رابعة الزيات: لا يحق لأحد أن يعتدي على برنامجي

على خلفية قرار إيقاف برنامجها «والتقينا عند رابعة»

رابعة الزيات
TT

بعد أن نجحت المنتجة بيري كوشان، بموجب قرار صادر عن قاضي الأمور المستعجلة في بيروت، بإيقاف برنامج «والتقينا عند رابعة»، الذي كانت تقدمه الإعلامية رابعة الزيات على شاشة «نيو تي في»، أطلت الزيات ببرنامج جديد بعنوان «بعدنا عند رابعة»، بعد أن حذفت من برنامجها القديم كل ما اعتبرته كوشان مسروقا من برنامجها، بما فيها فقرة تناول العشاء مع الضيوف.

في دعوى كوشان، أنه تمت قرصنة فكرة برنامج «والتقينا عند رابعة» من البرنامج الفرنسيDinner D›Ardisson الذي كانت قد اشترت حقوقه قبل سنوات، كما أكدت أنها عرضتها على محطة «نيو تي في» وتفاوضت معها على إنتاجها، ولكن المفاوضات ما لبثت أن توقفت بين الطرفين، إلى أن تفاجأت كوشان ببرنامج «رابعة» يعرض على المحطة نفسها، بفكرة مستوحاة من برنامجها الذي لم ير النور.

في المقابل، لم تسكت إدارة تلفزيون «نيو تي في» على القرار، بل لجأت هي أيضا إلى القضاء وقررت الطعن فيه، خاصة أنه يتردد في أروقتها، أن هناك سببا غير معلن يقف وراء إيقاف البرنامج.

وما عزز هذا الاعتقاد هو استضافة الإعلامي طوني خليفة في برنامجه «للنشر» المنتجة بيري كوشان التي شرحت وجهة نظرها في الموضوع، ولكن عندما سألها خليفة عن حقيقة ما يقال في الكواليس بأن السبب الحقيقي الذي دفعها للجوء إلى القضاء، هو أن برنامج رابعة شكل منافسة حقيقية لبرنامج «حديث البلد» الذي تراجعت أسهمه في الفترة الأخيرة، خاصة أنهما يعرضان في توقيت واحد، كان رد كوشان أن في برنامج رابعة تقليد أيضا لبعض أفكار «حديث البلد»، بل حتى أنها اعتبرت رابعة تقلد منى أبو حمزة في تسريحة شعرها.

الإعلامية رابعة الزيات لا ترى أنها تحولت وبرنامجها «والتقينا عن رابعة» إلى حديث البلد بسبب برنامج «حديث البلد» الذي تقدمه زميلتها منى أبو حمزة «لا أستطيع أن أقول ذلك، بل إن السبب الذي ما جعلني حديث البلد، هو ذاك الذي تحدثت عنه وسائل الإعلام، أي التضارب الذي حصل بين برنامجي والبرنامج الفرنسي الذي كانت بيري كوشون قد اشترت حقوقه، ما جعلها تلجأ إلى القضاء وتقيم دعوى وتربحها بشكل سريع ومفاجئ. أنا لست مسؤولة عن كل ما يقال خارج هذا لإطار، كما أنني بمنأى عن كل التأويلات والأحاديث التي تشير إلى وجود خلفيات أخرى وراء هذا الموضوع. أنا أنظر إلى النصف الممتلئ من الكوب، ولا أريد أن أحاكم الناس على نياتهم، ولذلك أنا افترض حسن النية في كل ما جرى وأتبنى الموقفين المنطقي والقانوني. نحن تقدمنا بدعوى طعن واستئناف، وخلال الفترة المقبلة ستكون للقضاء الكلمة الفصل في القضية. كوشان تقول إن هناك فقرات متطابقة بين برنامجي والبرنامج الفرنسي وهذا صحيح، ولكن عندما تصبح الأمور استنسابية ولا تعمم على سائر البرامج وعلى سائر المحطات، فالمسألة فيها نظر. لماذا استهدف أنا وحدي، ولماذا كل تلك السرعة في إصدار القرار».

وعن موقفها مما يتردد في أروقة تلفزيون «نيو تي في» بأن السبب الحقيقي وراء كل ما حصل هو أن برنامج «والتقينا عند رابعة» خطف بعضا من مشاهدي برنامج «حديث البلد»، ترد الزيات لست مسؤولة عن هذا الكلام. من جهتي أنا أحب برنامج «حديث البلد»، ومنى أبو حمزة هي زميلة وأحترمها، ولذلك أتمنى على الصحافة أن تلتزم بما أقوله، لأنني لست بوارد خلق حساسيات مع أي برنامج آخر. المنافسة حق طبيعي ومشروع، كما أنها عامل محفز على النجاح، ومن حقنا أن نتنافس بمحبة إذا كان الحب هو سيد المنافسة، وأنا أكن الاحترام لأي محطة زميلة كما لبرنامج «حديث البلد» ومذيعته. في النهاية، نحن مقدمات ولسنا أفكار البرامج التي نقدمها، وعندما تعرض علينا فكرة معينة، نرفضها أو نقبل بها.

وعن المواقف التي أثيرت في بعض المواقع الإلكترونية والتي اعتبرت أنه لا يحق لها أن تقارن نفسها بمنى أبو حمزة، تتساءل الزيات «وهل هذا الكلام في مصلحتي أو ضدي. إذا كان ضدي، فأنا لا أضع نفسي في موقع المقارنة مع أحد، ولا أقبل أن يقارنوني بمنى أبو حمزة ولا حتى هي ترضى بذلك، لأن كل واحدة منا لها شخصيتها، أسلوبها، ثقافتها وطريقة مقاربتها للأمور. أنا على الشاشة منذ ما يقارب الـ6 سنوات وأرفض أن يزج اسمي أو أن يحكى عن لساني أو أن أقارن بغيري. وأعتقد أن منى مثلي تماما. ولبعض الإعلاميين الذين يحبون المزايدة ويقولون إنه لا يحق لي أن أقارن نفسي بمنى أبو حمزة، أقول: اسمحوا لي أنا اشتغلت على نفسي وطورت تجربتي، بصرف النظر عن أي موضوع آخر».

وبالإشارة إلى اتهام كوشون لها بتقليد تسريحة منى أبو حمزة، تجيب الزيات «مسألة التسريحة أضحكتني كثيرا. هذا عيب، بل عيب كبير، إذ إن هناك 30 امرأة يظهرن على صفحات المجلات والتلفزيونات ويعتمدن التسريحة نفسها. بيري كوشون ظهرت على التلفزيون لتتحدث عن الدعوى التي رفعتها على خلفية القرصنة، فما علاقة (حديث البلد) وتسريحة منى أبو حمزة في كل ذلك. هي أوقعت نفسها بنفسها وما قالته (سقطة) كبيرة في حقها، والبعض ضحك عندما سمع كلامها، والبعض الآخر سخر منه، وربما هناك من وافق عليه».

وعما إذا كان التغيير الذي طرأ على البرنامج أثر عليها وعليه بشكل سلبي، توضح رابعة «على العكس. ما حصل انعكس إيجابا على نفسيتي، بل حتى أكثر مما يعتقد البعض، لأنه أعطاني دفعا وتحديا وإصرارا للاستمرار والتطور. البلبلة التي أثيرت حول البرنامج خدمتني ولم تؤذني على الإطلاق، لأن أي برنامج يثار جدل حوله، هو برنامج ناجح، ويبدو أن النجاح يزعج البعض. أنا قلت إنه ليس مهما أن يكون البرنامج مع أو من دون مائدة طعام، ما دام هناك مقدم يتميز بالحضور ويجيد محاورة ضيوفه. ولو خصص لأي برنامج أفخم ديكور وأجمل مائدة طعام في العالم، لن يتابعه الناس، إذا كان مقدمه سخيفا وسطحيا. نجاح أي برنامج تلفزيوني، يعتمد بالدرجة الأولي على الإعداد والتقديم، وكل العناصر الأخرى تضيف إليه ولكنها ليست الأساس».

وعن توقعاتها بخصوص الدعوى قالت «أنا لا أتوقع شيئا، والموضوع أصبح خلفي. الناحية القانونية أتركها للقضاء، فإذا عاد برنامج (والتقينا عند رابعة) فهذا جيد، وإذا لم يعد يمكننا أن نعد برنامجا غيره. أنا لا أنفي وجود بعض التشابه وكوشون محقة من هذه الناحية ولكن لا يحق لها إيقاف البرنامج».

ولكن ما هو موقف الزيات في حال تقرر إيقاف برنامجها بنسخته الحالية «هذا غير مسموح. ولو حصل ذلك سوف (أستشرس)، لأنني أقوم بعملي بموضوعية ومهنية. لا يحق لهم أن يوقفونا، إلا إذا حصل شيء من رب العالمين، أو إذا حصل لي شيء ما، أو إذا قررت المحطة إيقافه، لأن عقدي مع تلفزيون (نيو تي في) يتجدد كل 16 حلقة، ولكن أن يوقف أحد برنامجي (بعيدة على رقبته). نحن لا نخضع للابتزاز والتهويل، وأنا خضعت في برنامج (والتقينا عند رابعة) لأن هناك أمرا قضائيا ولأنني أحترم القانون، ولكن لا يحق لأحد أن يعتدي على برنامجي. هم لجأوا إلى قاضي الأمور المستعجلة وقضية إيقاف برنامجي كانت الأسرع في تاريخ القضاء في لبنان، في وقت تزدحم السجون بالمساجين منذ عشرات السنوات».

الزيات التي تخلل مسيرتها الإعلامية في تلفزيون «نيو تي في»، عدد من العثرات بدءا بابتعادها عن تقديم نشرة الأخبار، مرورا بالخلاف التي حصل بينها وبين الإعلامية مي شدياق وانتهاء بإيقاف برامجها، تقول ربما ما يحصل يصب في مصلحتي، لأن الأخطاء والعثرات توصل أحيانا إلى النجاح. باختصار لو لم يكن البرنامج ناجحا وبكل المقاييس لكان مر مرور الكرام، إلا أنني أعمل بنية صافية، لا أنظر إلى الآخرين، لا أحسدهم، لا أذم بهم، وكل ما يهمني هو أن أبذل كل ما في وسعي من أجل تطوير وتحسين تجربتي، وهذا هو المبدأ الذي أعتمده منذ بداية مشواري التلفزيوني».