سكوت بيلي مذيع جديد داخل «سي بي إس»

القناة وعدت المشاهدين بأنه سيأتي بتقييمات برنامج «60 دقيقة» للأخبار المسائية

سكوت بيلي («نيويورك تايمز»)
TT

من الصعب مقاومة الفضائح الجنسية التي يتم الكشف عنها في اللحظات الأخيرة قبل إذاعة النشرات أو البرامج، ولكن في ليلته الأولى كمقدم لـ«إفينينغ نيوز» (الأخبار المسائية) على شبكة «سي بي إس»، لم يتجاوز سكوت بيلي الحد.

سبقت «إن بي سي» بإقرار النائب أنتوني دي وينر أنه بعث برسائل غير مناسبة على شبكة الإنترنت. (وكما قال مذيع «إن بي سي»، براين ويليامز، فقد «سقطت ضحية أخرى في عصر تبادل المعلومات بصورة مبالغ فيها»)، ولم يذكر بيل السقطة النكراء لعضو الكونغرس عن ولاية نيويورك حتى ثالث فقرة، وعندما قام بذلك، عبر عن الحدث بنوع من النفور.

عرضت «إيه بي سي نيوز» مقابلة خاصة مع ميغان بروسارد، وهي من النساء اللاتي اشتركن في محادثات إلكترونية تتضمن إشارات جنسية مع وينر، ومعها بعض الصور التي تم تبادلها و«سمحت» الشبكة بها (يتم دفع رسوم مقابلها)، وبدلا من ذلك، تحدث مذيع «سي بي إس» الجديد إلى مراسل الشبكة لدى الكونغرس، نانسي كوردس، من دون رسوم إضافية. وقال بيلي بنبرة أنيقة أشارت إلى أنه لم يعتقد في الواقع أن وينر قام بذلك: «نانسي، ساعدينا على فهم سبب أهمية ما قام به عضو الكونغرس وينر».

لقد نبه بيلي، المراسل السابق لبرنامج «60 دقيقة»، المشاهدين إلى أنه مذيع لا يعبث، ولكن توجد صعوبة أكبر في فهم الشيء الآخر الذي يريد أن يقدمه. وفي الواقع، تعد «سي بي إس» المشاهدين بأنه سيأتي بتقييمات برنامج «60 دقيقة» للأخبار المسائية، وتعرض إعلانات مع صورته وصورة لساعة توقيت وكلمات: «كيف سيكون الحال لو توافرت لديك التقارير الأصلية العالمية لـ(60 دقيقة) في مختلف الليالي طوال أيام الأسبوع؟ حسنا، تستطيع الآن». وفي الواقع فإنه بالنظر إلى برنامج يوم الاثنين، فإنك لا تستطيع. ويشبه الأمر قول إن فطائر «سنزفر» المجمدة تعوضك عن تجربة طعام رائعة – هناك الكثير من الأشياء التي يمكن ذكرها بخصوص السرعة ومدى الملاءمة، ولكن لن تكون هذه الوجبة مثل تناول وجبة من 4 أطباق داخل «لو برناردين»، أو برنامج «60 دقيقة» المكون من 4 فقرات.

وكان برنامج بيلي أقرب إلى وجبة عشاء مجمدة. وربما كان الشيء المحمود أنه لم يكن يتباهى. بدأ البرنامج بأفغانستان، حيث تنحى جانبا ليعطي المجال لتقرير طويل من الميدان قام به ماندي كلارك، مراسل يغطي القوات المقاتلة التي تحارب المتمردين على الحدود الأفغانية - الباكستانية.

وعلى النقيض، كانت دياني ساوير، مذيعة «إيه بي سي»، بالفعل في الميدان داخل كابل كما أن انطباعاتها إلى جانب مقابلتها المشتركة مع الجنرال ديفيد بترايوس، ووزير الدفاع روبرت غيتس، استغرقت قرابة ثلث البرنامج. وأنهت «إيه بي سي» البرنامج بفقرة تحاورت فيها ساوير بمرح مع مجموعة من أطفال المدارس الأفغان المرحين المؤيدين للولايات المتحدة. وانتهى برنامج بيلي بقصة حول محارب بطولي شارك في يوم إنزالات نورماندي، ولم يؤد الفقرة بيلي، ولكن قام بذلك مراسل من داخل نورماندي.

كما طغى على أول ظهور لبيلي حديث كاتي كوريك يوم أول من أمس، الاثنين، عن أنها عقدت اتفاقا مع «إيه بي سي» لتستضيف برنامجا يبث في وقت النهار مع العمل أيضا لـ«إيه بي سي نيوز».

وربما نتيجة لذلك، لا تحاول «سي بي إس» الإشارة صراحة إلى أن تعيين بيلي يدشن عودة إلى الأيام العظيمة لـ«سي بي إس نيوز» - توجد خريطة جديدة وراء كتبه وهي محاكاة لخريطة كانت معلقة خلف ولتر كرونكيت.

ومن غير المحتمل أن يستعيد أي مذيع طابع كرونكيت ومرجعية لا مراء فيها. وفي الواقع فإن ما يقدمه بيلي عودة إلى نشرة أخبار خالية من الإغراء، إنه جاد ورزين ويمكن الاعتماد عليه، وليس أنيقا بصورة مبالغ فيها. ويوم أول من أمس، الاثنين، لم يُظهر سرعة كوريك ولا عاطفة دان راذر. ومن ناحية الأسلوب والمزاج، فإن بيلي أقرب إلى بوب شيفر وهاري سميث، المخضرمين داخل «سي بي إس».

وكان بيلي لطيفا، ولكنه لم يبدُ مرحا. وربما يكون ذلك لأنه يتحرك من البرنامج الإخباري الأسبوعي الأكثر مشاهدة داخل أميركا، نحو 14 مليون مشاهد مساء الأحد، إلى البرنامج الأقل مشاهدة، حيث تلي «سي بي إس» كلا من «إن بي إس» و«إيه بي سي» بمتوسط نحو 6 ملايين مشاهد في أيام الأسبوع. ولم تكن كوريك، التي استعملتها «سي بي إس» عام 2006 وأحاطتها بضجة كبيرة ومنحتها مبلغا كبيرا، قادرة على سد الهوة - في بعض الأحيان كان تصنيفها أقل من التصنيف الخاص بشيفر، الذي كان مذيعا مؤقتا بعد استقالة راذر. وعلى الأقل، فقد ذكّر البرنامج الأول لبيلي، الذي لم يكن مرحا أو دراميا بصورة خاصة، المشاهدين بشيء أحبوه فيه خلال «60 دقيقة»، وتحديدا أنه صحافي جاد يقوم بقصص كبيرة من دون حيل براقة. وكان انقلابه الأخير في مقابلة مع تايلر هاميلتون، الحاصل على ميداليا ذهبية في الأولمبيات، الذي قال لـ«60 دقيقة» إنه وزميله السابق الأسطورة لانس أرمسترونغ كانا يتعاطيان المخدرات لأعوام. وسأل بيلي الأسئلة الصحيحة، ولكن كان أسلوبه مع هاميتلون، الذي بدا عليه الأسى، مما جعل المقابلة أفضل من ذي قبل. واستمع إليه بانتباه شديد، ولم يبدُ متعاطفا أو متسرعا في الأحكام بشكل مبالغ فيها - وتركه يحكي قصته من دون أن يسيطر بشكل مبالغ فيه على المشهد. ويبدو أن مذيع «سي بي إس» الجديد راض بأن يترك زملاءه يوردوا القصص من دون أن يتصدر المشهد.

* خدمة «نيويورك تايمز»