولا يمكن أن تحصل منه على ما يكفيك في يوم من الأيام». وقالت إنها تريد المزيد من الوقت مع عائلتها. وكما الحال مع كينغ وليهرير، لا تزال فييرا تعمل لدوام غير كامل، ومن المتوقع أن تقابل الشهر الجاري مسؤولين تنفيذيين بـ«إن بي سي نيوز» للحديث عن تحولها إلى مساهمة لمجلة إخبارية تعدها «إن بي سي».

* خدمة «نيويورك تايمز»