قراصنة يسيطرون على حساب «فوكس نيوز» على «تويتر»

معلومات خاطئة حول أوباما أثارت عاصفة من الغضب أزيلت بعد 10 ساعات من نشرها

TT

شهد حساب قناة «فوكس نيوز» الخاص بالأخبار السياسية على موقع «تويتر» نشر سلسلة من الرسائل صباح يوم الاثنين بشأن الرئيس أوباما أثارت لغطا كبيرا، لكن موقع الشبكة الخاص بالقنوات الكابلية التلفزيونية أكد أن الشبكة وقعت ضحية للقرصنة.

وكان حساب «@foxnewspolitics» على موقع «تويتر»، أحد المواقع الكثيرة التي تديرها شبكة «فوكس نيوز»، قد زعم أن الرئيس أوباما قتل بطلق ناري خلال جولة انتخابية في ولاية إيوا، لكنه لم يذكر مصدر الأخبار، بيد أن موقع «FoxNews.com» سارع إلى نشر بيان مقتضب أشار فيه إلى أن هذه التقارير غير صحيحة وأنه يأسف على أي إزعاج تسببت فيه هذه الأخبار الكاذبة على «تويتر».

وقد أزيلت هذه الرسائل ظهر يوم الاثنين، أي بعد عشر ساعات من نشرها، بعدما أثارت عاصفة من الغضب. ونظرا لجدية محتوى هذه الرسائل، سارع مسؤولو الاستخبارات الأميركية إلى عقد مؤتمر عبر الهاتف صباح يوم الاثنين لمناقشة عملية النشر، بحسب أحد مسؤولي تنفيذ القانون الذي طلب عدم ذكر اسمه لأن التحقيقات لا تزال جارية.

وقال المتحدث باسم الاستخبارات، جورج أوغيلفي: «نحن نحقق في الأمر، وسوف نقوم بمتابعته بالصورة التي يستحقها».

ومن جهته رفض البيت الأبيض التعليق على الأخبار، وفي بيان له بعد ظهر يوم الاثنين أشارت الشركة المسؤولة عن موقع «تويتر» إلى أن الخادم الخاص بها لم يقتحم، لكن حساب البريد الإلكتروني المرتبط بتغذية معينة على «تويتر» تم اختراقه، ومن هنا تمكن قرصان أو مجموعة من القراصنة من الدخول إلى الحساب. وأحالت الشركة الأسئلة الأخرى إلى شبكة «فوكس نيوز».

لم تستجب «فوكس نيوز» للطلبات المتكررة للتعليق على تفسير «تويتر»، لكنها ردت في بيان سابق من جيفري ميسنتي، نائب الرئيس والمدير العام لـ«فوكس نيوز ديجيتال»: «سنطلب إجراء تحقيق مفصل من (تويتر) بشأن كيفية حدوث ذلك، والإجراءات الكفيلة بالحيلولة دون حدوث ذلك مرة أخرى على حسابات (FoxNews.com)».

كان موقع «فوكس نيوز» الخاص بالأخبار السياسية على «تويتر»، الذي يبلغ عدد متابعيه 36000 شخص مستقرا يوم الجمعة، لكن الجميع فوجئ يوم الاثنين في الساعة الثانية صباحا برسالة نشرت على الموقع تنذر بالرسائل المخيفة التي ستتوارد تباعا بشأن الرئيس، والتي جاء فيها «استعدنا كامل السيطرة مرة أخرى على حساب (تويتر) والبريد الإلكتروني يوم سعيد. وقالت الرسالة التالية إن الرئيس توفي للتو. الرئيس قتل. الرابع من يوليو (تموز) يوم حزين بالفعل».

وقالت الرسالة التالية إن الرئيس «أصيب برصاصتين في منطقة الحوض والعنق. ولم يعلم مطلق الرصاص»، وقدمت تفاصيل مزعجة بأنه تعرض لنزيف حاد. وقالت الرسالة التالية إن الرئيس أصيب بالرصاص في مطعم روس بولاية إيوا.

وقالت الرسالة الأخيرة: «نتمنى لجو بايدن حظا سعيدا كرئيسنا الجديد للولايات المتحدة. في مثل هذا الوقت التشوش يبرز ضوء في نهاية النفق».

كان أوباما قد قضى عطلة نهاية الأسبوع مع عائلته في كامب ديفيد، وعاد إلى البيت الأبيض يوم الأحد، بحسب الجدول الرسمي. وكان موقع «FoxNews.com» قد نشر بيانا قصيرا في بداية يوم الاثنين يفسر ما حدث، جاء فيه: «نشر القراصنة الكثير من الرسائل الكاذبة على موقعنا على (تويتر)، زاعمين أن الرئيس اغتيل. هذه التقارير غير صحيحة، بطبيعة الحال، والرئيس يقضي عطلة الرابع من يوليو (تموز) مع عائلته. وقد تم إجراء تحقيق في عملية القرصنة، ويعبر موقع (FoxNews.com) عن عميق أسفه على الإزعاج الذي تسببت فيه هذه الأخبار الكاذبة».

عادة ما تتعرض حسابات «تويتر» للقرصنة بين الحين والآخر، غير أن حادثة يوم الاثنين جذبت اهتماما قوميا لأن الاغتيال ذكر على موقع مؤسسة إخبارية رئيسية. ويتزايد إقبال المؤسسات الإخبارية مثل «فوكس نيوز» على استخدام «تويتر» كوسيلة للترويج والتفاعل مع القراء.

بدت الرسائل الكاذبة التي نشرت على موقع «فوكس نيوز» على «تويتر» بشأن أوباما أكثر استفزازية لأن «فوكس نيوز» ينظر إليها على نطاق واسع على أنها صوت معارضة إدارة أوباما. وقد شهد يوم الاثنين تعليقات مرحة لآلاف الأشخاص على الحادث على «فوكس نيوز»، متظاهرين بمحاولة تخمين الرقم السري لحساب الشبكة على «تويتر». وقالت المتحدثة باسم «تويتر»، كارولين بينر، في بيانها إنها لن تتطرق إلى السر وراء بقاء الرسائل الخاصة بأخبار الرئيس أوباما طوال هذه الفترة على حساب قناة «فوكس نيوز» على «تويتر»، ولن تتطرق أيضا إلى الشخص المسؤول عن هذه العملية.

كانت مجموعة تطلق على نفسها «سكريبت كيدز» قد زعمت مسؤوليتها عن القرصنة على حساب «فوكس نيوز» على «تويتر»، بحسب آدم باك، مدير تحرير مجلة «ثنك»، مجلة طلابية على الإنترنت تديرها جامعة ستوني بروك في لونغ أيلاند، والذي أشار إلى أنه تلقى رسائل نصية صباح يوم الاثنين من أحد أعضاء الجماعة.

وقال بيك إن جماعة «سكريبت كيدز» نشرت على موقعها على «تويتر» أنها قامت بالقرصنة على حساب «فوكس نيوز» على «تويتر» وإنها ترغب في الدخول إلى موقع «هافينغتون بوست» وزودته بالعنوان الإلكتروني في رسالة نصية، وقال بيك، 23 عاما، إنه قد يعمد إلى تجربة ذلك العنوان أيضا.

وقال بيك: «جرت المحادثة الأولى الساعة 12:38 صباحا قبل نشر الرسائل الكاذبة على (تويتر)، وسألناهم عن هدفهم فقالوا إنهم منضمون إلى حركة سرية معادية للأمن أو أية جهود تنوي المؤسسات الإعلامية أو الحكومة إخفاءها أو التستر عليها».

وقال الشخص الذي زعم في الرسالة النصية أنه ممثل لجماعة «سكريبت كيدز»: «ستظل هناك مجموعة من الأفراد الراغبين في الوقوف إلى جانب آخرين ومحاولة إبقاء الحكومة في توازن مع الشعب».

وبحسب تسجيل الرسائل الفورية، التي قدمها بيك إلى «نيويورك تايمز»، فإن الشخص الذي اتصل به من «سكريبت كيدز» قال: «تم اختيار (فوكس نيوز) لأننا اكتشفنا أن الأمن بالنسبة لهم مسألة مثيرة للسخرية بقدر رسائلهم على (تويتر)».

وقال بيك إنه اتصل مرة أخرى بـ«سكريبت كيدز» عندما نشرت الرسائل الأولى بشأن الرئيس، يسأل عما إذا كانوا قد قاموا بعملية قرصنة على تغذية «تويتر». وقال بيك إنه تلقى رسالة ردا على رسالته جاء فيها: «لا أستطيع تأكيد ذلك في هذا الوقت».

نتيجة لهذا الارتباك بدا أن حساب «سكريبت كيدز» على «تويتر» سيختفي في مرحلة ما. وأشار إلى أنه شرع في البحث بشكل محموم في كل مكان آخر في محاولة للتثبت من الخبر، لكنه بعد عشر دقائق من البحث لم يجده في أي مكان آخر على الإنترنت. وتبين له أن ذلك هو عمل «سكريبت كيدز».

أشارت تقارير إخبارية كثيرة إلى المقابلة التي أجريت مع رئيس تحرير مجلة «ثنك»، لكن الرابط إلى المقابلة تم تعطيله لبعض الوقت يوم الاثنين. وقال بيك الذي سيتخرج في ديسمبر (كانون الأول) القادم في تخصص الصحافة إنه يعتقد أن ذلك ربما يعود إلى كثرة الاطلاع على المقابلة. وقال: «نحن لم نعتد على هذه العدد الكبير من الزيارات من قبل».

* شارك إريك سكميت في الإعداد لهذا التقرير.

* خدمة «نيويورك تايمز».