تغطية «واشنطن بوست» عن السيدات الأميركيات الأوليات تثير غضب القراء

السيدة الأولى ملكة غير متوجة للبلاد وسط حقل ألغام من التوقعات

TT

تتحرك زوجات رؤسائنا في حقل ألغام من التوقعات - فمن المفترض أن تكون السيدة الأولى ملكة غير متوجة للبلاد ومضيفتها الأولى ورمزا للموضة وفي نفس الوقت تهتم بتربية بالأطفال وتتعامل مع الجميع بلطف ولديها من القوة ما يمكنها من مساعدة زوجها. ولا يمكن لأحد أن يؤدي كل هذه الأدوار.

وفي مستوى ما، يدرك الأميركيون هذا الأمر، ويعرفون أن السيدات الأول غير منتخبات، وإن كان أزواجهم منتخبين. ولذا فإن هؤلاء النساء الحقيقيات داخل البيت الأبيض يحظين بقدر كبير من الإعجاب داخل أميركا، وتميل الغالبية إلى عدم انتقادهن.

وفي الأسبوع الماضي اتصل عدد من قراء «واشنطن بوست» وكتبوا انتقادات لتدوينة ومقال حول السيدات الأول.

وجهت انتقادات كثيرة لتدوينة نشرت على مدونة «السياسة» التابعة لـ«واشنطن بوست» في 11 يوليو (تموز) حول ذهاب ميشيل أوباما إلى مطعم «شيك شاك» وتناولها وجبة تحتوي على 1700 سعر حراري تضمنت بيرغر وبطاطس مقلية وشيكولاته وكوكاكولا دايت. ورأى بعض القراء أن هذه قصة تافهة، وتضعف من معايير «واشنطن بوست».

وفيما يلي نموذج لهذه التعليقات: «يعد هذا واحدا من أكثر المواضيع غير الضرورية والتي لا تستحق اهتماما داخل صحيفة (واشنطن بوست)»، هذا ما ذكره بريت روينولدز، وهو محام في شركة «كوفينغتون آند بيرلينغ» داخل العاصمة الأميركية.

وقال روينولدز، مثلما ذكر قراء اشتكوا من قصة أخرى لصحيفة «واشنطن بوست»، إن هذا الأمر ليس له علاقة بالانتماء الحزبي. وأضاف «كنت سأندهش أيضا لو أن صحيفة (واشنطن بوست) نشرت تقريرا حول عدد السعرات الحرارية التي تناولتها لورا بوش وهيلاري كلينتون وباربرا بوش أو أي سيدة أولى أخرى». وأضاف «لا توجد قيمة إخبارية في قصة مثل هذه، وفي وقت لا يحظى فيه العمل الصحافي التحقيقي المكثف باهتمام كبير. أنا مندهش لأن محررا يحصل على مال مقابل مثل هذا العمل».

وبنبرة مماثلة قالت متصلة، رفضت ذكر اسمها، إن شكواها من مقال الكاتبة آنا هولمز لتحيتها في 14 يوليو (تموز) لبيتي فورد لا علاقة له بالانتماء الحزبي. وقالت المتصلة، التي زعمت أنها تصوت للحزب الديمقراطي، إنها شعرت بالضيق من جملة كتبتها هولمز، التي جاءت أخيرا إلى صحيفة «واشنطن بوست» من المدونة النسوية «جوزبل» «نانسي ريغان معروفة بإعجابها بعلم التنجيم وباربرا بوش بأنها أم غير مهندمة شعرها أبيض». وقالت المتصلة: «أشعر بالغضب لأن المحرر جعل ذلك يحدث، إن ذلك تصرف غير نزيه».

تحدثت مع هولمز، التي قالت إنها لو كان لديها المزيد من الوقت ومساحة أكبر لربما أعطت نانسي ريغان وباربرا بوش معالجة منصفة بدرجة أكبر. وأضافت «كنت أكتب المقال على عجل، ولم تكن لدي الرغبة أو المساحة للدخول في التفاصيل حول تاريخهما. عندما أفكر فيهما، فهذه هي أول الأشياء التي تأتي إلى مخيلتي. أتفهم أن الناس ربما يرون ذلك غير منصف، ولكنها ليست أشياء زائفة. ولا أشعر بالأسف للقيام بذلك».

تهتم أليدا بلاك، الأستاذة الباحثة بجامعة جورج واشنطن، بسيدات الولايات المتحدة الأول. وقد شعرت هي الأخر بالضيق من مقال هولمز.

وأخذت تسرد قائمة من إنجازات ريغان وبوش التي يمكن للناس أن يتذكروها: كانت هناك حملة نانسي لمكافحة الإدمان ودعمها القوي لزوجها وقدرة ذكية على تحديد صورته. ودعت باربرا بوش لتوفير دعم أولي لتمويل رعاية مرضى نقص المناعة والعمل على محاربة الأمية. وقالت بلاك «تستمر الصحافة في كتابة نفس القصص القديمة التي تعامل هاتين المرأتين على أنهما غبيتان، وهما ليستا كذلك. من المشين ذكر هذه الأشياء عن نانسي ريغان وباربارا بوش».

أتفق مع بلاك. تكتب آنا هولمز بصورة جذابة عن الجنس والسياسة، وهي ملتزمة بكافة آرائها، ولكن كما أشارت بلاك «كان يجب أن يلحظ المحررون ذلك». وبالنسبة إلى ميشيل أوباما والبيرغر والبطاطس، فقد ذهبت التدوينة بشكل واضح بعيدا عن الحدود التقليدية عند تغطية السيدات الأول. ولا أرى خطأ في ذلك.

لقد نشرت «واشنطن بوست» نحو ستة مواضيع عن ذهاب الرئيس ونائب الرئيس والسيدة الأولى لتناول ساندويتشات بيرغر وغيرها من الأطعمة غير الرسمية منذ أن تولوا مناصبهم. والفارق الوحيد هو حساب عدد السعرات الحرارية، قام به محرر نظر إلى الموقع الإليكتروني لمطعم «شيك شاك» لحسابها جميعا.

والسؤال: هل يعد ذلك تصرفا تطفليا؟ حسنا، نعم هو كذلك. ولكن على ضوء دعوة ميشيل لتغذية الأطفال، فإن القصة لم تتجاوز الحدود بدرجة كبيرة.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»