صور «الشرق الأوسط» مرة أخرى

TT

لأن الصورة أبلغ من ألف كلمة كما يقول المثل الشهير، فلا بد أن نتوقف مجددا وبكل صراحة عند الصور المنشورة في صحيفة «الشرق الأوسط».

هناك الكثير من اللقطات الجميلة في هذه الصحيفة، منها الصورة الرئيسية التي تنشر عادة في الصفحة الأولى للجزء الثاني من «الشرق الأوسط»، إذ إن مسؤول الصفحة قد وفق في الآونة الأخيرة في اختياراته لصور لافتة ومنوعة وبعيدة عن اللقطات السياسية المعتادة التي تنشر بالصفحة الأولى. وكانت صورة الثلاثاء (أول من أمس)، لمجموعة من الأطفال النيباليين وهم يلعبون تنس الطاولة، لطيفة ومعبرة. كما أن حجم الصورة المربع في منتصف الصفحة هو فكرة يومية موفقة تسهم في إخراج الصفحة من طابع الجدية إلى أجواء مختلفة ومنوعة.

ومن الصور الجميلة أيضا ما يعرض في صفحة «فنون ونجوم»، إذ تتميز بإخراج جميل للصور يلائم طبيعة الموضوعات الفنية. أما زاوية «أخبار في صور» العمودية، فقد تراجع مستواها بصورة ملحوظة مؤخرا، والسبب يعود إلى الاختيارات غير الموفقة للصور التي أضحى معظمها عبارة عن صور لمسؤولين يصافحون بعضهم البعض. أدرك جيدا معاناة اختيارات الصورة، لكن نشر زاوية بهذا الحجم يفترض أن يصحبه اختيار موفق، وإلا يفضل أن تلغى هذه الزاوية لتستغل المساحة في شيء آخر أكثر فائدة.

وهناك ملاحظة أخرى متعلقة بصور كتاب الأعمدة (صفحة الرأي) التي لا نعلم لماذا ما زالت الصحيفة تنشرها باللونين الأبيض والأسود، في حين أن باقي عناصر الصفحة تأتي ملونة! ألا يستحق هؤلاء الكتاب النجوم أن ننشر صورهم ملونة أسوة بنظرائهم من الكتاب في الصفحة الاقتصادية وغيرها؟ والغريب هو أن هناك صورة عامة ثابتة في الصفحة نفسها تأتي ملونة، رغم أنه ليس لها أي فائدة تذكر، خصوصا أنها تكون محشورة بين بريد القارئ.

الصورة عنصر مهم من عناصر الخبر المتكامل. وعليه نتمنى أن تفتح «الشرق الأوسط» المجال أمام الهواة العرب أو محترفي التصوير ليقدموا لقطات معبرة عن الأحداث الجارية من حولهم، فهي من جهة محاولة لنشر جديد ومختلف قد يحمس زملاءنا المصورين لمزيد من التنافسية، ومن جهة أخرى يعد دعما للموهوبين في عالمنا العربي الذين يزدادون بصورة ملحوظة.

وليت الصحيفة تعيد النظر بين حين وآخر في سياسة الصور نحو مزيد من التجديد والابتكار والأسبقية في النشر حتى تكون هذه الصحيفة رائدة في الصور والأخبار المميزة.