الجمهور يشاهد المحاكمات على التلفزيون ويناقشها لحظة بلحظة على «تويتر»

على خطى محاكمة نجم كرة القدم الأميركية السابق أو جيه سيمبسون على الهواء

TT

اجتمع محامو كيسي أنتوني في أحد المطاعم في أورلاندو بولاية فلوريدا بعد ظهر يوم الثلاثاء الماضي بعد ساعتين من قرار هيئة المحلفين ببراءة موكلتهم من التهمة الموجهة إليها بقتل ابنتها كايلي. وفي هذه الأثناء كانت المذيعة التلفزيونية نانسي غريس تجلس في أحد الاستوديوهات لتقول رأيها فيما يحدث.

وقالت غريس: «أعرف أنه من واجبنا كمواطنين أميركيين أن نحترم نظام هيئة المحلفين، لكني أعرف شيئا واحدا: لقد جلس الدفاع يشرب نخب الفوز بعد الحكم ببراءة المتهمة، ولكن كان الشيطان يرقص في مكان ما هناك هذه الليلة».

وبفضل غريس وشبكة «إتش إل إن» للأخبار التي تعمل بها، كان الجمهور يتابع، بولع شديد، قضية مقتل كايلي أنتوني ومحاكمة كيسي أنتوني بدرجة لم يسبق لها مثيل منذ سنوات، حتى قامت بعض الأوساط بعقد مقارنة بين هذه القضية ومحاكمة نجم كرة القدم الأميركية السابق أو جيه سيمبسون. وبفضل مواقع التعارف الاجتماعي مثل «فيس بوك»، كان الجمهور يعلق ويعرب عن ردود فعله على كل لحظة من الشهادة المتلفزة في وقت العرض نفسه. وقد حظيت القضية بتغطية أكثر من برامج الأخبار الصباحية ونشرات الأخبار المحلية.

وقال برنت أدارولا، وهو محلل بمؤسسة «فروست أند سوليفان للأبحاث» والمتخصص في متابعة وسائل الإعلام الاجتماعية: «ربما كانت محاكمة أو جيه تحظى باهتمام أكبر من وسائل الإعلام، لكن لم تكن هناك وسائل إعلام اجتماعية في ذلك الوقت، وبالتالي فإن الصدى الجماعي لهذه القضية لم يسبق له مثيل».

ويبدو أن معظم من كانوا يراقبون المحاكمة كانوا يشكون في أن أنتوني مسؤولة عن وفاة ابنتها. وبعد صدور الحكم يوم الثلاثاء، انهالت ردود الفعل على «فيس بوك» و«تويتر» وغيرهما من مواقع التواصل الاجتماعي التي عبر فيها المشاهدون عن عدم اقتناعهم بالحكم والغضب الشديد منه، لدرجة أن بعض الرسائل على «تويتر» قد تمنت علنا إعدام أنتوني.

وهناك شكوك جماعية حول براءة أنتوني، كما أن هناك صدمة نتيجة لهذا الحكم، ولهذا سوف تظل القضية مثار اهتمام الصحف ووسائل الإعلام التقليدية على حد سواء. وفي مساء يوم الثلاثاء الماضي، هرعت محطة «سي بي إس نيوز» التلفزيونية لإكمال حلقتها الخاصة التي تذاع في وقت الذروة حول هذه القضية؛ في حين قامت «إيه بي سي نيوز» بإرسال المذيع تيري موران والمحلل القانوني دان إبرامز إلى أورلاندو للقيام بتغطية برنامج «نايت لاين» الإخباري من هناك.

كانت غريس ضيفا شبه دائم على برنامج «صباح الخير أميركا» الذي يذاع صباح كل يوم على شبكة «إيه بي سي نيوز» للحديث حول التهمة الموجهة لأنتوني. من جانبها، قامت شبكة «إتش إل إن» بتغطية المحاكمة بصورة أكبر من أي قناة أخرى؛ لذا حصلت على تقييمات قياسية بحلول الأول من شهر يوليو (تموز) أي بعد 5 أسابيع على المحاكمة، نجحت الشبكة في جذب 1.2 مليون مشاهد في أي وقت من اليوم، وهو الرقم الذي تعدى عدد مشاهدي قناة «فوكس نيوز» التي اعتادت أن تكون في المركز الأول من حيث عدد المشاهدين.

ويوم الثلاثاء الماضي، خلصت غريس إلى أنه «في نهاية المطاف، يبدو أن كذب الأم قد نجح»، وقامت الشبكة بعمل برنامج خاص في عطلة نهاية الأسبوع تحت اسم «القصاص لكايلي».

وكتب جيمس بونيوزيك، وهو كاتب إعلامي لمجلة «تايم»، على «تويتر» أن الدرس المستفاد من تغطية شبكة «إتش إل إن» للمحاكمة كان درسا للشبكات الإخبارية بصفة عامة.

وقالت شبكة «سي إن إن» الإخبارية إن موقعها الإلكتروني قد جذب مليون مشاهد للفيديوهات خلال الفترة الزمنية من الساعة الثانية مساء وحتى الثالثة مساء من يوم الثلاثاء، وهو الوقت الذي تم فيه إصدار الحكم، ويبلغ هذا العدد 30 ضعفا من عدد مستخدمي الموقع خلال الـ4 أسابيع السابقة.

وقال راي فالديز، وهو محلل بمؤسسة «غارتنر» للبحوث: إن ردود الفعل في وقت المحاكمة وإصدار الحكم تعكس الاعتماد التدريجي على الويب باعتباره الوسيلة الأساسية للاتصال طوال اليوم. وأضاف أن الخدمات، مثل «فيس بوك» و«تويتر»، «هي المعادل الحديث للكافيتريات أو الحانات. لقد تقلصت تلك الأماكن في العصر الحديث وحلت محلها وسائل الإعلام الاجتماعية إلى حد ما».

وقبل أن يتوجه محامو الدفاع إلى مطعم «تراس 390»، انتقدوا ما وصفوه بانحياز وسائل الإعلام ضد موكلتهم.

وقال المحامي خوسيه بايز: «أعتقد أنه يجب علينا جميعا أن نتعامل مع هذه المسألة على أنها فرصة للتعلم ولإدراك أنه لا يمكن إدانة أي شخص حتى تتم محاكمته».

وقالت غريس: إن المحامين قد هاجموا وسائل الإعلام «وكأنه كان يتعين علينا أن نفعل شيئا حيال ذلك. في الواقع، لم يكن لدينا أي شيء لنفعله؛ حيث كان الأمر كله يتعلق بأنتوني».

وبعد ذلك، خرجت غريس من المطعم؛ حيث كانت المذيعة جين فيليز ميتشل تجرى مقابلة مع المارة حول السبب وراء غضبهم من قرار هيئة المحلفين.

* خدمة «نيويورك تايمز»