كاتي كوريك تعتبر «إيه بي سي» أنها الأفضل

نجمة البرامج الإخبارية السابقة تعود للعمل في الشبكة من جديد

كاتي كوريك («نيويورك تايمز»)
TT

في الثامن من فبراير (شباط)، توجه المديرون التنفيذيون لشبكة «إن بي سي»، بما في ذلك ستيف بيرك، الرئيس التنفيذي الجديد، وستيف كابو، رئيس قطاع الأخبار، إلى فندق سانت ريجيس في مانهاتن، لتقديم كاتي كوريك، نجمة البرامج الإخبارية السابقة، للعودة للعمل في الشبكة من جديد.

وصلت كوريك، التي كانت تسعى إلى اتجاه جديد في حياتها المهنية في شكل برنامج تلفزيوني مسائي يتم تسويقه لأكثر من جهة مع الحفاظ أيضا على دور مستمر في قسم الأخبار بالشبكة، بعد وقت قصير مع وكيلها، آلان بيرغر.

وقد طلبت هي ووكيلها عقد لقاء «بعيدا عن الأنظار»، لأنهما يعرفان كيف كان يتم تتبع مستقبل كوريك عن كثب. واستمر عقدها كمقدمة لـ«البرنامج الإخباري المسائي لشبكة «سي بي إس» لمدة 4 أشهر فقط.

وأثناء سيرهما، شعر كل من كوريك وبيرغر بعدم الاستقرار الذي كان يبدو عليه فريق «إن بي سي»، وسرعان ما عرفا السبب وراء ذلك.

وكان المديرون التنفيذيون لشبكة «إن بي سي» قد قابلوا للتو آل غور، نائب الرئيس السابق، الذي كان هناك ليعلن عن تعيين كيث أولبرمان للعمل في القناة الخاصة به التي تحمل اسم «كارنت تي في».

وكان أولبرمان، الذي كان نجما لامعا على قناة «إم إس إن بي سي»، قد غادر الشبكة بشكل لاذع قبل أسبوعين، وكان هو ومجموعة عمل قناة «كارنت تي في» موجودين في غرفة الاجتماعات المجاورة للحجرة التي استأجرتها شبكة «إن بي سي» لإجراء المفاوضات مع كوريك.

وقال مسؤول تنفيذي بارز في شبكة «إن بي سي»: «لقد كان ذلك محرجا». لقد تمنت شبكة «إن بي سي» حظا أفضل لكوريك. ولكن رغم أن فريق كوريك قال إنه يعتقد أن الشبكة قد بذلت جهودا قوية لمحاولة إقناعها بالعودة، بما في ذلك استخدام عرض تفصيلي من خلال الباور بوينت يظهر مزايا اقتراح بيع البرنامج لأكثر من جهة، وشريط فيديو يحث كوريك على «العودة إلى بيتها في (إن بي سي)»، إلا أن هذه الجهود قد تعثرت، وبدلا من ذلك، من المنتظر أن تقوم كوريك بالإعلان يوم الاثنين القادم عن أنها ستوقع عقدا مع شبكة «إيه بي سي»، التي لم تكن منافسا جديا في صباح اليوم الذي ذهبت فيه إلى فندق سانت ريجيس.

تكشفت المفاوضات حول مستقبل كوريك في التلفزيون على مدى الأشهر القليلة الماضية وشارك فيها 3 من الـ4 شبكات الإخبارية، فضلا عن الـ«سي إن إن». كما ضمت مديرين تنفيذيين بارزين في وسائل الإعلام، بما في ذلك بيرك، وروبرت إيجر من قناة «ديزني»، وليسلي مونفيس من شبكة «سي بي إس»، وجيف بيوكس من شبكة «تايم وورنر». وربما بشكل غير متوقع، ورغم عدم نجاح كوريك في وضع حد للتدهور في تقييمات «البرنامج الإخباري المسائي لشبكة (سي بي إس)»، فإنها ظلت تمتلك قيمة كبيرة من الناحية التجارية.

وفي الوقت الذي كانت فيه أوبرا وينفري، وهي نجمة تلفزيونية كبيرة، قد غادرت المحطة لتوها، أظهر التودد لكوريك أن الشبكات، التي تسعى للاستفادة من الإمكانات المادية الهائلة لبيع المواد الإعلامية لأكثر من جهة في نفس الوقت، لا تزال تراهن على النجوم – حتى النجوم من أمثال كوريك التي أخذت نصيبها من الهجوم في وسائل الإعلام.

ولم يتم الكشف عن تفاصيل الصفقة الوشيكة بين كوريك و«إي بي سي»، ولكن كوريك ستطالب بحصة من الأرباح بصفتها شريكة في البرنامج. ويحقق بيع المواد الإعلامية لأكثر من جهة مكاسب مالية كبيرة، وذلك لأن البرامج الناجحة تجني الأموال من كل من رسوم المحطات وعائدات الإعلانات – وبصفة عامة فإن إنتاج هذه البرامج غير مكلف.

وقال أحد كبار المفاوضين للتعاقد مع كوريك، والذي تحدث الأسبوع الماضي شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب الطبيعة السرية للمحادثات: «إننا جميعا نعرف ما نبحث عنه في البرامج الحوارية الناجحة التي تباع لأكثر من محطة – إيرادات سنوية تتراوح بين 100 و300 مليون دولار. وبصفتها مضيفة البرنامج وشريكة فيه، يمكن أن تحصل كوريك كل عام على عشرات الملايين من الدولارات.

وعلى مدار سنوات، تهربت كوريك من الجهود الرامية إلى اشتراكها في عرض يباع لأكثر من جهة. وقالت في مقابلة عبر الهاتف: «ولكن بالنظر إلى الوضع، أعتقد أن الوقت سيكون مناسبا لبرنامج مثل هذا. إنه يعطيني الكثير من الحرية الخلاقة ويسمح لي أن أعبر عن نفسي».

ومن ضمن الأسباب التي جعلت هذا القرار أكثر منطقية الآن هو أن وينفري، النجمة المهيمنة على البرامج الحوارية، قد تركت الساحة. وقالت كوريك: «لم أرغب أبدا في منافستها، لأنه لا أحد يستطيع ذلك». وكانت مجموعة كوريك تسعى لعودتها إلى مناقشة مجموعة من الموضوعات مثل تلك التي كانت تطرحها أثناء برنامج «اليوم»، والذي كانت تقدم فيه الكثير من المتعة.

ومنذ البداية، أوضحت كوريك أن شريكها في البرنامج، سواء في الإنتاج أو الجانب التجاري، سيكون جيف زوكر، وهو الرئيس التنفيذي السابق لقناة «إن بي سي»، والذي أراد أن يعود إلى التلفزيون من خلال العمل في غرفة التحكم كمنتج تنفيذي لبرنامج حواري. وكان هذا هو دوره في برنامج «اليوم»، عندما كان هو وكوريك، جنبا إلى جنب مع مات لاور، يقودون برنامج «إن بي سي» للهيمنة على التصنيفات التي استمرت في كامل قوتها.

وقد أثار وجود زوكر كلاعب محوري آخر (ومشارك في الربح) بعض الشكوك في أن اثنين من خصومه السابقين – بيرك الذي أطاح به من قناة «إن بي سي»، ومونفيس، الذي كان دائما في منافسة شرسة معه في شبكة «سي بي اس» – قد قاوما عقد الصفقة مع كوريك بسببه.

ولكن كلا الرجلين قد أخبر كوريك وفريقها أنهما لم يكن لديهما أي مشكلة تتعلق باشتراك زوكر في البرنامج. وخلال الاجتماع الذي عقد في فندق سانت ريجيس، أخبر بيرك كوريك أنه «موافق وراض كل الرضا عن ذلك».

ولكن فشلت جهود شبكة «إن بي سي» بسبب ما رأته أنها مطالب مفرطة – بما في ذلك الإصرار على أن تضمن «إن بي سي» تخصيص الساعة الرابعة مساء لكوريك – ونظرة فريق كوريك لـ«إن بي سي» على أنها لا تملك الخبرة الكافية في مجال الأعمال التي تباع لأكثر من جهة.

وتشير كوريك إلى أن قناة «سي بي إس» خطت خطوات رائعة يقودها في ذلك مونفيس الذي ظل داعما قويا لكوريك خلال فترة عملها في فترة الأخبار المسائية. لكن «سي بي إس» كانت ترغب في أن توجه كوريك تركيزها تلقاء البرامج الحوارية، لا القسم الإخباري. كان بإمكانها أن تعمل لبرنامج «ستون دقيقة» خلال العام الحالي حتى تدشين البرامج الحوارية في عام 2012. لكن بموجب الاتفاق الذي اقترحته قناة «سي بي إس»، ضاعت الفرصة لتصدر البرامج الحوارية.

اتخذت قناة «إيه بي سي» خطوة جريئة في مارس (آذار)، عندما عرضت على كوريك في البداية برنامجا في القناة يبث في الشبكة فقط في فترة ما بعد الظهيرة، وحاولت القناة ومديرتها آن سويني زيادة الإغراء في العرض بمنحها دورا متصلا في القسم الإخباري.

وفي أبريل (نيسان) اجتمع كل أفراد المجموعة الداعمة لكوريك ـ بيرغر، مدير الدعاية الخاص بها، وماثيو هيلتزيك، ومحاميها كريغ جاكوبسون ـ في شقة زوكر في مانهاتن لرفض هذا الخيار. ورغم محاولة زوكر الذي قاد النقاش وكان يسجل وجهات النظر ووجهات النظر المعارضة لها. وكانت الفرصة منعدمة بالنسبة لـ«إيه بي سي» و«سي بي إس» ورغم قول فريق كوريك إن قناة «إيه بي سي» كانت الأرجح بالنسبة للجميع فإنهم عبروا عن اعتقادهم في أن قناة «سي بي إس» لا تزال حريصة على تواجد كوريك حتى نهاية العقد.

بيد أن هذا الاعتقاد لم ينعكس في تحرك «سي بي إس»، فقد أعلنت الشبكة في الأول من مايو (أيار) أنها سحبت عرضها، رغم أن الشبكة أوضحت بصورة سرية أنها لا تزال تحتفظ بحقها في عقد أي صفقة مع كوريك حتى نهاية عقدها في الرابع من يونيو (حزيران).

في الوقت ذاته اتخذت شبكة «إن بي سي» خطوات أحادية للنأي بنفسها عن أي شائعات بأنها خسرت كوريك. فأكد مديروها التنفيذيون أنهم لم يقدموا عرضا لكوريك (وهي نقطة اعترف بها فريقها) وأكدوا سرا على أن الأبحاث الداخلية التي أجرتها القناة أظهرت أنها لا تتمتع بشعبية كبيرة.

وأوضح هنري شافر، نائب الرئيس التنفيذي لمؤشر «كيو سكورز» التي تراقب شعبية المشاهير، فأشار إلى أن شعبية كوريك تراجعت عما كانت عليه خلال بداية التحاقها بالقناة قبل 5 سنوات لكنها لا تزال فوق المتوسط بالنسبة للشخصيات الإخبارية التلفزيونية. مهما كانت ترجمة ذلك إلى النجاح في البرامج الحوارية فإن الكثير يعتمد على أي المحطات التي توافق على شراء برنامج كوريك وفي أي ساعة يختارون فيها إذاعة البرنامج، فقد تعاقدت المحطات على شراء البرامج التي ستحل محل برنامج أوبرا.

لم تحدد محادثات كوريك أي ضمانات محددة بإذاعة برنامجها في الساعة الرابعة كما حاولوا مع شبكة «إن بي سي». وقد أجرى فريق كوريك بحثا سوقيا أقنعهم بأن الأوقات الزمنية ستكون مفتوحة فيما يكفي من القنوات للبرامج الحوارية لإثبات نفسها وعندما تظهر للمرة الأولى في جميع الشبكات التلفزيونية العاملة في الولايات المتحدة في خريف عام 2012.

وقد استقر فريقها على صيغة واحدة للنجاح تتمثل في أنه إذا كان البرنامج جيدا فسوف يشاهده الناس.

اختيار كوريك لشبكة «إيه بي سي» تمثل الشبكة الثالثة التي تتعامل معها كوريك. وقالت إنها كانت سعيدة بمدى نجاح عملية المفاوضات الطويلة.

وقالت: «إنه لمن المشجع رغبة الكثير من الأفراد في لقائي واهتمامهم بي. لقد جعلني ذلك أفكر في أن برنامجا كهذا يمكن أن يحقق صدى طيبا. على أي حال سنتبين ذلك عما قريب».

وأشارت كوريك إلى أنها ترغب في إقامة عرض تلفزيوني يقوم حول الأحاديث مع الأفراد وذكرت ميشيل أوباما وليدي غاغا. وأكدت على أن عملها لدى شبكة «إيه بي سي نيوز» سيتيح لها فرصا لإجراء مقابلات لبرنامج «نايت لاين»، وربما بعض التقارير السياسية.

وتقول: «أنا أرغب في أن أكون لاعبا نشطا».

* خدمة «نيويورك تايمز»