«فيس بوك» يطور وسائل جديدة لمشاركة الوسائط

يجري مناقشات مع شركات تقديم الخدمات الموسيقية على الإنترنت

مارك زوكربيرغ
TT

يعكف موقع «فيس بوك» على تطوير سمات ستسمح بمشاركة المواد الموسيقية والعروض التلفزيونية المفضلة للمستخدمين وغيرها من الوسائط الأخرى، كجزء من الموقع، تماما كالألعاب أو إرسال صور الإجازات.

ويجري الموقع مناقشات مع العديد من شركات تقديم الخدمات الموسيقية على شبكة الإنترنت، ومن بينها الشركة الأوروبية «سبوتيفي»، لابتكار علامة تبويب أو تطبيق «ويدجيت» يمكن أن يعرض الأغاني الأكثر تشغيلا ويقدم وسيلة سهلة يستطيع الأصدقاء من خلالها سماعها، حسبما أشار اثنان من المشاركين في المناقشات. ويرغب موقع «فيس بوك» في إتاحة الإمكانية نفسها مع أنواع أخرى من الوسائط، مثل لقطات الفيديو والأخبار، حسبما أشار هذان المشاركان، اللذان اشترطا عدم الإفصاح عن هويتهما نظرا لسرية المحادثات.

ولن يعلق موقع «فيس بوك»، الذي يبلغ عدد مستخدميه نحو 700 مليون مستخدم، على خططه. غير أن محللين ومسؤولين إعلاميين ذكروا أن اتجاه الموقع إلى الوسائط كان جزءا من طموحه لأن يصبح محورا لجميع أنواع الأنشطة على شبكة الإنترنت. وكما يرى الموقع، فقد بات الناس يعرفون أنفسهم بصورة متزايدة من خلال الوسائط التي يستخدمونها، على حد قولهم.

وفي بيان، قال متحدث باسم موقع «فيس بوك»: «نحن نبحث دائما عن طرق أفضل لمساعدة الناس في اكتشاف أكثر المحتويات ملاءمة لهم على (فيس بوك)، ولكن ليس لدينا ما نعلن عنه».

ومع التركيز على الوسائط كجزء ثابت ويعتمد بدرجة كبيرة على العنصر المرئي من الصفحة الشخصية للمستخدم، يأمل الموقع في محاكاة النجاح الذي حققه بأن أصبح وجهة رئيسية يقصدها المستخدمون بحثا عن الألعاب المميزة. ولفت مارك زوكربيرغ، المدير التنفيذي لموقع «فيس بوك»، إلى خطط الموقع أثناء عرض تقديمي في مؤتمر خاص بالتكنولوجيا ضمن قمة مجموعة الثماني في فرنسا هذا الأسبوع.

وقال زوكربيرغ: «سماع الموسيقى هو نشاط يقوم به الأفراد مع أصدقائهم». وأضاف: «الاستماع إلى الموسيقى ومشاهدة العروض التلفزيونية والتعرف على الأخبار وقراءة الكتب – تلك الأنواع من الأنشطة التي أعتقد أن الأفراد عادة ما يقومون بها بالاشتراك مع أصدقائهم. وآمل بأن يكون في استطاعتنا أن نلعب دورا في تمكين تلك الشركات من تضمينها، وأيضا في مساعدة الشركات التي تقدم مثل هذا المحتوى الرائع على أن تركز بدرجة أكبر على الجانب الاجتماعي».

لقد عمل موقع «فيس بوك» منذ وقت طويل على توسيع نطاق تأثيره عبر شبكة الإنترنت وإقناع شركات الوسائط باستخدام بياناتها عن الاتصالات بين الناس لجعل خدماتها تميل بدرجة أكبر إلى الطابع «الاجتماعي». وفي فرنسا، أشار زوكربيرغ إلى (نت فليكس) باعتبارها واحدة من الشركات التي كانت قد شاركت في محادثات مع (فيس بوك)».

وتتيح خدمات موسيقية متعددة، مثل «سبوتيفي» و«باندورا»، للمستخدمين بالفعل تسجيل الدخول بحسابهم على «فيس بوك»، وتخصص مواقعها بشكل خاص للمستخدمين اعتمادا على أنشطة أصدقائهم.. غير أن موقع «فيس بوك» يرغب في تسهيل استفادة المستخدمين من تلك الأنشطة عليه.

وطبقا للأفراد المشاركين في المفاوضات، ستلعب شركات وسائط عدة مشاركة لـ«فيس بوك» دورا في التغذية المستمرة للموقع بالأغاني التي يستمع إليها المستخدم أو لقطة الفيديو التي يشاهدها. ويمكن أن يتمتع الأصدقاء حينها بإمكانية الوصول إلى المحتوى نفسه عن طريق النقر على رابط التغذية. وباللجوء إلى الشركاء الخارجيين، لن يرخص «فيس بوك» نفسه أي محتوى من شركات مسجلة أو شبكات تلفزيونية.

ومعروف عن «فيس بوك» إدخال تعديلات مستمرة على المنتجات إلى أن تصبح جاهزة، فيمكن تغيير سمات الخدمات الجديدة الخاصة بالموسيقى والوسائط الأخرى التي يقدمها موقع «فيس بوك» قبل إطلاقها.

وربما تحقق هذه الجهود المبذولة فائدة كبيرة إذا نجح «فيس بوك» في ابتكار سمات من شأنها أن تسمح للأعضاء المشاركين فيه بدفع مبلغ مالي مقابل الحصول على خدمات الموسيقى التي تقدمها شركات أخرى مستخدمين العملة المتداولة على شبكة الإنترنت وبطاقات الائتمان، على حد ذكر ديفيد كيركباتريك، مؤلف «تأثير فيس بوك». وقال كيركباتريك: «ربما تكون الموسيقى منجم ذهب، تماما مثلما كانت الألعاب منجم ذهب».

لقد سجلت الأخبار الخاصة بالمحادثات بين موقع «فيس بوك» وشركة «سبوتيفي» زيادة بشكل متكرر على منتديات التكنولوجيا، مما أدى إلى توقع بأن موقع «فيس بوك» سيعمل مستهدفا إنشاء قناة موسيقية. غير أن الناس ممن لديهم معلومات عن استراتيجية «فيس بوك» يقولون إن الموقع لم يرغب مطلقا في ربط نفسه بخدمة موسيقية واحدة، مفضلا العمل مع شركاء متعددين.

وقد بدأت شركة «سبوتيفي»، المتاحة في سبع دول أوروبية، محادثات مع علامات مسجلة بارزة لتوزيع خدماتها في الولايات المتحدة، وتربطها بالفعل علاقات بمسؤولين في «فيس بوك»، وكان شون باركر، أحد أوائل المستثمرين في «فيس بوك»، مستثمرا في «سبوتيفي» أيضا. وقال جيم بوتشر، متحدث باسم «سبوتيفي»: «نحن نعمل معا باستمرار من أجل جعل التجربة الاجتماعية على موقع (سبوتيفي) في أفضل صورة، ونرحب بالعلاقات مع أي شركة تسعى إلى الابتكار بتضمين قيمة اجتماعية أكبر في التجربة المقدمة للمستخدم».

وفي العام الماضي، دخل موقع «فيس بوك» في مفاوضات مع شركة «أبل» حول إضفاء سمات اجتماعية على «آي تونز»، غير أن المحادثات توقفت، وأنشأت شركة «أبل» شبكة اجتماعية خاصة بها داخل «آي تونز»، تسمى «بينغ». ولم تحقق هذه الشبكة انتشارا بين المستخدمين.

* خدمة «نيويورك تايمز»