الشكوك حول ماضي بيرس مورغان لن تؤثر على مستقبله في «سي إن إن»

نفى معرفته بعمليات القرصنة على الرسائل النصية أثناء توليه رئاسة تحرير «ديلي ميرور»

TT

كانت قناة «سي إن إن» تعلم أن بيرس مورغان يملك تاريخا حافلا كرئيس تحرير لإحدى صحف التابلويد اللندنية عندما رشحته ليخلف لاري كنغ العام الحالي في برنامجه، لكنها لم تتوقع على الإطلاق أن يؤدي هذه التاريخ الشخصي إلى تلك الجلبة به بعد شهور من العمل في الوظيفة الجديدة.

أصدر مورغان بيانا آخر يوم الأربعاء الماضي نفى فيه معرفته بعمليات القرصنة على الرسائل النصية التي قام بها صحافيون في صحيفة «ديلي ميرور» خلال عمله رئيس تحرير لها، لدى إعادة نشر مقابلة قديمة تشكك في تصريحاته بحسب وكالة أسوشييتيدبرس.

من جانبها أعربت شبكة «سي إن إن» عن اقتناعها الكامل برواية مورغان للأحداث خلال تواجده في لندن.

كانت صحيفة «ديلي ميرور» قد دخلت دائرة الشك في أعقاب الكشف عن قيام صحيفة «نيوز أوف ذي وورلد» - التي أغلقها مالكها روبرت ميردوخ الشهر الماضي - المنافسة لها بالتنصت على البريد الهاتفي لبعض الشخصيات العامة.

يعتبر مورغان من الشخصيات المعروفة لدى المشاهد الأميركي، لكونه عضوا بارزا في لجنة تحكيم أحد أشهر البرامج الأميركية، «أميركا غوت تالنت»، إلى جانب كونه مذيعا شهيرا لبرامج وقت الذروة في قناة «سي إن إن». ويحظى برنامجه بنسبة مشاهدة عالية، إضافة إلى استقطابه الكثير من المشاهدين الشباب.

رأس مورغان في التسعينات تحرير صحيفة «نيوز أوف ذي وورلد» المتوقفة حاليا والتي كانت مركز فضيحة التنصت على الهواتف، لكنه أغلب عمله كان في صحيفة «ديلي ميرور» والتي عمل فيها في الفترة من 1995 وحتى عام 2004.

بيد أن ماضي مورغان عاود الظهور مرة أخرى في أعقاب نشر مدون بريطاني الأسبوع الحالي تسجيلا قديما لمقابلة لراديو «بي بي سي» مع مورغان في عام 2009 حيث سألته المذيعة «كيف يمكن لأحد أبناء الطبقة الوسطى التعاون مع أفراد ينقبون في الماضي السيئ للغير والتنصت على المكالمات الهاتفية والتقاط الصور السرية».

ورد مورغان بأن هذا العمل كان ينبغي أن يوضع في الاعتبار، وقال: «لم نكن نلجأ إلى هذا الأمر كثيرا، لكن هذا الأمر كان يقوم به طرف ثالث بدلا من الصحافيين أنفسهم. وهذا لا يعني أنني أدافع عن هذا الأمر، لأنك من الواضح أنك تدير نتائج عملهم». وأضاف «أنا سعيد بالعمل في أقطاب صحافة التابلويد وأن أضطر للجلوس هنا للدفاع عن كل الأشياء التي لم ترض البعض، ولا أدعي المسؤولية بشأن الأشياء التي اعتدنا القيام بها. لكني أقول ببساطة إن شبكة من الأفراد يقومون بذلك على نطاق واسع، وكانوا يستقطبون كلا من أصحاب الدخول المرتفعة والمنخفضة على حد سواء في سوق الصحف».

فسر البعض هذه الملاحظات على أنها اعتراف بأن صحيفة «ديلي ميرور» التي كان يقودها مورغان قامت ببعض الممارسات التي قامت بها «نيوز أوف ذي وورلد»، لكن مورغان رفض ذلك بشكل قاطع.

وقال مورغان: «هناك ملايين من الأفراد الذين سمعوا مثل هذه التعليقات لدى إذاعتها للمرة الأولى، ولم يستنتجوا منها أنني أعترف، أو أنني أقبل بأنشطة التقرير غير القانونية، وقد سألني المذيع سؤالا مطولا حول كيفية تعامل الأفراد الذين انخرطوا في الصحافة الاستقصائية. ولم تكن إجابتي مقتصرة على أي من الأمثلة العديدة التي ذكرتها، لكنها كانت بشأن مراسلي صحف التابلويد والمحققين الذين كانت تستعين بهم الصحف. وكما قلت سابقا، أنا لم أشارك في أي قرصنة على الهواتف ولم أطلب من أي أحد التنصت على الهواتف ولم أنشر على حد علمي أي خبر تم الحصول عليه عبر التنصت على هاتف لأحد».

توجه مورغان إلى «تويتر» للهجوم على من ينشرون الشائعات من حوله. وكتب يقول: «أنا لا أمانع في أن أتهم خطأ بالتنصت على الهواتف، لكني أقول إنها صنيعة مدلسين ومدمنين مفلسين».

كانت «سي إن إن» قد أنفقت فيه الكثير من المال والوقت في سبيل تدشين برنامج مورغان ولا يتوقع أن تتخلى «سي إن إن» عن البرنامج لما سمعته حتى الآن، بحسب كيم بوندي المنتجة السابقة في قناة «سي إن إن» والتي تقوم بتدريس مادة الصحافة في جامعة نيو أورليانز.

وقالت بوندي: «سيواصلون مساندته طالما يعتقدون أنه صادق معهم. ولا أعتقد أنهم أحرجوه بأي حال». أما تامي حداد، المنتجة السابقة لبرنامج لاري كنغ، والتي تدير الآن شركة استشارات إعلامية خاصة فأكدت أن مشاهدي مورغان لن يكترثوا كثيرا لما يجري في إنجلترا وسيقيمونه بناء على برنامجه التلفزيوني. وقالت: «إذا انتقل المحققون بشكل كامل إلى الولايات المتحدة فسيكون على بيرس أن يتحدث إلى مشاهديه ويخبرهم مباشرة بتجاربه وأنه لم يكن متورطا في الأمر».