شفرات «تويتر» السرية

علامة # التي غيرت كيفية التواصل بين مستخدمي التقنية

كريس ميسينا مخترع علامة الهاتش تاغ (#) («نيويورك تايمز»)
TT

لانكسار تشارلي شين العاطفي عدة أشكال منها هياجه في غرفة بفندق في نيويورك بفعل المخدر أو حديث إذاعي غاضب أو جولة وقحة لعرض كوميدي بطولة رجل واحد. لكن ربما يكون أسهم في الثقافة على نحو أكثر أهمية من ذلك.

فمن خلال العبارة المكونة من علامة شباك (#) وبعدها كلمة «فوز» على موقع «تويتر» سلّط شين الضوء على طريقة جديدة غيرت التكنولوجيا من خلالها كيفية تواصلنا مع بعضنا البعض. أصبحت الكلمات التي تسبقها علامة الشباك شائعة على موقع «تويتر» كطريقة لتنظيم المستخدم الرسائل أو البحث عنها. فعلى سبيل المثال، المستخدمون الذين يكتبون رسائل على موقع «تويتر» عن النائب أنتوني وينر ربما يضيفون علامة الشباك قبل الاسم، والذين يرغبون في معرفة آخر التطورات الخاصة بالفضيحة يمكنهم أن يبحثوا عنها من خلال كتابة وينرغيت مسبوقة بعلامة شباك. كذلك ربما يبحث معجبو جاستين بيبير عنه من خلال كتابة علامة شباك يليها اسم بيبير.

لكن علامة الشباك وفرت رسالة مكونة من 140 حرفا أو رمزا وربما أقل وأصبحت ثقافة جديدة للاختصار امتدت إلى غرف الدردشة ورسائل البريد الإلكتروني وحتى المحادثات المباشرة بين الناس.

ففي العام الحالي ستذيع «أودي» إعلانا جديدا يظهر به علامة شباك تليها عبارة «التقدم هو» على الشاشة وتحث المشاهدين على إكمال العبارة على موقع «تويتر» للفوز بجائزة كبرى.

وخلال مناظرة عن اللغة الإنجليزية قبيل الانتخابات الفيدرالية في كندا في أبريل (نيسان) الماضي، أشعل زعيم حزب الديمقراطيين الجدد جاك لايتون حماس مستخدمي موقع «تويتر» عندما هاجم سياسة رئيس الوزراء ستيفن هاربر في معالجة الجريمة وقال في إشارة إليه «# إخفاق».

وعندما أراد كريس ميسينا، مطور في «غوغل»، تعريف صديقين له من خلال البريد الإلكتروني، كتب كلمة «تعريف» تسبقها علامة شباك في عنوان الرسالة. وأوضح أنه لا حاجة للمقدمات الطويلة عندما تفي علامة شباك بالغرض.

ولا يعد ميسينا مجرد مستخدم عادي لموقع «تويتر»، فقد أطلق على نفسه لقب «الأب الروحي لعلامة الشباك»، حيث اخترع هذه العلامة في أغسطس (آب) 2007 عندما نشر رسالة على موقع «تويتر» يشير فيها إلى استخدام علامة الجنيه لتنظيم المجموعات على الموقع. فعلى سبيل المثال إذا أضاف الذين حضروا حفل موسيقي في مهرجان «ساوث باي ساوث ويست» ومؤتمر عن التكنولوجيا، «إس إكس إس دابليو» تليها علامة شباك في رسائلهم، يستطيعون تصنيف أنفسهم والبحث عن بعضهم البعض بسهولة. رغم أن تلك الفكرة استغرقت وقتا، سرعان ما امتدت إلى خارج عالم «تويتر».

ويقول جينجر ويلكوكس، مؤسس معهد تسويق مواقع التواصل الاجتماعي: «في البداية كان الذين لا يستخدمون موقع (تويتر) يسألون عن دلالة علامة الجنيه الاسترليني (€) وسبب استخدامها. لكنني أقول إن 2010 كان عام علامة الشباك بامتياز».

سرعان ما بدأ الناس يستخدمون علامة الشباك لإضافة دعابة أو توضيح السياق أو حوار داخلي إلى رسائلهم وأحاديثهم اليومية. وكتبت سوزان أورليان في رسالة إلكترونية على موقع صحيفة «نيويوركور» إن علامة الشباك يمكن أن تكون «شكلا لفظيا أكثر تطورا من رمز الوجه الباسم الذي يغمز والتي يكتبها مستخدمو (توتيتر) للإشارة إلى أن ما يكتبونه نوع من الدعابة».

ويقول جاكوب أينشتين، الباحث لدراسات ما بعد الدكتوراه بجامعة كارنيجي ميلون الخاصة بلغة الحاسب: «لأن كتابة علامة الشباك في رسالة قصيرة بلغة حقيقية، يبدأ عرض رموز اللغة العادية الأخرى التي تعني لعب الناس به. تراهم يستخدمونه كدعابة أو نوع من التعليقات التي تنتقد الذات. وربما للتعبير عن عدم تصديقك لأمر ما من خلال علامة الشباك».

على سبيل المثال تشير رسالة التي جاء بها «ثلاث ساعات تأخير في أمتراك # حوافز من الدولارات في العمل» ضمنا إلى أن المستخدم لا يعتقد أن للحوافز تأثيرا.

وبدأ نطاق استخدام علامة الشباك يتسع، حيث امتد إلى البريد الإلكتروني وغرف وبرامج الدردشة والرسائل النصية. عندما تم تعيين أدم شارب كمسؤول اتصال في صفحة «واشنطن» على «تويتر»، قال إنه تلقى عددا من الرسائل الإلكترونية التي تهنئه بالمنصب وتتمنى له التوفيق تشمل علامة الشباك.

وفي عالم تندر فيه أوقات الفراغ، أثبتت علامة الشباك أهميتها. تقول تريسي سيفل، المخططة الاستراتيجية في الحزب الديمقراطي: «إذا كان (تويتر) يمثل تكثيفا للأفكار والتعبيرات، فعلامة الشباك ليست سوى امتداد لهذا، لذا فهي تطغى على أشكال أخرى من التواصل. إنها تمثل في واشنطن امتدادا موفقا لثقافة تفضيل الاختصارات».

ويعد استخدام علامة الشباك طريقة لتعبير المرء عن كونه جزءا من مشهد ما. ويقول ميسينا: «يجب أن تعي الموقف وطريقة للتأكيد أنك عرفت أمرا ما لأنك تستخدم (تويتر) كما استخدمه أنا».

عليك فهم ثقافة علامة الشباك حتى تستطيع استخدامها بمهارة على حد قول سوزان هيرينغ، أستاذة علوم المعلومات واللغويات بجامعة إنديانا في بلومينغتون.

وتضيف سوزان قائلة: «كانت تستخدم في البداية بشكل واعٍ ليقول المستخدم (أنا على تويتر وأتمتع بروح شبابية مرحة وأعلم أن هذا الرمز مستخدم على تويتر) إنها رسالة تقول من خلالها إنك متمكن من استخدام موقع (تويتر). يبدو الأمر وكأنهم يرسمون علامات تنصيص في الهواء».

يقول مات غريفز، المتحدث باسم موقع «تويتر»: «إذا كنت أتحدث مع جدتي لن أقول إنني أمر بيوم سيئ ثم أتبع بقولي (علامة شباك)، لأنها لن تفهم».

لقد انتشر استخدام علامة الشباك في اللغة العامية، حيث تقول جينجر: «يمكنك استخدام كلمة واحدة لوصف أمر ما بفضل علامة الشباك. إنها مثل قول (فظيع) أو (رهيب) للتعبير عن إعجابنا بشيء».

تقول جين أوسلون، نائبة رئيس قسم التسويق والعلامة التجارية في «أوكسجين ميديا» إن أعضاء الشبكة الخاصة بها بدأوا يستخدمون علامة الشباك في إعلاناتهم منذ نهاية عام 2010. وأوضحت قائلة: «إنها طريقة للقول (نحن نعرفك وننتمي إلى عالمك) لكنها أيضا وسيلة لبدء أحاديث وفتح قناة حوار في الإعلانات التي نقدمها». وأضافت: «الشيء المثير للسخرية هو أن من حولك بدأوا يستخدمون علامة الشباك في أحاديثهم، كأن يقولوا على سبيل المثال: (علامة شباك، أنا آسف لتأخري) أو (علامة شباك، إنه يوم سيئ)».

كذلك هناك أناس يرسمون علامة الشباك بأصابعهم السبابة والوسطى لإحدى اليدي على اليد الأخرى. تقول جينجر: «لدي صور لأناس يرسمون علامة الشباك بأصابعهم ويبدون كمن يعبرون عن إشارة تدل على انتمائهم إلى عصابة. إن هذا السلوك يوضح تأثرا كبيرا بالتكنولوجيا».

وينظر ميسينا للأمر بشكل فلسفي غير معقد، حيث يقول: «الأمر الرائع في علامة الشباك هو أن أي شخص يستطيع الانضمام إلى عصابة علامة الشباك من خلال رسمها في الهواء. فأنت لا تنتمي إلى عصابة علامة الشباك إلا إذا رسمت العلامة في الهواء بأصابعك».

* خدمة «نيويورك تايمز»